Announcement

Collapse
No announcement yet.

المخرج فراس دهني مدير المؤسسة العامة للإنتاج - حوار: بسام سفر وعلاء الدين العالم

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المخرج فراس دهني مدير المؤسسة العامة للإنتاج - حوار: بسام سفر وعلاء الدين العالم

    فراس دهني مدير المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي
    لـ (النور) لم نفقد الأمل في تسويق المنتج

    حوار - بسام سفر وعلاء الدين العالم

    ظهرت عملية مأسسة (المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي) من خلال تنوع أعمالها الدرامية الطويلة المتعددة في هذا الموسم الدرامي، وهي (المفتاح، المصابيح الزرق، أرواح عارية، وأيضاً سلسلة أنت هنا) ولوحات (هات من الآخر) و(حصان طروادة)
    و(كل مابتشرق شمس). وأفلام شبابية قصيرة منها (نخاع) و(29 شباط) و(مود) و(جدارية الحب). وأيضاً حققت التشاركية في الإنتاج مع القطاع الخاص الدرامي كما وعدت، وأنجزت مرسوم إعفاء مستوردات شركات الإنتاج الدرامي من الضرائب والرسوم بنسبة 50 بالمئة، وفاز فيلم (نخاع) من تأليف علي وجيه وإخراج وسيم السيد التفوق الذهبي الأمريكية. وحتى نضع القراء الكرام بالوضعية الجديدة للمؤسسة كان لجريدة (النور) زيارة لمدير المؤسسة المخرج فراس دهني الذي قال لنا فوز فيلم (نخاع) لا يأتي تتويجاً للكاتب والمخرج، وإنما يتعداه إلى جهود المؤسسة الإدارية والفنية، كتشكيل آلية عمل مميزة جديرة بالجائزة.

