Announcement

Collapse
No announcement yet.

فن إتقان الحياة فوق بحر طرطوس عند الأرواديون

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فن إتقان الحياة فوق بحر طرطوس عند الأرواديون

    الأرواديون والبحر
    علاقة تفرضها الطبيعة وتتجلى روعتها
    في إتقان البشر للحياة فوق الماء

    طرطوس - سانا
    يحتل البحر مكانة روحية عميقة في وجدان أهل جزيرة أرواد وتعبق ذاكرة الناس في هذه الجزيرة بقصص البحر و حكاياه وأخباره حتى صار هذا الأزرق متنا لحياتهم وأعمالهم و أرزاقهم و حاملاً لجملة واسعة من الطقوس والعادات و المفاهيم المرتبطة به.
    ونتج عن الطبيعة الخاصة لجزيرة ارواد تفردا بطبيعة الحياة لأبنائها وخاصة من الناحية الاقتصادية ليصبح الصيد وصناعة السفن والشباك وركوب البحر مصادر رزق للأرواديين بعد ان أبدعوا فيها وحولوها من مجرد مهن إلى فنون رائعة تنال الإعجاب وتحقق الفائدة.
    وأصبح أبناء أرواد بالفعل قوما يعيشون فوق الماء ويروضون الأمواج.
    ويحرص الأرواديون على حفظ الصناعات والتقاليد والحرف والمهن التي وروثوها عن أجدادهم الفينيقيين أسياد البحر ومن هذه الصناعات التي مازالت ماثلة حتى الآن وتزدهر يوما بعد يوم صناعة السفن والشباك والمنحوتات التزيينية المصنوعة من الصدف إضافة إلى مهنة صيد السمك والإسفنج.
    ويقول القبطان علي نجم رئيس بلدية جزيرة أرواد إن البحر يشكل جزءا أساسيا في حياة الأرواديين وعليه تتركز المهن و الحرف وحتى الهوايات التي يجيدونها حيث أن 70 بالمئة منهم يعملون في البحر فأبناء أرواد بارعون في المهن البحرية وقد أهموا ثيراً بمساعدة سفن غرقت بالقرب من الجزيرة إضافة إلى اتقانهم بشكل دقيق لتصنيع السفن والذي ثبت مؤخرا أمام كل العالم بتصنيعهم لسفينة فينيقيا التي احيت امجاد الفينيقين.
    وأضاف أن مهنة الصيد هي المهنة الأولى والاساسية لدى قاطني الجزيرة حتى الآن وتشتهر النساء الأرواديات بصناعة الهدايا من الصدفيات والحزفيات والأشكال المميزة التي يلتقطها الرجال من البحر.
    بدوره أوضح محمد حسين الملقب بالشيخ هاني رئيس جمعية الصيادين المكانة والأهمية الكبيرة التي تحتلها مهنة صيد الأسماك لدى الأرواديين فهي مهنتهم الأولى التي فرضتها طبيعة المكان والحياة البحرية حيث لا تسمح مساحة الجزيرة بإقامة الزراعات أو المصالح والمهن المعيشية فهي لا تصلح لغير البحر بمختلف اختصاصاته واعماله لذلك ازدهرت مهنة صيد الأسماك والأسفنج بأساليب صيد متعددة ومختلفة حسب نوع الأسماك المراد اصطيادها والظروف المناخية والطبيعية التي تحيط بعملية الصيد.
    وبين فاروق بهلوان أحد أقدم صيادي السمك بالجزيرة أن تعدد أنواع الأسماك واختلاف أحجامها فرض عدة طرق لصيدها فصيد اللكس الباثوث خاص بصيد الأسماك الكبيرة أما أسماك الجرو و الغزال و أم عين فيبدأ صيدها منذ المساء وحتى الصباح الباكر حيث يستخدم الصياد لاصطيادها خيطان النايلون السميكة والسنانير الكبيرة وريش الدجاج كطعم لها أما سمك التونا فتصطاد بطريقة الشحطاطة وهي عبارة عن خيط طويل أكثر من 200 متر في نهايته عدة سنانير في كل منها ريشة دجاجة لخداع السمكة بها حيث يتم سحب الخيط على سطح الماء بسرعة بطيئة فتلفت انتباه السمكة لتناولها وتعلق بالسنارة.
    أما القريدس فيتم صيده بواسطة شباك خاصة لها فتحات صغيرة ضيقة تصنع من قبل الأرواديين أيضاً لتتلاءم مع المرعى الصخري للقريدس وغيرها الكثير من طرق الصيد التي ابتكرت لتناسب طبيعة الحياة والمكان في الجزيرة.
    وعن الشباك التي يصطاد بها الأرواديون يقول بهلول إن لها انواعا مختلفة ومتعددة ابتكرها الصيادون لتلائم طبيعة الأسماك الموجودة في المنطقة البحرية ومنها الشباك الراسية و الشباك العائمة و الفونسة و الجاروفة و الرفيعة و الشراك إضافة إلى الصنارة والأقفاص المعدنية.
    ولفت أحمد حسن ضلع احد أمهر صيادي الصدف وجامعيه في الجزيرة إلى ان صناعة الاصداف البحرية مهنة متوارثة ابا عن جد سخرها رجال ونساء ارواد لتصبح مصدر رزق لمئات العائلات التي تقطن في الجزيرة و انتقلت هذه الصناعة إلى مدينة طرطوس من خلال تصنيع اكثر من 300 نموذج من الموديلات مصنوعة بالطريقة اليدوية المرغوبة من قبل السياح والمواطن المحلي .

