Announcement

Collapse
No announcement yet.

كتاب «في ظلال بلقيس» للمهندسة ريم عبد الغني من اليمن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كتاب «في ظلال بلقيس» للمهندسة ريم عبد الغني من اليمن

    ريم عبد الغني
    نبض اليمن «في ظلال بلقيس»



    فاتنة الشامي








    صدر حديثاً عن وزارة الثقافة اليمنية كتاب «في ظلال بلقيس» للمهندسة ريم عبد الغني، والكتاب الذي طبع في مطابع الأنصاري في لبنان يقع في 256 صفحة من الورق المميز،

    أما الغلاف الأنيق فقد «استوحيت لون الغلاف القرميدي الدافئ من لون الطوب المشوي الذي بنيت به عمارة صنعاء القديمة» كما تقول الكاتبة التي قامت بنفسها بإخراج الكتاب وتنسيق الرسوم الفنية الجميلة التي رسمها الفنان الفرنسي جوزيه ماري بل خصيصاً للكتاب, كما دعمت النص بعدد كبير من الهوامش التوضيحية ليأخذ الكتاب صبغة توثيقية علمية أيضاً.
    الكتاب هو الأول في سلسلة من ثلاثة كتب أعدتها المؤلفة جمعت فيها بأسلوب أدبي سلس انطباعاتها ومعلوماتها عن اليمن خلال عقدين من الزمن، و يركز هذا الكتاب على صنعاء، بينما يتحدث الكتابان اللاحقان عن عدن وأبين وحضرموت، وهي محطات الرحلة التي جمعت الكتب الثلاثة حكاياتها.
    عن الكتاب تقول المهندسة عبد الغني: بالرغم من أنه صدر قبل أسابيع فقط لكن تفاصيله قد رافقتني أعواماً عدة.. كان هاجسي أن ألخص بين دفتيه ما تعلمته عن اليمن خلال عشرين عاماً من التحليق في فلكه، وكان السهل الممتنع أن أورد في سياق سلس شلالات معلومات عن بلد فائق الغنى وعجيب التنوع... وهذه في تقديري القيمة الأساسية للكتاب.. وهج الحب الصادق الذي لمس قلوب من قرؤوه...
    وتضيف: استوحيت لون الغلاف القرميدي الدافئ من الطوب المشوي الذي بنيت به عمارة صنعاء القديمة. وكانت ردود الفعل الأولى قد بلسمت التعب.. كل رد فعل جسد بالنسبة لي شريحة ثقافية كاملة لا قارئاً واحداً، عبارات الاستحسان تواترت من مختلف المستويات والمشارب داخل وخارج اليمن... أسعدني تتالي طلبات الحصول على نسخ من الكتاب... ولاسيما أنه تصدر سلسلة من ثلاثة كتب جمعت فيها انطباعاتي ومعلوماتي عن اليمن الذي أردت أن أرسمه كما عرفته مختصرة المسافة بين القارئ وهذا البلد المتفرد غير المنصف إعلامياً، و «ورطتني» عقليتي كباحثة علمية في مهمة متعبة، وهي إدراج شرح لكل الأعلام والأماكن والألفاظ التي قد تكون غامضة في هوامش أسفل الصفحات، وصل تعدادها في نهاية هذا الكتاب إلى ما يقارب المئتين...«الهوامش كتاب ثان» حسب تعليق أحد الأصدقاء-«لكن» في ظلال بلقيس«يُسمع القارئ نبض اليمن ويشعره بروحه»..
    الرحلة التي حكت قصصها الكتب الثلاثة بدأت من صنعاء و«في ظلال بلقيس» يركز على هذه المحطة، ثم تابعت رحلتي إلى عدن وأبين وهما موضوع الكتاب الثاني«زهرة البركان»، بينما يتحدث الكتاب الثالث عن المحطة الأخيرة «حضرموت»، والكتابان الأخيران سيصدران في الأشهر القادمة.
    وتضيف عبد الغني: إذا كان الجنين يسكن الأحشاء تسعة أشهر، فـ «في ظلال بلقيس» عاش معي ثلاث سنوات شغلني فيها «نحت» كل تفاصيله، ليس النص فحسب، بل حتى الرسوم والإخراج والألوان، بالرغم من أن هذا الجانب ليس ضمن اختصاصي، ولكن قضيت شهوراً في إخراج كل صفحة من صفحاته الـ ٢٥٦.... عملية خلق كاملة.. تصميم الهوية البصرية للكتاب..الخطوط والألوان والتوزيع، دراسة توازن مساحات الكتابة وعلاقتها بمساحات الفراغ ومواضع الرسوم وارتباطها بالمحتوى.. الرسوم؟ أجل، فاليمن عالم خاص، مكان لا يشبهُ إلا ذاته والأساطير.. يصعب تخيّله على من لم يزره، وتقصّر الصور الفوتوغرافيّة ببعديها عن نقل جماله الذي تتوالد الأبعاد فيه من أبعاد.. لذلك استعنت برسوم الفنان الفرنسي جوزيه ماري بل jose mari bel-، الذي عشق اليمن وآلف بين نصي ورسوماته الغنية بالمشاعر...
    وعن تعرفها بالفنان الفرنسي تقول:
    كنت قد تعرفت إلى «بل» قبل أكثر من خمسة عشر عاماً.. مازلت أذكر ملامح الرضى على وجه الرجل الأوروبّي المحمر المتصبب عرقاً تحت العمامة اليمنيّة البيضاء... حين التقيته في ذلك اليوم الحار في مدينة تريم في وادي حضرموت شرق جنوب اليمن، لكنني أحببتُ رسوماته منذ أن أرسل لي إحداها قبل عشرة أعوام فوق بطاقة معايدة لطيفة.. استشعرتُ في انحناءات خطوطها هياماً حقيقيّاً باليمن.. احترمت الشغف الذي دفع بهذا المعماري الفرنسي إلى أعماق صحراء حضرموت وقمم جبال صنعاء وشواطئ عدن... وحدا به أن ينذر بعض عمره لدراسة عمارته وتراثه، وأن يخلق بقعة يمنيّة بين أزقة باريس.. مؤسسة سمّاها «ملكة سبأ».
    لم أر في لوحات «بل» تصويراً حرفيّاً لمشاهد من اليمن بقدر ما تبيّنتُ فيها ما عناه الروائي والطيّار الفرنسي انطوان دي سانت اكزوبري-Antoine de Saint-Exupéry.-في كتابه «الأمير الصغير»- حين طلب الأمير الصغير من الطيّار أن يرسم خروفاً.. فرسم الطيّار صُندوقاً وقال: «الخروف داخل هذا الصندوق»... تاركاً للغموض أن يحرّض الخيال ليرسم الخروف كما يشاء.
    وبالإذن من اكزوبري أقول لكم بدوري: «اليمن داخل هذا الكتاب», الذي وجدتُ أن أترك فيه لسطور عاشقة لا تحترف الكتابة..وريشة مستشرق فرنسي مغرم باليمن.. أن يعبثا بمقاليد الخيال، ويرسما لكم بوّابة تدلفون منها إلى عالمه الساحر، بوّابة فقط.. تدفعونها.. فتلوح لكم أطياف ورؤى وأصداء من اليمن السعيد... تنبئكم «بالخبر اليقين».. عبارة يُروى أن الهدهد بادر بها سليمان، بعد عودته من مهمّته في اليمن-ككل من عاد من هناك- مأخوذاً بما رآه...
    الروائي محمد زهرة
Working...
X