Announcement

Collapse
No announcement yet.

بقلم محمود محمد أسد - اللّيل يهرّب أحزان البنفسج

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بقلم محمود محمد أسد - اللّيل يهرّب أحزان البنفسج


    محمود محمد أسد
    أديب سوري


    اللّيل يهرّب أحزان البنفسج

    بقلم محمود محمد أسد

    يَِفُزُّ الليلُ، ينفُضُ سرَّهمْ
    يأتي إلينا بَعْدَ ريحٍ
    بعد أسفارِ لوَتْ زَنْدَ البريدِ
    فأذكتِ الأشواقَ
    كانتْ تَسْتدينُ الدَّمْعَ
    والحُلْمَ الذي يغفو على بابٍ
    يبيعُ المنَّ والسلوى..
    ويأتي دونَ أوجاعٍ
    يرتِّلُ سورةَ الفجر...
    يفسِّرُ سورةَ الفتحِ...
    يُطِلُّ على رغيف الأهلِ،
    فالأطفالُ للأمسِ النّديِّ خريفُ أوهامٍ،
    توزِّعُ عُرْيَها للرّيحِ والنّجوى
    فهذا العمرُ أبوابٌ معَلَّقةٌ
    وألقابٌ مُصَفَّدَةٌ
    إلى أن صارَ دربُ الرّفضِ أطفالاً
    وأزهاراً، سترصُف باللّظى
    دَرْبَ الشهاده..
    أنَقْرَأ مِنْ جديدٍ سورةَ النّصرِ..؟
    أتَصْنَعُ مِنْ شتاءِ الحزنِ أقماراً
    ..
    على كلِّ الموائدِ يجلسونَ،
    ويمضغونَ الوعدَ والأضغاثَ؟
    هذا اليوم معجوف ومعجون
    بآهاتِ التمنّي
    َيحْتَسي ملحاً وباروداً
    ويرمي للمَدى عِطْرَهْ..
    ويحكي للنَّدى سرَّه..
    ألَمْ نسمَعْ نداءً من صبايا الحيِّ؟
    تلكَ النّارُ تُعْوِلُ
    ترفَعُ الأثوابَ يومَ العصْفِ
    قبْلَ الفَجْرِ لم يُؤْذَنْ لها بالقَصْفِ
    لم تَسْلَمْ مِنَ العُيَّار
    حتّى ذابتِ الفكرة..
    وهذا الشِّعْرُ والحرفُ المكابِرُ لا يُرائي،
    إنْ رماهُ القومُ أشْعَلَ في عيونِ الليلِ أقماراً
    وجَمَّع مِنْ غبار القولِ أسواراً
    ونحنُ على ربيعِ الحبِّ نبكي
    مثلَ عصفورٍ، أضاعَ العشَّ مِنْ زمنٍ
    يطيرُ، نطيرُ حتّى نوقِظ الجمرا..
    نطيرُ لِنَصْنَعَ الأفْعالَ والعِطْرا


Working...
X