Announcement

Collapse
No announcement yet.

فيلم "المغادرون" الياباني رائعة الياباني تاكيتا التي تثير جدلية الموت

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فيلم "المغادرون" الياباني رائعة الياباني تاكيتا التي تثير جدلية الموت

    المغادرون.. رائعة الياباني تاكيتا التي تثير جدلية الموت


    دمشق - سانا
    ينطلق فيلم "المغادرون" الياباني الحائز على أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2009 من السرد الروائي نحو تقديم الصورة السينمائية التي ترسم دراما الحدث بطريقة حياتية واقعية فالرواية هي صلب الفيلم إلا أنها لا يمكن أن تكتمل إلا بالحلة البصرية المميزة التي رسمها مخرج الفيلم العالمي الكبير يوجيرو تاكيتا.
    يروي الفيلم الذي عرض في صالة سينما الشام2 مساء أمس ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان دمشق السينمائي الدولي الثامن عشر قصة عازف تشيللو ياباني يفقد عمله في الأوركسترا فينتقل عن طريق المصادفة للعمل في تكفين ونقل الموتى فيخفي طبيعة عمله عن زوجته ويعيش معاناة ذاتية غاية في الرمزية مع نفسه من خلال علاقته اليومية مع الأموات وملامسته الدائمة لأجسادهم ومواكبته لقصص الموت التي لا تنتهي ولا تقتصر على جنس أو عمر أو لون.

    هذه المهنة التي يقوم بها بطل الفيلم دايغو كوباياشي تغير نظرته إلى الحياة وتقدم رسائل متتالية في جدليات الوجود والحياة والموت وتنقل أسلوبية خاصة في تعامل الإنسان مع القضايا الكبرى وقدرة الكائن البشري على خلق الحياة حتى في قضية الموت من خلال هذه الابتسامة التي من الممكن أن ترافق أي قصة موت وهذه الرواية التي يعيشها كل إنسان والتي لا جمالية لها إذا لم تنتهي بزوال الجسد.
    يعتمد الفيلم على تقديم المفارقات والنقائض من خلال مسيرة البطل في الفيلم وتنقله من جثة إلى أخرى ومن ثم ترك زوجته له ثم وفاة والدة صديقه وفي النهاية عودة الزوجة ووفاة والده الذي تركه منذ ثلاثين عاماً.
    تبلغ الذروة الدرامية في الفيلم حدها الأعلى من خلال قيام البطل بتكفين وإعداد جثة والده حيث لم يتأكد بأنه بالفعل هو أبوه إلا من خلال قيامه بهذه المهنة وملامسته لجثة والده وإحساسه بها وكأنها حية وتعيد ذاكرته إلى ثلاثين عاماً مضت.
    إن هذه البوابة التي يحرسها البطل هي البوابة التي تفصل بين الحياة والموت وهي البوابة الوحيدة التي يمكن للإنسان أن يتعرف منها على مفارقات الوجود وعلى مرحلة انتقالية أساسية يمر بها الإنسان وهي النهاية التي لا يشير الفيلم إلى أنها في الحقيقة نهاية أو أنها هي بالفعل بداية لحياة أخرى.
    تلعب الموسيقا دور بطولة في الفيلم كون البطل عازف تشيللو حيث تترافق جميع مشاهد الموت مع معزوفات فردية له حتى ان مشاهد الموت تتخللها مشاهد للبطل وهو يعزف على آلته الحميمة أمام النهر فتعلن دائما الموسيقا نموذجاً شعورياً مختلفاً وردة فعل محددة تجاه الصور وتلعب الدور الأساسي في توجيه المتلقي نحو الاندماج في الحدث.
    يعتبر مخرج الفيلم يوجيرو تاكيتا من أبرز السينمائيين اليابانيين الذين جعلوا المادة السينمائية اليابانية مادة عالمية متواجدة في كبرى مهرجانات العالم ومن أهم أفلامه فيلمه الكوميدي لا مجلات مصورة بعد اليوم 1986 والذي أثار إعجاباً عاماً في كل المهرجانات التي عرض بها بفضل الكوميديا الراقية التي يقدمها بالإضافة إلى عند استلال السيف الأخير وأونوميجي وصولاً إلى المغادرون الذي لعب بطولته كل من ماساهيرو موتوكي وريوكو هيروسو وتسوتومو يامازاكي.
Working...
X