Announcement

Collapse
No announcement yet.

إقبال كثيف في أول انتخابات ليبية منذ 4 عقود

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • إقبال كثيف في أول انتخابات ليبية منذ 4 عقود

    توجه الليبيون بكثافة أمس إلى مراكز الاقتراع لانتخاب 200 ممثل لهم في الجمعية التأسيسية، عبر أول استحقاق منذ عام 1969، وسط حضور نسائي متميز، رغم بعض الخروقات والتوترات الأمنية، خاصة في الشرق، ما حال دون فتح ستة في المئة من المراكز الانتخابية في تلك المناطق، على أن تعلن النتائج غداً الاثنين أو بعد غد الثلاثاء.

    وقالت مفوضية الانتخابات الليبية أمس إن مراكز التصويت أغلقت أبوابها عند الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، مضيفة أن النتائج الأولية ستعلن «ابتداء من الاثنين أو الثلاثاء».


    وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن مراكز الاقتراع في كامل أنحاء ليبيا فتحت أبوابها صباح أمس لنحو 2.8 مليون ناخب، من أصل ستة ملايين، من أجل اختيار جمعية وطنية تتألف من 200 عضو، ستتولى انتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لتنظيم انتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد.


    وسجلت الوكالة إقبالاً كثيفاً على مراكز الاقتراع، وركزت على «حضور لافت للمرأة» خلال عملية الاقتراع في 13 دائرة انتخابية رئيسة في البلاد بعد ثمانية أشهر على انتهاء النزاع المسلح الذي أفضى إلى سقوط ثم مقتل معمر القذافي الذي حكم البلاد بلا منازع أكثر من أربعة عقود، مانعاً أي انتخابات.


    94 %
    وأشار رئيس المفوضية نوري العبار في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس، إلى أن 1453 مركزاً للاقتراع من أصل 1550، باشر منذ الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي في استقبال الناخبين على مستوى كافة الدوائر الانتخابية في ليبيا. وأرجع أسباب عدم فتح بقية المراكز، 101 مركز، إلى «بعض الأمور الأمنية» التي أكد أنها حالت دون وصول المواد اللوجستية الخاصة بالعملية الانتخابية إليها. وأكد أن الإقبال على مراكز الاقتراع «كان جيداً في فترة الصباح حتى الظهيرة، رغم درجات الحرارة في بعض المناطق»، إلا أن إقبال الناخبين زاد في ساعات المساء.


    تقاطر الناخبين
    وفي طرابلس وبنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي مهد ثورة 2011، شهدت مكاتب التصويت تقاطر الناخبين المتشوقين للمشاركة في أول انتخاب وطني منذ حوالي نصف قرن. وجاء بعض الناخبين حاملين أعلام الثورة السوداء والحمراء والخضراء.


    وجرى الاستحقاق في بنغازي بسلاسة، بالرغم من دعوات المقاطعة التي أطلقها أنصار الفدرالية في الشرق، الذين ينتقدون توزيع المقاعد في المجلس المقبل، وهي 100 مقعد للغرب، و60 للشرق، و40 للجنوب.


    ومع تنافس 3702 مرشح وأكثر من 100 حزب، تبدو التوقعات صعبة، لكن ثلاثة من الأحزاب تعتبر الأوفر حظاً، وهي إسلاميو حزب العدالة والبناء، المنبثق من الإخوان المسلمين، وإسلاميو الوطن، الذين يتزعمهم القائد العسكري السابق المثير للجدل في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، والليبراليون المنضوون في تحالف أطلقه رئيس الوزراء السابق للمجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل.


    نفي التعليق
    ونفت مفوضية الانتخابات الليبية في وقت سابق تعليق عمليات التصويت في إجدابيا شرقي البلاد بسبب سرقة مواد انتخابية من مراكز الاقتراع. وقالت إن عمليات التصويت «تسير بشكل طبيعي، وبإقبال مكثف، ولا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تعليق الانتخابات في هذه الدائرة».


    وقال نائب رئيس المفوضية عماد السائح إن «الانتخابات تسير بشكل اعتيادي في الدائرة الثالثة بنغازي، وكذلك في الدائرة الرابعة جالو، واوجلة، واجخرة، وتازربو، والكفرة».


    وكانت وكالة «التضامن» الليبية أشارت إلى تعليق عملية التصويت في بعض المراكز الانتخابية بالدائرة الرابعة في مدينة أجدابيا والبريقة، إثر سرقة مواد الاقتراع، وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل أحد مديري مراكز الاقتراع في إجدابيا في عمل تخريبي سجل فجر اليوم.

