Announcement

Collapse
No announcement yet.

التشكيلية عبير الحنبلي أردنية حولت مأساتها لعمل إبداعي - توفيق عابد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التشكيلية عبير الحنبلي أردنية حولت مأساتها لعمل إبداعي - توفيق عابد



    عبير الحنبلي تشكيلية أردنية حولت مأساتها لعمل إبداعي
    «صرخة امرأة».. بالقهوة

    توفيق عابد
    باقتدار لامست الفنانة التشكيلية عبير الحنبلي معاناة المرأة، وخاصة المطلقة، وعبرت من خلال تجربتها الخاصة عن بوح بنات جنسها فجاءت لوحاتها صرخة باللون والتشكيل من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وبالذات ظلم الرجل للمرأة.
    ففي معرضها “صرخة امرأة” الذي أقامته في رابطة الفنانين التشكيليين بعمان وضم 25 لوحة مزجت بين القهوة والألوان الحارة تمرد على الواقع ورفضه برموز خفية تحتاج لتدقيق في قراءة اللوحة البصرية حيث تحول الإنسان إلى ثعلب وأناني وحوت يلتهم ما حوله وأفعى بثلاثة رؤوس ومن أسد إلى مسخ في أخلاقه وسلوكه.
    والمتفحص للوحات الحنبلي التي غلبت عليها المدرسة الواقعية يغوص في ثرثرة روح مرهقة هدّها الزمن فنساؤها هائمات على وجوههن.. فقدن مسارهن في الحياة جراء تجربة صعبة وأغلبهن غير مكتملات الوجوه في إشارة لرحلة التيه والضياع والسبب كما يبدو هو الرجل.
    كما يلمس جرأة في اختراق طوق الجنس بالألوان الحارة وخاصة البرتقالي فبعض نسائها يبرزن صدورهن في لفتة من التشكيلية الحنبلي لتصحيح نظرة الرجل للمرأة فهي ليست جسدا جميلا فقط بل طاقة هائلة من المشاعر والعواطف التي تتقدم على الجسد.
    رسم بالقهوة
    وتصف الحنبلي نفسها بأنها تعبر بالتشكيل والإيماء عمّا يدور حولها من واقع مؤلم بوحشية اللون وطريقة الرسم.
    وتقول في حديثها لـ”الاتحاد الثقافي”: ليس المهم من بدء الرسم بمادة القهوة لكن المهم هو من أبدع الرسم بها مستذكرة عبارة للشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب “ليس المهم أن نكتب ولكن المهم أن نبدع فيما نكتب”.
    وتضيف: في بداية انفصالي عن زوجي الذي هددني بالطلاق كنت جالسة احتسي القهوة وشاردة الذهن وبعد أن فرغت من تناول فنجاني قلبته متأملة فأذهلتني صورة متكونة من تشكيلات خطوط بقايا القهوة الرقيقة المنسابة تظهر سيدة نصف عارية ترفع يدها وأولادها يحلقون حولها.. عندها أدركت أنني سأنال حريتي تمردا على الظلم والاضطهاد . وتواصل حديثها: كانت ردة فعلي أنني مسكت ورقة وقلم لأرسم ما رأيته وهنا صرخت أختي قائلة ماذا تفعلين يا مجنونة! بعدها صرت استمتع بالدراسة البصرية للرسوم داخل فنجان القهوة التي حولتها فيما بعد للوحات مرسومة بمادة القهوة ممزوجة بلون واحد في البداية.
    ومع تطور التجربة أدخلت ألوانا مع القهوة بطريقة جميلة تحوي رمزية وتعابير وسريالية لما يدور في حياتنا اليومية ومحيطنا.
    بوح ومعاناة
    وتقول: لوحاتي تحوي بوحاً ومعاناة.. أبوح بعقلية الإنسان المتوجس المترقب الخائف من المجهول الذي يعيش واقعه المشوه ويحرم الطفل من براءته لما يراه من صور وحشية في حياته ومعاناة الإنسان وتشظيته وكأنه لم يعد له وجود في واقعه ومجتمعه ولم تعد تراعى قدسيته لسيطرة مسوخ على رزقه.
    وتبين الحنبلي أنه في لوحاتها تجد الأم البركان التي تصنع الخصب على حساب فناء جسدها، والرجل هو البحر، والولد هو النبتة الخضراء الذي يعطي الأمل والتأمل في الحياة.. وتتابع: اعترف أن المرآة مسيطرة على مجمل الأعمال فهي جزء لا يتجزأ من الحياة وهي والرجل يشكلان دائرة الحياة لكنها في كثير من الأحيان تكون مضطهدة تبحث عن كينونتها ولا تجدها في عالم متطرف ينظر إليها كمجرد جسد للحمل والإنجاب فيما رسالة المرأة أعظم من هذا بكثير، المرأة الناضجة العاقلة تصنع الرجال، ورسالة الآباء تشاطر في إتمام التربية على حد سواء.
    غياب الروحانيات
    ولفتت إلى أنها تناولت في معرضها النظرة المادية وغياب الروحانيات في الحياة وتحول الإنسان إلى حوت يريد أن يبتلع ما حوله في زمن أصبح المال يحكم السياسة والذين يسيسون الدين والإنسان فصاحب المال يحق له التحدث في أي أمر يشاء وغيره لا يسمح له.
    فالإنسان يعيش متوهماً بالحرية لأنه منخدع بأضواء مزيفة لا تلبي حاجاته ولا مطالبه ولا يجد حرية ولا عدالة ولا مساواة كما يحرم الإنسان المستضعف من تحصيل حقوقه مما يحوله لحاقد على مجتمعه ووحش يثور لينتزع حقه من أفواه الحيتان البشرية وتصويب الأوضاع.
    وحول أن بعض وجوه نسائها هائمة وأحياناً غير مكتملة قالت الحنبلي: أعتقد أن الواقع المعيش يجسد تيه البشر فعدم اكتمال الوجوه دلالة على تهميش الإنسان وضياع حقوقه لذا تصورته ضائعا متشظيا يكاد أن يتلاشى رمزا للفناء وانهيار القيم الأخلاقية والتعامل مع الآخر في عالمه.
Working...
X