عبورُ قنطرة القوس
في ـ زمنة الطفولة ، وفي ذلك الريف،
كان يسحرنا منظر " قوس قزح"
في أساطير ذلك الزمان، قالوا لنا :
"من يعبر هذا القوس، إن كان صبيّاً
ينقلب بنتاً، والبنت تصبح ذكراً. فيما
بعد قرأت كلاماً لأحد الأئمة ع ،
معناه: لاتقولوا قوس قُزح ،
ف قزح إسم للشيطان، بل قولوا
قوس القدرة،
فُهمت الإشارة، وظلّت الرغبة في
العبور لافي التبدّل.
الشاعر : عبد الكريم الناعم
سوريا - حمص
عبورُ قنطرة القوس
عَبَرتْ من شُرْفة الكَرْم
إلى خُضْرةِ بستان قَصِيٍٍّ
فَتَدَلَّتْ في العناقيد السّهوبُ
ذهبَ النّهرُ إلى آخِر مايبلغُهُ
الحُلْمُ ، فَعادتْ لأقاصيها الدّروبُ
عَبَرَ اللحنُ من الجذْوَةِ في الرّوح
إلى وَرْد الْتياعِ الدّهشةِ الأولى
نَدِيّاً ، فَتَشَذَّتْ في فَم النّايِ الثّقوبُ
دَفَّ في القلب حنانٌ أَبْجديٌّ،
خَنَسَ الوجْدُ بما يغْْشاهُ ،
كَمْ غاشيةٍ أولى وأخرى، مثلما
الحلمُ، ولا نومَ ، / انْتباهٌ يُشعِلُ
الرّوحَ اخْضِراراً ، وهْيَ تَصْفَرُّ،/
وشيءٌ فوقَ مايُلْفَظُ ، يأتي من
حنايا عُمْقهِ الكَوْنيِّ حيناً ، ومن
البُرْعُمِ يصْحو، تارةً أخرى ،
وَتَوْقٌ يَضَعُ الحَضْرةَ في آنيةِ
الوقتِ إذا كانَ يَغيبُ
خَرَجَ اللحنُ إلى بَرّيّة الوَجْدِ
نَدِيّاً .. فَتَشَذَّتْ في فم النّاي
الثّقوبُ
فَتَحَ النّورسُ أوراقَ حناحيْهِ
وكان ( اللّوتسُ ) اللّهفانُ يمتدُّ
على أجنحةِ الظِلِّ بَهِيّاً، وهْوَ
في اطْمئنانهِ السَّمْحِ مُريبُ
- " مَنْ تُرى يَعبرُ قَوْسَ
القُدْرةِ المنْصوبَ في لَحْظَة
سُكْرٍ ثمّ لايَرْجِعُ منهُ فهْو
إشراقٌ .. مَغيبُ " ؟!!
قال شيخٌ ، كلّما أِبْعَدْتُهُ يَرْتَدُّ
بالنّور حَفِيّاً:
" يَعبرُ الأطفالُ من تحتِ لواءِ
القوْسِ جَهْراً حالَما تَستَبِقُ السّمْعَ
القلوبُ ".
حمص في 22/12/1994
في ـ زمنة الطفولة ، وفي ذلك الريف،
كان يسحرنا منظر " قوس قزح"
في أساطير ذلك الزمان، قالوا لنا :
"من يعبر هذا القوس، إن كان صبيّاً
ينقلب بنتاً، والبنت تصبح ذكراً. فيما
بعد قرأت كلاماً لأحد الأئمة ع ،
معناه: لاتقولوا قوس قُزح ،
ف قزح إسم للشيطان، بل قولوا
قوس القدرة،
فُهمت الإشارة، وظلّت الرغبة في
العبور لافي التبدّل.
الشاعر : عبد الكريم الناعم
سوريا - حمص
عبورُ قنطرة القوس
عَبَرتْ من شُرْفة الكَرْم
إلى خُضْرةِ بستان قَصِيٍٍّ
فَتَدَلَّتْ في العناقيد السّهوبُ
ذهبَ النّهرُ إلى آخِر مايبلغُهُ
الحُلْمُ ، فَعادتْ لأقاصيها الدّروبُ
عَبَرَ اللحنُ من الجذْوَةِ في الرّوح
إلى وَرْد الْتياعِ الدّهشةِ الأولى
نَدِيّاً ، فَتَشَذَّتْ في فَم النّايِ الثّقوبُ
دَفَّ في القلب حنانٌ أَبْجديٌّ،
خَنَسَ الوجْدُ بما يغْْشاهُ ،
كَمْ غاشيةٍ أولى وأخرى، مثلما
الحلمُ، ولا نومَ ، / انْتباهٌ يُشعِلُ
الرّوحَ اخْضِراراً ، وهْيَ تَصْفَرُّ،/
وشيءٌ فوقَ مايُلْفَظُ ، يأتي من
حنايا عُمْقهِ الكَوْنيِّ حيناً ، ومن
البُرْعُمِ يصْحو، تارةً أخرى ،
وَتَوْقٌ يَضَعُ الحَضْرةَ في آنيةِ
الوقتِ إذا كانَ يَغيبُ
خَرَجَ اللحنُ إلى بَرّيّة الوَجْدِ
نَدِيّاً .. فَتَشَذَّتْ في فم النّاي
الثّقوبُ
فَتَحَ النّورسُ أوراقَ حناحيْهِ
وكان ( اللّوتسُ ) اللّهفانُ يمتدُّ
على أجنحةِ الظِلِّ بَهِيّاً، وهْوَ
في اطْمئنانهِ السَّمْحِ مُريبُ
- " مَنْ تُرى يَعبرُ قَوْسَ
القُدْرةِ المنْصوبَ في لَحْظَة
سُكْرٍ ثمّ لايَرْجِعُ منهُ فهْو
إشراقٌ .. مَغيبُ " ؟!!
قال شيخٌ ، كلّما أِبْعَدْتُهُ يَرْتَدُّ
بالنّور حَفِيّاً:
" يَعبرُ الأطفالُ من تحتِ لواءِ
القوْسِ جَهْراً حالَما تَستَبِقُ السّمْعَ
القلوبُ ".
حمص في 22/12/1994
Comment