    حدث وحديث
    -أثنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس على التنظيم الذي صاحب الانتخابات. وقال رئيس البعثة ايان مارتن إن «مراكز الاقتراع افتتحت في موعدها، وسط تنظيم دقيق يؤكد رغبة الليبيين في إنجاح هذه العملية».


    حرق أوراق
    - قال شهود أمس إن محتجين مناهضين للانتخابات العامة الليبية أشعلوا النيران في أوراق الاقتراع في مدينة بنغازي بشرقي ليبيا بعد سرقتها من لجان انتخابية محلية، في أول إشارة إلى وقوع اضطرابات في الانتخابات.


    مسقط القذافي
    - في سرت، مسقط رأس القذافي، غلب مزاج غير إيجابي تجاه الانتخابات، حيث أكد البعض عدم مشاركتهم في التصويت.


    ليبيا الجديدة
    قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل لدى الإدلاء بصوته، إن «هذا اليوم سيؤسس لدولة ليبيا الجديدة»، معرباً عن ثقته في أن «تكون هذه الانتخابات نزيهة، وبأن يبدأ المؤتمر الوطني مرحلته الأولى بتقديم كل ما يريده ويطلبه الليبيون».


    غضب شرقي
    - يشعر كثير من أبناء شرقي ليبيا بالغضب من تخصيص 60 مقعداً فقط للشرق في الجمعية الوطنية، مقابل 102 مقعد للغرب. ويقع الجزء الأكبر من قطاع النفط الليبي في الشرق.





    المرأة الليبية تنتهز فرصة الانتخابات لتحسين وضعها

    رسمت ماجدة الفلاح ابتسامة عريضة على وجهها وصافحت متسوقين في وسط طرابلس في إحدى جولاتها للتواصل مع الناخبين قبيل انطلاق الانتخابات التاريخية في ليبيا لاختيار جمعية وطنية.

    وماجدة طبيبة وعاشت في أيرلندا لسنوات وتخوض الانتخابات عن حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، والذي من المتوقع أن يبلي بلاء حسناً في الانتخابات، لكن فريق حملتها الانتخابية الصغير كثيرا ما وجد المهمة شاقة.

    وقال حذيفة، 20 عاما، وهو مؤيد لماجدة الفلاح ولمرشحة أخرى على نفس القائمة: «أحيانا عندما أوزع منشور الدعاية يرفضه البعض أو يأخذه ثم يمزقه أمامي لأنه يدعو لانتخاب نساء». وأضاف: «يقول بعض الناس: لا نظن أن المرأة ينبغي أن يكون لها دور في الحكومة، إنهن لا يعرفن ما عليهن فعله».

    ورغم أن قواعد الانتخابات تضمن للمرشحات أماكن على القوائم الحزبية، فإن تياراً قوياً من القيم المحافظة الاجتماعية والدينية يشير إلى أن كثيراً من الليبيين ما زالوا يشككون في دورهن في السياسة.

    وفي طرابلس وبنغازي ثاني كبرى المدن الليبية، والتي كانت نقطة انطلاق للانتفاضة، جرى خدش أو طمس وجوه مرشحات بالطلاء على عشرات الملصقات الانتخابية.

    وربما كان ظهور القذافي في مؤتمرات خارجية محاطا بحارسات يعرض صورة لتمكين النساء، لكن المرأة تحتل في الواقع مكاناً هشاً في المجتمع الليبي الذي لا يزال أبوياً بقوة.

    وقالت فاطمة جليدان، 47 عاما، وهي معلمة جاءت للاستماع إلى ماجدة في أحد مؤتمراتها الانتخابية: «زميلاتي في العمل يقلن لي إنهن لن يعطين أصواتهن لامرأة وإن الرجل سيقود البلاد بشكل أفضل».

    وتقول المرشحة الليبية ماجدة: إن اشتراط أن تتضمن القوائم الحزبية نساء سيسمح للمرأة بأن تخطو خطوة أولى ضرورية في السياسة المحلية.

    واضافت أنه من المؤكد أن بعض النساء سيتم إدراجهن على القوائم لمجرد تلبية الشروط. لكنها أضافت أن هناك من النساء من يخضن الانتخابات عن اقتناع بالعمل وسيقع على عاتقهن إثبات قدرتهن على العمل في السياسة.

    جيل جديد

    لكن يظل السؤال: هل سيغير الجيل الجديد من السياسيات الليبيات حياة النساء بشكل ملموس. ففي تونس جاء كثير من عضوات البرلمان على قوائم إسلامية ثم لم يضعن الإصلاح الذي تطالب به الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة ضمن أولوياتهن.