    وأكد أن هذه الصناعة تعتمد بالدرجة الاولى على جمع الصدف بكافة أشكاله ونواتج البحر من المرجان والإسفنج وغيره لتكييفها بطريقة يدوية فنية ذات لمسة بحرية حيث يعشق زوار أرواد هذه الصناعة ولا يشعرون باكتمال زيارتهم للجزيرة إلا بشراء هدية منها كذكرى .
    من جهته أشار خالد حمود شيخ صانعي السفن والقوارب الذي صنع السفينة الفينيقية فينيقيا إلى ان تعامل الأرواديين مع البحر بشكل مباشر أعطاهم موهبة خاصة على الابتكار والتأقلم واستطاعوا بناء السفن والقوارب بأدق تفاصيلها دون اللجوء إلى المخططات الهندسية الورقية وهذا مكنهم من صناعة أصغر وأكبر المراكب على حد سواء ومنها اللنش السكون الغيظ الكبك الزورق الفلوكا اليخت وصناعتهم مرغوبة في أغلب البلدان المجاورة وتؤمن مصدر رزق جيدا.
    وأضاف حمود أن أرواد انجبت عبر عقود طويلة من الزمن أمهر وأجدر البحارة والقباطنة المعروفين في العالم الامر الذي دفعنا لمواكبة الحياة البحرية وتعليم أطفالنا الإبحار ومقارعة الأمواج منذ الصغر فأطفالنا بحارة وهم في العاشرة من عمرهم.
    وتتميز الجزيرة بأنها تحفة معمارية حيث كانت توصف بأنها مدينة الطوابق الخمسة والأبنية السكنية حاليا تغطي معظم مساحة أرواد وهي متلاصقة ومتجمعة وتفصل فيما بينها أزقة ضيقة متعرجة وأرصفة مبلطة وتتألف من حيين الشمالي وقبلي وسكان الجزيرة أشبه ما يكونون بأفراد أسرة كبيرة تجمعهم روابط المحبة والإخاء والتعاون ويرتبط جميع أبنائها بصلة القرابة أو الجوار وهم مشهورون بطيب أخلاقهم وحسن معاملتهم.
    عادل عيسى- ديمة الشيخ


  • #2
    رد: فن إتقان الحياة فوق بحر طرطوس عند الأرواديون

    لحروفك صوت البلابل
    تجبرني على الاستماع لها بكل حواسي

    فأبقى واقفة أمامها بإنبهار

    رائعة مواضيعك كما عهدناك
    يتوجب علي أن أصمت إجلالاً لإبداعها .
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    Comment


    • #3
      رد: فن إتقان الحياة فوق بحر طرطوس عند الأرواديون

      الحاجة أم الاختراع

      ما أجمل الانسان عندما يقوم بتوظيف ما لديه

      من أجل أن أن يظهر الجمال و الابداع,,,,

      Comment

      Working...
      X