Announcement

Collapse
No announcement yet.

رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 13 وفاء عبد الرزاق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 13 وفاء عبد الرزاق

    ـ أعشقهما كعشقي لوليد، اسمعي ماذا يقول، سمعته وهو يرسمنا يردد:
    أغلقوا المشهد وانتصروا
    عبروا أمسنا كله
    غيروا جرس الوقت وانتصروا .
    هذا الشاعر خلق للزمن العربى كله.
    تساءل طالب وهو يتصفح الجريدة :
    - وين كانت أمريكا عن المقابر الجماعية؟ معقول ما تدري عيني؟. والله غمضت عنها مثل ما غمضت عن حلبـﭼـة والأنفال وانتفاضة الجنوب.
    بادره بالرد فاضل :
    - عيني أفاعي وأكلت بعضها. كش ملك، حط ملك جديد ، عساهم نارهم تاكل حطبهم.
    ـ أخ لوما الشعب أكل خرا، لكن ما يخالف احنا نرجعه لحلوقهم هالزمرة الطاغية وأتباعها.
    قالت الشقراء:
    - علينا أن نسرع يا سمرائي، الحديث صار خرائي، وشكلهم مفلسين.
    عبر الشارع باتجاه المقهى رجل حيّوه من بعيد باسم طاهر، بدا كمن امتلأ قلبه بمعاناة جديدة ، سحب كرسياً وجلس قرب فاضل، ثم حدثة بطريقة اياك اعني واسمعي ياجارة :
    ـ هذا الجمر كله يمّـك ووجهك أصفر؟.
    رغبت الشقراء في المغازلة، أعطت فرصة لطاهر أن يتحدث:
    ـ ما اسم الحلوتين.
    ـ لا نعرف (بصوت واحد).
    ـ أهذه سياسة؟ (وردّ على سؤاله بنفسه) :
    - ولمَ لا، فالسياسة صارت تشريب .
    مدّ بوزه وفتح منخاره مستنشقاً عطر الشقراء، تأوّه كمن يلح عليه جرح قديم :
    - لا تحتاري سيدتي، شمس وفجر، ما رأيكما بهذين اْلاسمين ؟ (وواصل) جميلتي:
    - الاسم غير مهم، المهم هو الفعل. أنت شمس، والسمراء فجر، اتفقنا؟ حبوبتي السمراء أنت تسوين مليون مونيكا، ولو شايفك (بوش) ما دخل بغداد.
    سحب فاضل قدمه العالقة تحت الكرسي:
    - يو.. لعد فلوس نفط العراق وين راحت، على القوّادين والقصور والمونيكات، وهات أبصم بالعشرة.
    ترك طالب الجريدة التي قلبها على الصفحة الثقافية، وشارك صاحبيه قائلاً:
    -لا تستهينوا بالنساء، دساتير وحياة بأكملها أعيدت صياغتها بسبب النساء.
    - رعش بدن السمراء لصورة نساء عراقيات أمام أكداس من العظام، شبكت يديها بتوتر، وطلبت من صديقتها الخروج.
    ودعتا رفقة المقهى، وذابتا في ظهيرة الوقت. لعبت الريح بتنورة شمس، تلصص أشيب على ساقيها، كما لم تنس الأخرى فمرّت بشعرها وعبثت بغرّتها.
    ـ هل ترغبين في الاستمرار بجولتنا يا فجر؟
    ـ ها هي الحافلة وصلت أريد العودة.
    صعدتا الى الطابق الثاني، وجدتا الكرسي الأمامي فارغاً، فجلستا باتجاه الزجاج. سألت الشقراء:
    - لماذا الصمت؟
    ـ أحاول أن أصرّف لغوياً اسم أمريكا، مثلاً كلمة كرّ، تعني رجع الفارس الى شوط القتال، فهو كرّار. ثم أم ، اعتبرت نفسها أم العالم. ولو صرّفنا كلمة (نيويورك) فالمصيبة واقعة بلا جدال، فهي من تحت الخصر، مثلاً ( في تقديم الحروف وتأخيرها يصبح الاسم ورك ، ومن الورك تتشعب امريكا كلها هل اكمل؟
    ـ كفاك يا فجر، ألم أقل لك إن العهر أصل الأشياء؟
    حال وصولهما شقة صابر، وجدتاه منتظراً وجائعاً، فرحب بوصولهما:
    - جئتما في الوقت المناسب، أنا جائع، خذي هذا الرقم واطلبي ما يروق لك من مطعم (السلطان ) يا شقرائي.
    التفتت اليه؛ اسمي شمس، وصاحبتي فجر.
    - أخيراً، أخيراً.. عرفت الاسمين وانشا الله حقيقيين.
    أجابتا : غير مهم، كل شيء في عالمكم غير حقيقي.


    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
Working...
X