    بوصفك مديراً للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني كنت قد أكدت أهمية تسويق إنتاج المؤسسة، أين وصلت عملية التسويق خصيصاً بعد زيارة الإمارات العربية المتحدة ومدينة دبي تحديداً، التي فيها مدينة إعلامية خاصة بالفضائيات العربية الخاصة.. أنتم كمؤسسة كنتم قد سوقتم (سوق الورق) وأكثر من عمل لقطر وأبو ظبي، وكان هناك مفاوضات حول سلسلة (أنت هنا)؟
    حقيقة وجدنا صعوبة في تسويق ما أنتج العام الفائت، رغم ظروف المحطات العربية في البلدان العربية، فهناك بعض المحطات تداول الوسطُ الفني أنها أعلنت أنها ستقاطع المنتج السوري. وهناك محطات أخرى قالت إنها ستقاطع المنتج الحكومي السوري الذي تموّله المؤسسات الحكومية. في العام الماضي لم نصطدم في جدران المقاطعة هذه، واستطعنا أن نسوِّق إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى محطات لم نكن نتوقع أن نسوق إليها. بشكل عام أنا أرى أن كل هذا ما هو إلا بداية للمؤسسة، لاسيما أن المؤسسة مازالت شابة ومهمتها أن تُعرِّف عن نفسها بأنها منتج درامي موجود على الساحة الدرامية السورية، ولذلك كان موسم2011 هو الخطوة الأولى باتجاه تحقيق هذا الهدف، بينما في موسم 2012 كانت الخطوة الثانية التي سنكرس نفسنا من خلالها كمنتج أساسي للدراما السورية، ونحن سنقدم نوعية من الإنتاج تجعلنا من أكبر المنتجين السوريين، إذ لايهمنا كمية الساعات التي تنتجها المؤسسة، بل يهمنا نوعية هذه الساعات. لدى المؤسسة في موسم 2012 ثلاثة أعمال ضخمة وكبيرة تشمل معظم نجوم الدراما السورية ، ولدينا عمل قصير وهو (سلسلة أنت هنا)، ولدينا سلسلة وثائقية بعنوان (رفع بصمات) خمسة عشرة حلقة فئة نصف ساعة، وهذا كله جاهز للتسويق وللبيع. وأنا شخصياً قمت بأكثر من جولة لأكثر من بلد، وعبر العلاقات الخاصة والقنوات العامة حاولنا طرق أبواب، هناك أبواب أوصدت في وجوهنا وقطعت السبل أمامنا، لكننا رغم ذلك لم نفقد الأمل لأننا نعرف أن لكل داء دواء، وفي بعض الأحيان قد لانستخدم المفتاح الصحيح لهذا الباب أو ذاك، فلا بد من العثور على مفاتيح، سواء كانت هي العلاقات الطيبة أو الإنسانية أو الدبلوماسية، وهناك بعض المفاتيح لم نعثر عليها بعد ومازلنا في طور البحث.
    تبقى قضية المقاطعة العربية للدراما السورية حاضرة بقوة في وجه المنتج الدرامي السوري، وأنت بصفتك الاعتبارية وكمخرج، هل هناك مقاطعة عربية وخليجية خصيصا للدراما السورية؟
    إلى الآن لا يوجد مقاطعة رسمية معلنة مئة بالمئة، ولذلك لا أستطيع أن أقدم لك جواباً شافياً حول موضوع التسويق، فالمحطة التي تغلق الباب أمامك تجد أنها فتحت باباً خلفياً، وأعتقد أن من الخطأ الكبير الترويج لكلمة مقاطعة، لأننا من خلال هذا الترويج سنوقظ مارداً نائماً، والأفضل أن نقوم بعملنا، فبعض الزملاء المنتجين تمترسوا خلف كلمة مقاطعة فلم ينتجوا، رغم إيماننا بأن المنتج الدرامي السوري لايمكن الاستغناء عنه لأنه منتج عالي الجودة ومنتج محبب لقلب وعين الجمهور على امتداد الوطن العربي. وفي النهاية مازالت المحطات العربية تبحث عن ما هو مميز، وربما قد يشكل كوننا مؤسسة حكومية عائقا أمام تسويق المنتج الدرامي.
    تصدت المؤسسة في الموسم الدرامي الحالي للعديد من الأعمال الجديدة، منها (المصابيح الزرق، الأرواح العارية، المفتاح) إضافة إلى سلسلة (أنت هنا)، أفلام تلفزيونية قصيرة منها (29 شباط كتابة السيف حامد إخراج المهند كلثوم، و(مود) إخراج طارق مصطفى ومحمد حسن، (نخاع) وسيم السيد وعلي وجيه، و(جدارية الحب) رامي كوسا وإخراج أوس محمد)، كيف تسير هذه الأعمال الدرامية التلفزيونية كمسلسلات وأفلام قصيرة بعضها إلى جانب بعض بتنسيق إداري عالي المستوى؟
    نحن ننتج الأعمال الدرامية الطويلة، وننتج أيضاً الأعمال الوثائقية، ومؤخراً بدأنا بإنتاج أفلام الشباب، والأفلام القصيرة والأفلام الطويلة. ونحن ننظر إلى المؤسسة على أنها جزء من البنية الثقافية الفنية في سورية، فنحن لا نختصر مهمتنا في إنتاج مجموعة من المسلسلات، فالفيلم الوثائقي له الحق في أن ينتج كما المسلسل الاجتماعي الطويل، وعندما ترى هذا التنوع في المواضيع فستعلم أن هناك جيشاً من العاملين وآلاف الجهود التي تكمن خلف هذه الأعمال. ما نعتز به في تاريخ المؤسسة القصير هو أننا استطعنا كسب ثقة كبار الكتاب وكبار القراء الدراميين، بحيث أصبح لدينا مجموعة من مقيّمي النصوص على درجة عالية من الحرفية والمصداقية. وإلى الآن لم يجرِ حوار عقيم حول لماذا رُفض هذا العمل وقُبِلَ ذاك؟ هذا الشق الأول، أما الشق الثاني هو اختيار الكوادر، ومن سيتصدى لهذا العمل ومن سيتصدى لذاك. نحن قسمنا العمل في المؤسسة بشكل فرق عمل، فكل مجموعة مسؤولة عن عمل معين، كي نتوخى التشابه ونخفف قدر الإمكان من مركزية العمل، وهذا ما أعطى الأعمال حرية أكبر وبنفس الوقت هناك ضبط للميزانية أكثر من السابق، وهذا كله يؤكد أن الكادر الصغير للمؤسسة وعدده 40 شخصاً يقدمون جهوداً تعادل جهود 400 شخص. أيضاً أفلام الشباب تقرأ ثم تقدم للمعالجة الدرامية. ولدينا شريك في المعالجة الدرامية وتجربتنا معه لطيفة جداً.
