Announcement

Collapse
No announcement yet.

رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 11 وفاء عبد الرزاق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 11 وفاء عبد الرزاق


    انتبهت وهي تحاكي نفسها ، كل لحظة تجدها فخا جديدا ، مرّت صورة المرسم، رجل مهووس بغيرها، يبعدها صوت رجل تجشأ، عبثاً تعيد الصورة، يشدها الصوت الى الواقع، فتبذل أقصى جهدها لتسترجع الأشياء كلها حتى أواني المطبخ. تفحّصت المكان بتفاصيله، طريقة نفثه لدخان سجائره، أزرار قميصه المفتوحة على آخرها، إصبعيه الصفراوين من كثرة التدخين، صدره الموشوم بعلامات الحرق والتعذيب، يده المبتورة، النسيان والذكريات، الأشعار التي يرددها، سلطته على ألوانه، لحظات تغزّله بالشقراء، عاصفة صدرها المتفجرة وهي تكاد تصرخ، كل ما يمتّ لوليد بصلة تعتبرها حياتها ومماتها*
    انتبهت للصمت، صوت الصمت يعلو، بأنفاسٍ لصيقة بها :
    - يا الله، أين الجميع؟ لا أحد في الصالة، أين كنتُ وماذا حدث لي؟
    - اهدئي (وضع يده على كتفها ولفّ ذراعه حولها) عزيزتي لقد أمرت الجميع بالانصراف، وأنا معك الآن.. هدّئي من روعك.
    - أين صاحبتي؟
    - في إحدى الغرف مع صابر.
    راحت تتمتم: عادت لفعلتها ثانية؟
    وضعت يديها على صدرها، ضغطتهما بقوة، برزأحد النهدين بينما الثاني احتفظ ببعض حياء :
    - كيف لم أشعر بخروج الجميع؟
    - حين وجدتك حالمة ولست معنا، ولم تشعري بما يجري حولك، أمـــــــرت الأخرين أن ينصرفوا بهدوء، وأنت أدرى بأوامري. حلوتي، جمالك جبار وعيناك ساحرتان، فابعدي الحزن عنهما.
    - عفوك سيدي أنا لا أستحق إطراءك.
    وضع يده على فخذها، ارتعشت مثل سعفة متصالبة، دقات قلبها المتسارع بانت من وريد رقبتها، خاطبها:
    ـ بالمناسبة، اشتريت لك عقداً ماسياً، تفضلي هو لك.
    ـ معذرة، ما اعتدت على ارتداء الماس.
    فاجأها برمي نفسه عليها، وحملها بين ذراعيه، وبكل قوته شدها وأحاطها، حتى ما كادت تفلت من قبضته:
    - أنت العقد الثمين وأنت البرتقالة الناضجة، وكل النساء قشور.
    - أدخلها غرفة نومه، ورماها على فراشه، ارتفع ثوبها إثر الرمية، فبدت ساقاها كلمعة برق.
    - لا تخافي (أمسك بثديها، ونظر الى سرّتها باشتهاء) ألا تنسين؟
    - تعالي أجعلك تنسين الدنيا، أعرف أنها المرة الأولى لك، لمحت ذلك في عينيك وانزوائك. سأجعلك تبلغين الذروة، أنا متمرّس في ذلك.
    - سيدي أنا لستُ كما تعتقد.
    - اسمعي.. سأدفع لك أي ثمن تطلبين، شرط أن تتركيني أفعل ماأريد. أنت نصيبي اليوم، لكني لن أرغمك. كم يكفيك؟ عشرة آلاف جنيه، عشرون ألفاً؟
    - سيدي أتوسل اليك، أنا لستُ كما تريد.
    -هل في قلبك أحد؟
    - أجل.
    - ويتركني صابر الملعون أدفع ثمن العقد، بنت الكلب، تعالي.. أريد استرجاع الثمن.
    رمى جسده الثقيل عليها، ترجرج لحم كرشه ضاغطاً على بطنها، لكنها استطاعت الإفلات من قبضته. جرّها من ثوبها، فتمزّق بين يديه. أدارت مفتاح باب الغرفة، وخرجت مفزوعة، دقت باب الغرفة الثانية:
    - صابر، اخرج يا ابن الكلب ماذا فعلت بي، قم خذني الى البيت.
