قطة تطارد كلبا
قصة / المرسي البدوي
شمس الظهيرة ساطعة في يوم خريفي بعد ليلة باردة ، القطتان مستمتعتان بالشمس والدفء كأنما تريدان التخلص من برودة الليلة الماضية باللعب مدة طويلة في أشعة الشمس والدفء رأيت القطتين تنظران نحوى ، واصلا مرحهما ولم يضايقهما وجودى ، تسقط أشعة الشمس على الألوان الثلاثة فتخلطها وتزيد من جمال القطتين .
تعودت أن أسير في الظهيرة لأستمتع بضوء الشمس ، فتحركت لأبتعد ولكني توقفت أتابع لعب القطتين وحركاتهما البديعة ، أقبل كلب أصفر اللون كبير الحجم ولكنه يبدو صغير السن وقف يراقبهما كما أفعل ، يهز ذيله يمينا ويسارا كأنه يريد أن يشاركهما اللعب .
تسللت القطة الكبيرة داخل إحدى المنازل من فتحة ضيقة في الباب الحديدي ، تبعتها ابنتها ، هممت أن أبتعد ولكني لمحت الكبيرة خارجة وفى فمها عظمة كبيرة ، خرجت الصغيرة ، وقفت في مواجهة أمها تريد أن تجذب العظمة من فمها ، أمها تلاعبها وتبعد رأسها يمينا ويسارا والصغيرة مصممة أن تجذب العظمة ، تركت الكبيرة العظمة لصغيرتها ، ألقتها الصغيرة على الأرض تحاول أكل بقايا اللحم بها ، حملق الكلب الأصفر في العظمة الملقاة ، دار لسانه على جانبي فمه واقترب منهما ، وثبت القطة الكبيرة إلى أعلى ، تقلدها الصغيرة ، أسرع الكلب والتقط العظمة الكبيرة بفمه ، توقفت الصغيرة تنظر إليه والعظمة في فمه ، أسرعت إليه كأنما تطلب منه أن يعيد إليها عظمتها ، غضب الكلب ومد إحدى رجليه الأماميتين يبعد الصغيرة ، قوست الصغيرة ظهرها ورفعت ذيلها إلى أعلى واستعدت للعراك مع الكلب الأصفر وماءت بصوت رفيع .
التفتت القطة الكبيرة فرأت الصغيرة تستعد للعراك مع الكلب الكبير ، العظمة في فمه ، أسرعت تقف بجوار ابنتها التي لم تخف من الكلب الكبير ، جعلت جسدها بين ابنتها والكلب ، كنت متأكدا أن هذا لن يستمر إلا لحظات تسحب الأم ابنتها وتفران من أمام الكلب ، واصلت القطة الكبيرة سيرها باتجاه الكلب ، كلما تقدمت بضعة خطوات تراجع الكلب مثلها ، ذيل القطتين مرفوعان وجسدهما مقوس وعلى وجهيهما التحدي للكلب الأصفر رغم حجمه .
أثناء تراجع الكلب سقطت العظمة من فمه ، حاول التقاطها ، أسرعت القطة الكبيرة ووقفت قريبا منها ، نبح الكلب نباحا ضعيفا كأنما يتوسل إلى القطة أن تترك له العظمة ، القطة تموء بصوت عال تقلدها ابنتها بصوتها الصغير .
توقف بعض الصبية يحملون كرة يراقبون الكلب والقطتين ، قال أحدهم مازحا : قطة وابنتها يتحديان الكلب رغم كبر حجمه ، رد زميله واثنان : سيهربان بعد لحظة القطط تخاف من الكلاب .
الكلب ينبح بصوت عال ، لم يخف نباحه القطة ولا ابنتها ولم تتحركان رغم تقدمه نحوهما ، اقترب الكلب أكثر لم يعد يفصل بينهما إلا سنتيمترات قليلة ، أصدرت القطة الكبيرة أصواتا مخيفة طغت على نباح الكلب الأصفر .
مد الكلب فمه نحو العظمة ، وقفت القطة فوقها تماما ، مدت أحدى رجليها الأماميتين ، مخالبها بارزة ، نبح الكلب ، ماءت القطة ، استدار الكلب ببطء ، اندفعت القطة ناحيته ، جرى الكلب ، انطلقت تجرى خلفه وخلفها القطة الصغيرة ، الصبية يضحكون ويصفقون مشجعين للقطتين .
ينظر الكلب خلفه وكلما وجدهما وراءه يسرع أكثر ، ينظر يمينا ويسارا بحثا عن مكان يختبيء فيه ، قال أحد الصبيين بصوت عال : ليت الكاميرا كانت معي لأصور هذا المشهد ، الكلب يجرى وخلفه القطتين ، اندفع فجأة في احد الأبواب المفتوحة ، القطتان قريبتان من الباب تصدران أصواتا عالية كأنما تحذرانه من الخروج ، اختفى الكلب تماما ، عادت القطتان إلى العظمة ، الصغيرة تلعقها والكبيرة تراقبها في سرور .
تمت
Comment