Announcement

Collapse
No announcement yet.

بمعرض «جورج فائق النحاس» عقيق ومرمر تحاكي أساطير المنطقة العربية - سونيا سفر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بمعرض «جورج فائق النحاس» عقيق ومرمر تحاكي أساطير المنطقة العربية - سونيا سفر

    عقيق ومرمر في معرض «جورج فائق النحاس»
    أعمال فنية تحاكي أساطير المنطقة العربية

    بلدنا / سونيا سفر

    من العقيق والمرمر والخشب والشمع والصدف وكثير مما في الطبيعة من أشياء ثمينة، استطاع الفنان جورج فائق النحاس أن يخاطب الأسطورة السورية في معرضه في صالة الشعب، الذي اشتغل به خلال 30 عاماً، ليكون بمثابة وثائقي يعرض الحضارات السورية باختصار، معبّراً عنها بقطع فنية متنوعة تماماً من حيث الأفكار فيه، ومن حيث المواد الخام المستخدمة في معرضه؛ ما جعل المعرض، بتنوّعه، كتاباً يسرد، في كلِّ صفحة، قصة أسطورة سورية، بشكل فني جمالي..كتاباً فلسفياً يتحدَّث عن طبائع البشر والعلاقات الاجتماعية بالرسم والنحت، دون أن يستثني وجعَ الفلسطينيين والشهداء، في بعض لوحاته الرمزية الممزوجة بالواقعية. وكلُّ ذلك ضمن روح الأسطورة. ويبدو واضحاً، تأثّر النحاس، كونه باحثاً، في الفنون والآثار والتاريخ والتراث، حيث طغى على معرضه عرض قطع مستوحاة من منحوتات عشتار وتموز وربة الينبوع ودموزي، ومكتشفات ماري وغيرها الكثير.. ومن خلالها، كوّن عالماً ساكناً، من خلاله تراقب، عن كثب، متحفاً لقطع أثرية حقيقية تفوحُ منه رائحة الحجر القديم.تفاوتت الأعمال من حيث إتقان صنعها، وإن كانت جميعها، بشكل عام، متقنة، حيث برزت اللوحات الخشبية محفورة بجمالية، وألوانها الممزوجة باللون الأزرق والأحمر المعتق، ما أكسبها اللون الداكن الخشبي.. كما برزت تموجات مدروسة وعفوية؛ ما شكّل غابة بلا نهاية من روح الخشب الحي والمعتق، رغم أنَّ موضوع بعض القطع الخشبية يجسّد حالة الإنسان المعاصر بطريقة أسطورية.بعض أعمال العقيق، ورغم جمالية وغنى المادة الخام وإتقان تكوين تضاريسها الجديدة التي صنعها الفنان، كانت تشكل فيها بعض الإضافات عائقاً يغطّي جزءاً من جماليتها المخبأة خلف تلك الإضافات الصغيرة، التي لم تتناسب مع المادة الأصلية، بل أثّرت فيها بشكل سلبي، عندما ظهرت، عن قرب، بعض الزوائد الشفافة اللاصقة من تحت أطراف الإضافات الملونة، والتي أكسبت القطعة جمالاً فيما لو تمَّ النظر إليها عن بعد دون اقتراب شديد منها، وربما أغنت الإضافات القطعة أيضاً بالتعبير عن حالة أو زمن ما، لكنها جعلت بعضها أقل حظاً مقارنة بإتقان صنع القطع الأخرى.يشتغل الفنان على التفاصيل، ويترك مساحة بيضاء في بعض قطعه الفنية، تكفيك لتمنحك الشعور بالسلام، خاصة مع القطع الشفافة، كماء ممزوج بالألماس، وكأنَّ كلّ قطعة جاءت لتهمس لنا عن أسطورة مليئة بالألغاز. يعبّر النحاس في بعض أعماله عن الأساطير بشكل رمزي أنيق أعطاها الحياة والحيوية والحركة، رغم سكون زمنها في زمننا الآن، ليبقى زمنهم متمثلاً بحجر وفخار وأسطورة تُحكى لنا، ولكنها أكثر من ذلك في معرض النحاس.يركّز الفنان، في جزء من معرضه، على العلاقات الإنسانية بين الحميمية والحب وبين الأمراض النفسية الاجتماعية، وعلى الانفصام والحروب. وبذلك، يكون النحاس قد مزج بين الأسطورة وروح العصر، وكأنَّ القطع الفنية تقول إنَّ الإنسان بطبعه، عبر الماضي والحاضر، يحمل الحبَّ ذاته والحميمية العائلية ذاتها.الفنان جورج فائق نحاس، باحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث، أقام العديد من المعارض الفردية، واشترك في أخرى جماعية داخل سورية وخارجها منذ العام 1959 وحتى العام 1980، حيث تفرّغ بعدها للبحث والتأليف. ومن مؤلفاته: العيد سفين عائم، وأساطير الخصب الإنباتي، ومكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى.

Working...
X