Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان الدكتور طه يوسف بتجربته وجوه آدمية ...

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان الدكتور طه يوسف بتجربته وجوه آدمية ...

    الوجوه الآدمية برؤية الفنان طه يوسف



    طرح الفنان الدكتور طه يوسف تجربته الجديدة في معرضه الأخير بقاعة "راتب صديق" في أتيليه القاهرة تحت عنوان "وجوه آدمية"، والذي تناول فيه الوجوه برؤية خزفية جديدة وكأنها منحوتات لكنها تحمل السمات الخزفية، وألوان الجليز المبهرة.
    استطاع الفنان طه يوسف في هذا المعرض أن يكيف خامته لتعبر عن إحساسه بالوجوه، التي تبدو تعبيرية توحي بمدى عمق الشخصية، وذلك من خلال خبرته بتقنية الخزف التي تجاوزت الخمس وعشرين عاما، مما جعله يشكلها كما يريد؛ لتعطي النتيجة التي يريد التعبير عنها، على الرغم من أن تلك الخامة تتغير ألوانها أثناء حرقها، ولذلك فهي تحتاج تخطيطا مسبقا وحكمة في تنفيذ العمل، وقد وفق الفنان تماما في تصوير تلك الوجوه بحالاتها المختلفة رغم صعوبة التعامل مع تلك الخامة.
    وبسؤال الفنان عن تلك الخامة وممارسته لها قال: لم تكن تدرى أصابعي وهى تغوص في الطين متحررة من فوضى وضغوط العمل الإداري، أنها ستصبح كتلا ومساحات وخطوط وتراكيب لونيه تلقائية متحررة من العوالم الروتينية الجامدة لتسبح في فضاءات الجمال البصري التشكيلي، في رحلة العودة إلى النفس، والكتل، واللون، والفكرة، والمادة الفنية، بين أحضان النار التي تولد فيها أعمالي.
    من بين حطام وركام أكثر من خمسين شكلا لم يكتمل نموها التشكيلي، جاءت الأعمال وليدة اللحظة في تدفق حسي وتعبيري أطلت منه الوجوه, ولاشك أن تلك الوجوه بملامحها، إيماءاتها، إيحاءاتها، تعبيراتها، وحركاتها الانفعالية المختلفة من أهم مصادر التعبير عن فيض المشاعر والأحاسيس النبيلة والشجية، المتفائلة والمتشائمة، المبتسمة والعابسة، المكتئبة والمشرقة، الجريئة والخائفة، الواثقة والمترددة، الحالمة والصارمة ، ..... فكل هذه التناقضات تتفق مع طبيعة الخزف عبر وسائطه المتناقضة من بساطة وتعقيد ، ليونة وهشاشة وصلابة، نار وماء وطين.
    وأوضح الفنان أن تلك الوجوه حملها في داخله ، وظلت مختزنة في ذاكرته إلى أن خرجت تباعا عبر قطع نحتية خزفية، تحمل كثيرا من ثراء التشكيل وجمالياته، الذي انعكس في تلك المزاوجة بين جماليات النحت برصانته وجلاله، والخزف برقته وجاذبيته وهمس ألوانه.
    يواصل: لم أحتاج لموديل للدراسة والتجسيد في وضع تعبيري معين، أو نقل حالة نفسية انفعل بها أثناء العمل ولذلك جاء التعبير عن حالة داخلية شديدة الخصوصية نابعة من موروث متنامي في العقل الباطن، حتى حان موعد خروجه عبر مخاض فني.
    مضيفا أن عشرات الوجوه التي نراها نتعامل ونتعايش معها في يوميات حياتنا بشكل نمطي، كانت حافزاً لمحاولة اكتشاف القيمة الحقيقية لوجودها، وتحويلها إلى واقع فني خارج نطاق الواقع الموضوعي ومنظوراته السطحية، وبالرغم من قيمتها التشخيصية إلا أنها اعتمدت على التوازن المبنى على رؤية فطرية للعين المجردة، بلا حسابات أو مناظير سوى حسابات الخبرة المتراكمة، ولا تستند إلى أي مرجعية تستكمل نواقصها برؤية تنظر إلى تركيب هذه الأعمال، التي تمزج بين العناصر الجمالية والنفسية والاجتماعية والتعبيرية.
    لم يعتمد الفنان في أعماله على ألوان ومواد جاهزة أو معادلات كيميائية مختبرة من قبل، ولكنها جاءت وفقا لرؤيته التكوينية والتعبيرية، فالألوان جميعها ناطقة بالرغم من السيادة الظاهرة للون الأحمر النحاسي القاني الذي يبدو قاسيا بعض الشيء، فتأتي الألوان الأخرى لتخفف من حدة هذا اللون، حتى يتراجع في بعض الأعمال ويتقلص إلى ملامح رئيسية؛ لتبرز الألوان جميعها في حوار لونى بين الساخن والبارد على مجسمات خزفية تدعو للتأمل بعمق.
    محيط - رهام محمود
Working...
X