Announcement

Collapse
No announcement yet.

مقلوب سائق قصة / وفاء عبد الرزاق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مقلوب سائق قصة / وفاء عبد الرزاق

    وفاء عبدالرزاق
    حفل تكريم وفاء عبد الرزاق من مجلة دنيا النجوم فى القاهرة ( الشاعر الكبير أحمد زرزور - وفاء - سامى النجار )

    كلهم يصعدون التاكسي يأخذون أي منعطف يشاؤون أي اتجاه أو شارع.
    إلا انا يصعدني التاكسي يساومني على الأجرة يحدد لي وجهته وعنوانه بالضبط ألبي رغباته وأسوق.
    توقفت مرة "لنقل" مغرورة بنفسها وبلونها الأزرق الجميل، أوسعت جدراني وفتحت نوافذ صدري لتتنفس هواء الربيع المنعش.
    سألتها: وجهتكِ أيتها الفاضلة؟
    أجابتني بالغرور نفسه: لا وجهة لي فقط أحب النزهة في شوارع المدينة.
    رغبت مداعبتها بإطراء جميل، حمدت نوع اصباغها، لمعانه واسم شركته، فردت مقدمتها زهواً لعبت بهرتها كطفل يمسح منخاره وطوطت مبتسمة: طوط طوط شكرا.
    -من أين البنية؟
    -يا غبي من عائلة "شوفرليه" الأصلية.
    -عذركِ ما قصدت الأصل واسم العشيرة بل لمن ترجع ملكيتكِ يا رقيقة العود وعذبة الكلام؟
    مررت يدها على المقعد الامامي الازرق الفاتح المصنوع من القطيفة، فتحت الصندوق الأمامي واستخرجت الملكية:
    -خذ اقرأ، أنا أعود لموظف في شركة النفط أسمه "عايف زهقان" متزوج ثلاث نساء لكل واحدة أربع بنات لم يرزقه الله بولد، عذبوني أولاد الكلب 12 بنت كل أسبوع دور أربع بنات يلعبن على قماشي في المقعد الخلفي.
    أنظر لونه يختلف عن الامامي، هنا تجلس الزوجات باختلافهن اللوني والطولي ومعزتهن لدى الأستاذ "عايف"، لكن زوجته الصغرى لعنها الله تأخذني في يوم عطلة زوجها وتفرغه لمتعته الخاصة إلى بيت عشيقها الباكستاني ولضرورات الصمت أكذب على "عايف" وأخفي السر، لكن زوجته الوسطى تدقق معي بطريقة مملة مع هذا أتحملها لأنها تأخذني إلى أهلها تقضي النهار كله. أنتهز فرصة تجمع العائلة وأغازل الـ"بي أم" هو يحبني وثري كصاحبه وعدني بالزواج الملعون طلع غدار خانني مع "مرسيدس" جارتهم بعد ما فعل فعلته معي، لماذا الذكور هكذا لا يشبعون من واحدة؟ واحدة بيدهم وعيونهم على العشرات في الخارج.
    -بسيطة سيدة "شفورة" عامليه بالمثل وخذي بثأرك منه.
    ضغطت على كابح الفرامل: أخون؟ أنا ابنة أصل ماذا أقول لأخي "شفوري" أكسر حياءه؟ لا لن أفعل. لكن تعال "شفوري" نفسه يعشق أخت "بي أم" واسمها "بي أماية" واسم الدلع "أمومتي" بيني وبينك هو يريدها للحصول على القصر والخدم والحشم والسفرات للخارج والالماس والفليبنيات.
    بدأت قدماي تملان المشي وتتعبان من الحمل الثقيل قلت لها:
    -تعبت هل أوصلك إلى مكان معين أم أرجعك إلى بيت الأخ "عايف"؟
    أجابت:
    -لا أوصلني لأقرب محطة بنزين أكيد أستاذ "عايف" رجع الان من بيت حبيبته الجديدة وزوجته الرابعة في المستقبل، هو أرخصني بالذهاب بعيداً عنه كي لا يعرفه أحد من رقمي.
    سحلت قدمين متعبتين ووقفت عند أقرب محطة للبترول، قبل سؤالي عن الأجرة استخرجت ساعة ماسية من الصندوق الأمامي وقدمتها لي هدية:
    -تفضل أنت تستحق ثمنها لأنني لا أملك نقوداً خاصة لي فخذ هذه.
    لمعت الساعة ببريق يأخذ العقل، لم أعتد رؤية مثلها من قبل:
    -هذه ثمينة وأجرتي أقل منها بالاف المرات ولو طفت بك شوارع المدينة لعشرة أعوام لا أوفيها حقها.
    غمزت لي بدلال: خذ بدون إحراج، بعدين هذه يا أستاذ، تعال نسيت أن أسالك عن اسمك؟
    -اسمي "حافي بن عريان من بني متعب"
    ضحكت بصوت لفت انتباه السيارات الأخرى: طو طو طو طو طي طوطي.
    خجلت من صوتها المزعج خاطبتها بحدة: أرجوكِ بهدوء.
    مسحت دموع "إنارتها" الأمامية وبنصف عين غمزت قائلة:
    -شوف أصلاً هذه الساعة أنا لم اشترها، الأستاذ "بي أم" أهدتها له زوجة "رولزرايز" آخ لو تدري بجمال عمي "رولز" لتحسرت عليه، ما علينا زوجة "رولز" أهدت الساعة إلى "بي أم" وأهداها لأخته "بي أماية" وهي أهدتها لأخي "شفوري" وأنا سرقتها منه يعني لم أتعب جاءتني على صينية من ذهب ألم تسمع بهذا المثل؟
    -طيب، لماذا سرقتيها من "شفوري"؟
    -قلت يمكن أحتاجها في يوم ما لمغازلة أو ملاحقة أو سهرة ماجنة في قصر "فورد" أو على يخت العم "فراري" والله افضل اراها بيدك ولا تلبسها الفلبينية خادمتنا.
    شكرتها وسرت عائداً داري، توقفت لدى بائع البطيخ أشتري للأسرة، رأيت امرأة مسنة واقفة بالطابور تنتظر دورها، أشفقت عليها وأعطيتها دوري، شكرتني، سألتها: ما أسمكِ خالة:
    أجابت: يمة اسمي "تيوتا"
    حالها يكسر القلب القاسي اضطرني أسألها عن مالكها، كأنها تدري ما ببالي بادرت من ذاتها بالجواب:
    -يمة المالك اسمه "كاسب تعبان من عشيرة مكدود" وهو تعبان لا يستطيع الوقوف بالطابور جئت بدلاً عنه أشتري البطيخ وبطريقي أشتري الخبز هما عشاء أسرته.
    قدمت لها الساعة: خذي خالة هذه للأخ "كاسب" ارجعي إلى داره لا تحتاجين بعدها لا الى الخبز ولا البطيخ.
    عاينت الساعة وبقول غير العارف تساءلت: ما هذه؟ أجبتها "كاسب" يعرف.
    بألم موجع صحوت صباحاً، وجدت الشارع مملوءاً بالحراس والشرطة، استغربت الوضع لابد من حدث ما، سألت شرطياً قريباً مني:
    -هل من خطب؟
    أجابني متجهم الوجه:
    نعم وصلنا بلاغ عن لص تسلل الى بيت الوزير "رويلز" وسرق خزنته، سرق أغلى ساعات الوزير وهرب.
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
Working...
X