Announcement

Collapse
No announcement yet.

" شيخ المترجمين " السورين محمد المعصراني (1922 – 1999)

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • " شيخ المترجمين " السورين محمد المعصراني (1922 – 1999)

    " شيخ المترجمين " السورين
    محمد المعصراني (1922 – 1999)

    محمد المعصراني (1922 – 1999)


    لقد استحق الكاتب والمترجم السوري محمد المعصراني (1922 – 1999) عن جدارة لقب " شيخ المترجمين " الذي اطلقه عليه العاملون في الترجمة بموسكو لكونه اقدم المترجمين والذي وضع الكثير من اصول وقواعد الترجمة من الروسية والعربية. ويعترف الكثير من الجيل الاقدم والاوسط من المترجمين العرب في العاصمة الروسية انهم غالبا ما كانوا يسألون المعصراني عن ترجمة هذا المصطلح او التعبير الروسي او ذاك حين يستعصي عليهم ايجاد مرادف له باللغة العربية، وكان لا يرد طلب أحد. وقد عرف المعصراني بين العاملين في اذاعة موسكو العربية حيث كان مقر عمله وفي دور النشر التي تعاون معها بأنه بشوش الوجه دائما ودمث الخلق ورقيق الكلمة في التعامل مع الناس وعرف بالتواضع الشديد. انه مثال المثقف الواسع الاطلاع وذو المعرفة الواسعة بلغة الضاد واللغة الروسية على حد سواء . وقد ساعده ذلك في ترجمة واحدة من اصعب الروايات للترجمة هي " الاغوات غولوفلوف" للكاتب الروسي الساخر سالطيكوف شيدرين بلغة عربية رشيقة مما جعل النص يبدو وكأنه غير مترجم بل مؤلف.
    لقد بدأ محمد المعصراني حياته الابداعية حين كان في دمشق التي تخرج من كلية الحقوق فيها في عام 1942. لكنه ابدى اهتماما كبيرا بالمطالعة الادبية ومن ثم بكتابة القصص والمقالات التي نشرتها المجلات الادبية المعروفة مثل " الاديب " و" الآداب" و"الطريق". ومارس التدريس في ثانوية الروم الارثوذكس في حمص لفترة قصيرة انتقل بعدها للأقامة في بيروت حيث وجد مجالا واسعا للأختلاط بالاوساط الثقافية، كما عمل في مجلة " الانباء السوفيتية" الصادرة هناك باللغة العربية. وفي عام 1955 جاء الى الاتحاد السوفيتي في طليعة الرعيل الاول من المثقفين اليساريين العرب الذين عملوا في المؤسسات الاعلامية ودور النشر السوفيتية وكان من بينهم مواهب الكيالي وحسيب الكيالي ويوسف شاهين وغائب طعمة فرمان. علما ان عملهم في الترجمة كان يلتهم كل وقتهم وطاقاتهم مما جعل غالبيتهم في منأى عن العمل الابداعي الادبي. ولربما ان هذا كان سبب رحيل حسيب الكيالي من موسكو بعد فترة قصيرة لكي يواصل نشاطه الادبي في وطنه سورية وفي دول الخليج. وقد شعر محمد المعصراني حينذاك بوضعه ذلك فطلب نقله للعمل في دار " التقدم" للنشر ، لكن ادارة اذاعة موسكو تشبثت لأبقائه فيها بحجة ضرورة وجوده لترجمة المواد والوثائق الخاصة بالحزب الشيوعي السوفيتي. وحقا كان المعصراني ينقل قبيل انعقاد المؤتمرات الحزبية مع عدد قليل من المترجمين الى " داتشا" حكومية خارج موسكو حيث يقومون بترجمة هذه المواد بانعزال تام عن العالم. وروى احدى المترجمين بأنه حدث ذات مرة انه وردت في احدى الخطب اشعار باللغة الروسية لم يستطع صاحبنا ترجمتها فورا فما كان من محمد الا ان جلس وسطر عدة ابيات بالعربية تطابق النص الاصلي فورا مما اثار دهشة المحررين الروس الذين كانوا يراجعون الترجمة . وقد عمل محمد المعصراني عدة سنوات في تأليف قاموس اللغة العامية السورية الذي يعتبر مرجعا مهما للباحثين الذين يدرسون في روسيا اللهجة السورية ودورها الاجتماعي
    لقد رحل محمد المعصراني عن هذه الدنيا بينما تبقى" مدرسته في الترجمة" بين رفاقه من المترجمين من مختلف الاقطار العربية
Working...
X