Tweet
ألفاظ الألوان وعلاقتها بالحياة الاجتماعية .. د . عاهد عاصي
شعبان سليم - الوحدة
بشرته وشعره واعضائه , فوصفوا بشرته بالادمة او السمرة او البياض 0 اما نساؤهم فقد استحبوا لهن البياض والصفرة كقولهم : بيضاء باكرها النعيم او صفراء المعاصم طفلة , واهتموا بالوان الشعر واحبوا لنسائهم شعرا اسود يتدلى على الكتفين كأنه الليل يرخي سدوله ليحجب اشراق النهار 0 والضد يظهر حسنه الضد , وصفوا العين باوصاف بسبب الوانها واخذوا بجمال الاعين , وألفوه في الحور مرة وفي الدعج والملح مرات اما الحدقة فتوصف بالزرقة والشهلة والشكلة والكدرة 00 ثم يقع البصر على الفم بشفتيه واسنانه وله العديد من الصفات بالاضافة الى ما تتزين به النساء من لباس وخلخال وحلّي حتى الوان حبات العقد 0ما يمدح وما يذم به : دأب العربي على الاعتداد بنفسه والانتصار لقومه ولذاعدّوا الوان جلودهم او شعورهم او اعينهم افضل الالوان . قال الفضل بن العباس بن عتبته : وانا الاخضر من يعرفني اخضر الجلدة من بيت العرب وادعوا البياض لنسائهم ومدحوهن به ولم يصفوا الرجل بالبياض - وهو استعارة ومنه ( بيض الوجوه - ابيض يستقى الغمام بوجهه ) . اما الاعين فقد استملحوا لها الاتساع وشدة سواد الحدقة في شدة بياض العين مع شيء من الدعج ولالفاظ الالوان اثر في اسماء الناس 0 وهذه الالفاظ في الاصل هي صفات يدل كل منها على لون لكنها قد تصبح علما على الموصوف كالاشقر 0 حتى اسماء القبائل غلب عليها اللون : الابرش والبرشاء ( ام ذهل وشيبان وحبشي قاتل حمزة - ودعيج والدعجاء ( بنت هضيم )00 وقد استعمل العرب الفاظا كثيرة منها للاستحسان والمدح واضفاء الوضوح على الموصوف كوصفهم الشيء بالبراق والابلج والاغر والجون والحرّ والخالص والمزهر والمشرق والوايص والوضاح والواضح ويعنون بذلك البياض والاشراق والبريق واللمعان 0 وقد غلبت بعض الصفات على الموصوف حتى صارت اسما له ومنه : سموا العسل الابيض بالضرب والخمر بالجريال والكميت والصهباء والكلفاء 0 وسموا الترس / اسمر / والرمح / اظمى / والنصل / اشهب / والقوس / عاتكة / والسيف / اطلس وبراق / حتى الثياب له مادل لونه عليها حتى شمل الامر كل مناحي الحياة اليومية 0 الخيل: ولما لها من شأن عظيم حظيت باسماء كثيرة لانها وسيلة للغزو والحرب والصيد والقنص وعنوان الجاه والرفعة ودليل الغنى والتقدم , اقتناها العرب منذ القدم وفضلوها على ما سواها من الدواب , وزادت اهميتها لديهم ان رسول الله /ص/ حض على اقتنائها وتربيتها وربطها في سبيل الله , وحض على ركوبها , قال عليه السلام : ( الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة وفي القرآن الكريم ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) وهذا ما ضاعف اهتمام العرب بالخيل , وكان اهتمامهم بالوان الخيل واهمها / الاشقر / ( ميامين الخيل شقرها ) . حتى تبارى الشعراء في وصف الوانها وهي اربعة : بياض - سواد - حمرة - صفرة 0 ومنها يأتي الابرش والابقع والابلق والاحوى والاخضر والادهم والاغرّ والانمش والاورق والمولع 0 وللخيل علامات - شيات - تدل على كل لون واكثر ما تكون شيات الخيل بياضا , الغرة اسم عام لكل بياض في وجه الفرس 0 وقد غلبت الفاظ اللون على اسماء الخيل , فالحوراء فرس علقمة بن شهاب والادهم فرس عنترة بن شداد والزعفران فرس عمير بن الحباب 0 ورد : فرس حمزة بن عبد المطلب , اليحموم : فرس الحسين بن على ( رض ) حتى الحيوانات البرية كان لها الاستعمال اللغوي للون , نعوتا واسماء لأن للعرب تجارب كثيرة معها 0 الالوان والطبيعة : ومعظم مظاهر الطبيعة اكتسبت اسمها من طبيعة لونها او شكلها وحجمها 0