    وقالت أماني بن زيتون، التي كانت تتسوق في طرابلس: «نحتاج حقيقة إلى إصلاح حقوقنا خصوصا فيما يتعلق بقضايا الطلاق وحضانة الأبناء والميراث» وجميعها مجالات تشكو المرأة فيها من التمييز ضدها.

    ويقول آخرون إن حداثة عهد ليبيا بالديمقراطية - حيث كان القذافي يعتبر الانتخابات والأحزاب السياسية سلوكا برجوازيا- يعني أن المرأة ستدخل الحلبة السياسية بخبرة لا تقل عن خبرة المستجدين أيضا من منافسيها من الرجال.

    وتشير لمياء بوسدرة وهي مرشحة بارزة عن حزب الوطن في بنغازي، إلى أن السياسة ميدان جديد بالنسبة للرجل والمرأة في ليبيا على حد سواء. ومضت تقول: إن المؤهلات موجودة ويمكن للمرأة أن تنجز، إذ إن كل ما تحتاج إليه لذلك هو الثقة في نفسها.


    سكان العاصمة الليبية يقترعون في أجواء احتفالية

    «الحمد لله لأنه سمح لي برؤية هذا اليوم!» بهذه العبارة يختصر الثمانيني حسين عزيز شعوره إثر إدلائه بصوته في طرابلس في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها ليبيا بعد 40 عاما من ديكتاتورية العقيد معمر القذافي، بينما تعلو خارج المركز صيحات التكبير وزغردات النساء.

    ويضيف الثمانيني من على كرسيه المتحرك: «اشعر انني مواطن حر»، رافعا بفخر سبابته في الهواء وقد غطاها الحبر الانتخابي الازرق دلالة على ادلائه بصوته في هذه الانتخابات الاولى منذ اسقاط القذافي.

    وفي طرابلس، تجري الانتخابات في اجواء احتفالية عارمة، فالسائقون يطلقون العنان لأبواق سياراتهم في حين تصدح مآذن المساجد بصيحات التكبير والحمد لله.

    وقبل نصف ساعة من فتح صناديق الاقتراع ابوابها كانت طوابير الناخبين قد امتدت لمسافات طويلة أمام مركز الاقتراع في مدرسة عبد الله وارث حيث دعي الناخبون لاختيار أحد الاعضاء الـ200 في الجمعية التأسيسية التي ستتولى ادارة المرحلة الانتقالية.

    وامام المركز الانتخابي وقف الناخبون الرجال في طابور رافعين العلم الليبي بألوانه الخضراء والحمراء والسوداء، علم الاستقلال الذي أعيد اعتماده إثر ثورة 2011، في حين وقفت النسوة في طابور خاص بهن في ملعب المدرسة.

    وتقول فوزية عمران، 40 عاما: «فرحتي لا توصف، أنا فخورة بانني أول من صوت» في هذا المركز، مشددة على أنها أدلت بصوتها للشخص المناسب، وتضيف «آمل انني احسنت الاختيار». وكلما خرجت ناخبة من مركز الاقتراع تنهال عليها التبريكات والتهاني، وتتوالى على الالسن كلمة «مبروك، مبروك!». ولم تتمكن احدى هؤلاء الناخبات من حبس دموعها، وتقول وقد فرت دمعة من احدى عينيها: «اليوم عيد لجميع الشهداء»، في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا خلال الاشهر الثمانية من النزاع المسلح الذي خاضه الثوار ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

    أما ناديا العبد وهي معلمة مدرسة فتقول: «آمل ان اكون قد احسنت اختيار المرشح. نريد اشخاصا أياديهم نظيفة». من جهته ينكب عبد الكريم حسن، العضو في جمعية ليبية لمراقبة الانتخابات، على تدوين ملاحظاته عن سير العملية الانتخابية على مفكرة صغيرة. ويردف: «كل شيء يجري على ما يرام. لدينا فقط ملاحظات على مخالفات صغيرة لا تؤثر على العملية الانتخابية، وتتعلق هذه الملاحظات خصوصا بعدم توفر وسائل خاصة بالمعوقين في مراكز الاقتراع».

    من جهتهم، تجمع مئات الليبيين في ساحة الشهداء في وسط طرابلس للاحتفال بإدلائهم بأصواتهم في هذه الانتخابات الحرة الاولى في بلادهم منذ عقود. وفي هذه الساحة يمتزج هتاف «ليبيا، ليبيا» بأصوات ابواق السيارات بينما يرسم الشباب اشارة النصر باياديهم المرفوعة في الهواء وعليها آثار الحبر الانتخابي الازرق، تحت الاعلام الليبية المرفرفة فوقهم.




    أكثر...
Working...
X