Announcement

Collapse
No announcement yet.

السينما التركية تظاهرة في عشرة أفلام فيها التنوع والغنى والخصوصية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • السينما التركية تظاهرة في عشرة أفلام فيها التنوع والغنى والخصوصية

    تظاهرة السينما التركية
    التنوع والغنى والخصوصية في عشرة أفلام


    دمشق-سانا
    تعد تظاهرة السينما التركية التي تحل ضيف شرف على مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر من أبرز النشاطات وأدسمها على مستوى التنوع والغنى ويستطيع الجمهور السوري عبرها تكوين نظرة واضحة عن مستوى هذه الخصوصية السينمائية التي دأبت في الفترة الأخيرة على حصد العديد من جوائز أبرز مهرجانات السينما العالمية.
    واختارت إدارة مهرجان دمشق السينمائي عشرة أفلام من نبض السينما التركية لتقدمها لعشاق السينما هي ثلاثة قرود مناخات, بانتظار الجنة, بيض,مسافة, والدي وابني, انجذاب في محله, حياة بهيجة, غيوم في شهر آب, الهيفاء ذات الوشاح الأحمر.
    وتتعدد موضوعات هذه الأفلام وتتنوع مضامينها بين بيئية واجتماعية وذاتية وعاطفية لتكشف التفاصيل الدقيقة لصورة تركيا بعين مخرجيها الكبار من أمثال محمد إرييلماز ودرويش زعيم ونوري بيلج جيلان وسيغان إيرماك ويلماز غوني وسميح قبلان أوغلو وعاطف يلماز.
    وعبر تاريخها الطويل الذي يمتد أكثر من 100 عام مرت السينما التركية بمراحل عدة كانت في بعضها انعكاساً لأوضاع المجتمع ورصداً نقدياً لتحولاته معتمدة على التقليد والتشويق والإثارة مستعينة بالأنماط السينمائية الحديثة في أوروبا وأميركا.
    دخلت السينما إلى تركيا منتصف عام 1866 أي بعد فترة قصيرة من أول عرض في باريس على يد الإخوة لوميير وقد استمر عرض المشاهد السينمائية في اسطنبول عام 1908 بعد إنشاء أول دار عرض سينمائية.
    وجاءت ولادة السينما التركية بشكل واضح عندما تم تأسيس قسم لشوءون السينما عام 1915 تحت مسمى الجمعية الرسمية للمحاربين القدامى ومهمتها تحفيز المشاعر الوطنية للجيش التركي وتم تصوير العديد من الأفلام السينمائية عن حرب البلقان وتم إنتاج أفلام قصيرة بإدارة المخرج أحمد فهيم عام 1919.
    بينما ظهرت السينما الروائية عام 1917 مع فيلمي الجاسوس والضائعة للمخرج سيدات سيمافي ثم توالت الأفلام التي ركزت على تقديم مشكلات ممثلات فزن بمسابقات جمال النساء التي بدأت تعرفها تركيا عام 1924 مثل فريحة توفيق وكريمان خالص آجه.
    نقطة التحول للسينما التركية كانت عام 1922 عندما أسس محسن أرطغرول أول شركة إنتاج سينمائية خاصة بعد دراسته لفن السينما في ألمانيا وأنتج أول فيلم باسم قميص من النار للمخرج خالدة أديب أديفار.
    وتبلورت السينما الوطنية التركية من خلال تأسيس أول نادٍ للسينما بتركيا عام 1964 حمل عنوان نادي سينما الجامعة حيث برز نشاط جديد في السينما التركية مع ظهور مخرجين جدد مثل متين أركصان وخالد رفيغ وأرتم غوريج ودويغو صاغر أوغلو ونوزاد باسان وممدوح أون.
    وقدم هؤلاء أفلاماً دارت حول شجون وهموم المجتمع وحظيت بنجاح واسع فمثلاً فيلم متين أركصان الصيف القاحل عام 1964 يعالج حقائق القرية وحاز جائزة في مهرجان برلين السينمائي ليصبح أول فيلم تركي يقدر بجائزة على الصعيد العالمي.
    كما شهد قطاع السينما والسمعي والبصري بعد عام 1980 نهوضاً واضحاً في تركيا مع تغير المعطيات والانفتاح الذي شهده القطاع بحلول عام 1990 وبروز جيل جديد من المخرجين الشباب إلى جانب الجيل الذي يمثل الفترة السابقة.
    كما نشطت خلال فترة الثمانينيات السينما التجارية التي تروي القصص العاطفية والتي تركز في معظمها على ابن القرية الأناضولية الذي لا يقبل الضيم وصاحب عزة النفس ويعيش معظم الأبطال في أطراف المدن الكبرى مع حفاظهم على ارتباطهم بالريف التركي وقيمه النبيلة مثل أفلام المطرب التركي الشهير إبراهيم تاتلي سيس وبموازاة ذلك ظهرت أفلام القوة الأسطورية المتخيلة والمتمثلة بالأفلام التي كان يلعب بطولتها جنيد أركان.
    ولعل نقاط الضعف في السينما التركية هي ذاتها التي أمدتها بالنجاح مثل عدم وجود التمويل الكبير الذي أجبر المخرجين على التصوير في الأماكن الواقعية والفقيرة وهو ما أعاد السينما التركية إلى قلب الواقع.
    ويمكن القول إن السينما التركية حققت لنفسها بصمة وهوية فسابقاً وعند مشاهدة فيلم تركي لم يكن بالإمكان معرفة من الوهلة الأولى أن الفيلم تركي في حين الآن أصبحت هناك بصمة تركية في السينما وتميز من الناحية الفنية والتقنية وأصبحت الأفلام تحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية العالمية كان آخرها فيلم عسل للمخرج سميح كابلان أوغلو الذي نال جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي 2010.
    وقبل السنوات الأخيرة لم يكن السينمائيون الأتراك معروفين كثيراً وكانت المعرفة مقتصرة على النجمة محترم نور والمغنية الحسناء وزكي موران أما اليوم وبعد هذه النهضة السينمائية التركية التي تحقق كل عام نحو 100 فيلم فقد برزت أسماء مهمة ليس على المستوى العربي فقط وإنما على المستوى العالمي فقد لمع نجوم السينمائيين يلماز غوناي وتوركاي شوران وعمر كافور وفاتح آكين ونوري بلجي جيلان وغيرهم الكثير.
    ولعل الرواج الكبير الذي تشهده السينما التركية خلال السنوات الأخيرة ساهمت فيه عوامل كثيرة من بينها إدراك العديد من المخرجين والمنتجين الأتراك ثراء الموروث القصصي الذي يزخر به مختلف مكونات المجتمع التركي سواء من الناحية الجغرافية أو التاريخية فتركيا تقع بين قارتين أوروبا وآسيا استفادوا منها لتحديد هوية واضحة للسينما التركية وتسويق صورة المجتمع التركي بصورة صحيحة.

Working...
X