    شهقت، بكت، ثار الشعر الغجري على هزات رأسها. خرج صابر عاري الصدر، يسحب زنّـار بنطاله، وصاحبتها وراءه ترتدي آخر قطعة من ثيابها. صاحا بصوت واحد:
    - ماذا دهاكِ،هل جُننتِ؟ كيف تفرّطين بهذه الفرصة؟ المحفوظ ثروة.. ثروة.
    - أتأخذني الى البيت الآن، أم أصرخ بأعلى صوتي في باب العمارة؟
    - وهم في السيارة، عائدين الى دار صابر، لم يكن على فمها غير كلام واحد تقوله:
    - يا وليد خذني الى ذراعك، أيها الجبان خذني ولو بجبن.
    وضربت الشقراء بكوعها معاتبة:
    - ماذا فعلتِ يا وقحة؟
    - دفعت ثمن بقائنا في شقة صابر.
    لم يردّ عليها صابر، ولم يكترث لهيجانها، واكتفى بمتابعة حركاتها في المرآة، ولاحظ عدم وجود عقد في رقبتها، فسألها:
    ـ أين العقد؟
    ـ رميته عليه، كيف عرفت بسرّ العقد، هل كنت خلف الباب؟
    ـ أيتها الغبية أنا من اشتراه، وأنا صاحب المبادرة، أسرار المحفوظ كلها عندى.
    أكدتا بصوت واحد:
    - ونحن أيضاً لنا سرنا.
    ( نظرتا ببعض، وقالتا ببرود)؛ نحن مثل خروف يعدّ أيامه.
    ـ آه لو أعرف سرّكما، أدفع عمري ثمناً لذلك. كيف وافقت على مرافقة امرأتين لا أعرف حتى اسميهما؟، يا لغبائي.
    في وقت مبكر من صباح اليوم التالى، بادرت الشقراء صاحبتها بالقول:
    - من الآن سنخرج لوحدنا، هذا الصباح سنترك صابراً في البيت ونضيع في الشوارع، هيا يا سمرائي ارتدي ملابسك.
    وفيما هي تكمل زينتها عرضت على السمراء بعض حليّها، فأخبرتها بعدم رغبتها فيها، بل قالت:
    - أريد أن أكون حرة طليقة، ولو كان بيدي لمشيت دون ثياب.
    علـّقت الشقراء:
    - والله فكرة، سيأتي الزبائن بالعشرات بل المئات.
    ـ أهذه حدود تفكيرك؟ المال فقط، ولايهم بأية وسيلة، تتحايلين على نفسك من أجل المال؟
    مشتا على رؤوس أصابعهما حافيتين، والأحذية تتدلـّى من أيديهما، وقرب باب الشقة امتدت يدان قويتان وجرّتهما:
    -أيتها اللعينتان أتخرجان من دوني؟
    -لا، لا.. وجدناك نائماً، فقررنا أن ندعك تستريح من عبئنا اليوم ونخرج وحدنا.
    -لقد اتصل المحفوظ واعتذر، وطلب منى الاعتذار لك. لكن لا تنسي أنه وضعك نصب عينيه، وهو لا يتراجع.
    برمت السمراء شفتيها استنكاراً :
    - هذا شأنه، له ما يريد ولي ما أريد. ويا للزوجات المسكينات، أيعقل أن تُسلـّم أمور الدول لرجال طبول؟
    - شقراء هل تذكرين وليداً حين صرخ بصوت عالٍ:
    - لا فُضّ فوك يا نزار قباني؟
    - قال صابر مستفسراً:
    - وماذا قال نزار قباني؟
    قال؛ الدولة منذ بداية هذا القرن تعيد تقاسم الطبلة.
    ـ دعونا من الطبل والطبالين، لقد دعاني صديق على العشاء البارحة، وسوف تعجبكما السهرة، فيها رقص شرقي وغناء.
    انحنت الشقراء بدلع يوحي بالموافقة، بينما السمراء صمتت.
    ـ هل أعتبر الصمت علامة الرضا؟
    - أجابت السمراء: فسّره كما تشاء، بشرط أن لا أدخل غرفة نوم أحد.
    - أتحبان أن لا أرافقكما؟
    بل نرجوك، لنا رغبة في التصعلك
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
Working...
X