    من المؤكد أن القيام بعمل تاريخي بمفهوم الورشة يحقق نجاحاً، ويساهم في إنضاج الأفكار، هل فكرتم في إنتاج عمل تاريخي بمفهوم الورشة؟
    إن العمل التاريخي يوازي كلفة عالية، وفي موسم 2012 لم تكن المؤسسة جاهزة للمغامرة بتقديم عمل تاريخي واحد في ظل ظروف لها علاقة بالتسويق، وأعود وأكرر أننا مرهونون بالمحطات، عندما يصبح هناك قنوات تلفزيونية سورية تشتري أعمالاً درامية سورية بسعر جيد، ولذلك لايمكن أن نضحي بميزانية المؤسسة من أجل عمل تاريخي واحد.
    تحدثت في أكثر من حوار سابق عن الشراكة بين القطاع العام (المؤسسة) والقطاع الخاص في الدراما ، والآن تحقق عمل درامي واحد بالاشتراك مع شركتَيْ (كلاكيت وسيريانا)، هل أقدمت على هذه الخطوة نتيجة القناعة بالعمل (أرواح عارية) لفادي قوشقجي، أم أنكم نفذتم ما وعدتم به، وماهو المشروع المشترك الجديد؟
    أنا أنظر إلى موضوع الشراكة على أساس أنه فكر استراتيجي للمؤسسة، وله علاقة مباشرة بالتسويق، وبالتالي هو فكر بعيد المدى، لكن عندما جمعنا عناصر النجاح المتمثلة بكاتب مبدع ومخرج لامع ومؤسسة تقدم إمكانات جيدة، عرض علينا أكثر من مشروع شراكة مع أكثر من شركة إنتاج، وهذا التجاوب سرَّنا، وشعرنا أن جهودنا أثمرت، بالتالي اخترنا شريكاً لعملنا (أرواح عارية)، واخترنا الشريك بناء على قوته في السوق وقوته في العملية التسويقية، إضافة إلى انه شريك مثالي، فهناك شركاء يثقون بك وهناك شركاء يقفون عند أتفه التفاصيل.
    فاز العمل الدرامي (ملح الحياة) للكاتب حسن م.يوسف وإخراج أيمن زيدان وإنتاج المؤسسة في مهرجان الغدير الخامس للإعلام الدولي بجائزة أهم عمل درامي للعام ،2011 إلى ماذا تعزو هذه الجائزة، وماهو وضع النوعية في العمل الدرامي السوري بالنسبة إلى المؤسسة؟
    أولاً أنا مؤمن بأن عمل (ملح الحياة) هو عمل متميز وناتج طبيعي لجهد مضنٍ وكبير قدمه الأستاذ أيمن زيدان، وفيه لغة بصرية جميلة، إضافة إلى معالجة إخراجية متميزة، ناهيك موضوع العمل الوطني المكتوب بعناية. لذلك أرى أن العمل يستحق هذه الجائزة، وبعد هذه الجائزة بيع العمل إلى محطتين وهما (أبو ظبي، إنفنتي). نحن يهمنا أن نثبت أنفسنا كلاعب درامي أساسي على الساحة الدرامية السورية والعربية، وقد نكون أصبحنا مع موسم 2012 ضمن أكبر شركات الإنتاج السورية والعربية، ولكن ما يهمنا حقيقة هو نوعية هذه الساعات، واعتقد أن المؤسسة يجب أن تكون فخورة بكل كادر تقدمه، لذلك كان اختيارنا للأعمال دقيقاً جداً، وبصراحة ميزانيتنا كانت تتيح لنا أن نقدم أكثر من ثلاثة أعمال، لكننا نرفض الكم على حساب النوع، وهذا يترجم عن طريق اختيارنا لكوادر لها باع طويل في العمل الدرامي التلفزيوني، ولها مصداقيتها وجمهورها الواسع، وبالتالي هي مسؤولة عن نوعية العمل الذي تقدمه.
    أنت قمت بدور تمثيل وأنت طفل مع والدك المخرج صلاح دهني، هل أنت على استعداد لتكرار التجربة وأنت مخرج ومدير؟
    خضت التجربة وأنا كبير بعدة أدوار صغيرة، والحق يقال إني استمتعت بهذه التجربة، والمخرجون مازالوا يطاردونني لكي أعيد التجربة، لكني أستبعد أن أعود للتمثيل لكن ليس قراراً نهائياً، وأنا عندما قدمت دور البطولة في (الأبطال يولدون مرتين) إلى جانب عمالقة منهم المرحوم عماد حمدي والسيدة منى واصف، عندما لعبت هذا الدور وخضت تجربة التمثيل وأنا ما أزال طفل قررت أن أدرس الإخراج، لأنني رأيت أن الممثل لايقدم كامل وجهة نظره، ولذلك شعرت عندذاك أن دراسة الإخراج ضرورة لي.
    كيف تصف لنا علاقتك بوالدك من الزاوية الإبداعية الكتابية والإخراجية سابقاً والإنسانية؟
    أولاً علاقتي مع والدي هي علاقة طيبة جداً، وهو أستاذي الأول والأخير، لأنه موضوعي جداً وحرفي جداً كونه أول مخرج أكاديمي سوري ومؤسس المؤسسة العامة للسينما، ولأنه بقي ثابتاً على مبادئه طوال حياته ولم يتخل عنها للحظة، ومبدؤه هو بناء سينما وطنية، وربما كان هذا الحلم والمبدأ هو الذي دفعني لأن أحارب لسنوات لكي نؤسس المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، إضافة إلى أن والدي هو الناقد الأقسى والأشد لي، لكن ضمن حدود العلاقة الأبوية التي تربطني به والتي يحكمها الحب والصداقة. ناهيك بأن والدتي هي رائدة في القصة القصيرة وهي أول سورية تفوز بجائزة للقصة القصيرة على مستوى العالم، ولذلك فإن البيئة العائلية التي ترعرعتُ بها كانت بيئة صادقة ومؤمنة بالوطن دون المتاجرة والمطالبة بثمن مقابل هذا الإبداع.
    حوار- بسام سفر وعلاء الدين العالم
Working...
X