Announcement

Collapse
No announcement yet.

كتاب لمؤلفه هلتون تمز يتحدث عن قصص الحرب والحب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كتاب لمؤلفه هلتون تمز يتحدث عن قصص الحرب والحب


    الكتاب تنويع على موضوع الحب ممتزجا بالأدب والسياسة والحرب

    هلتون تمز يتحدث عن قصص الحرب والحب

    دمشق - مظلة مفتوحة تضج بلونها القرمزي تزيد حوافها المجعدة من أنثويتها مرمية على أرض شققها وصلبها الجفاف، وفوق العنوان آخر قصة حب الذي لونت فيها كلمة حب بلون المظلة وتحت ثوب أسود تظهر قدمان حافيتان لتكتمل هكذا عناصر العتبة الأولى للنص بغلافه المستوحى بصريا بحيث يقدم للحب واليأس والتشرد والانتظار.

    والكتاب لمؤلفه هلتون تمز تنويع على موضوع الحب ممتزجاً بالأدب والسياسة والحرب إذ يحاول الكاتب أن يكشف جوانب دراماتيكية مهمة وبالأخص الجانب العاطفي من حياة الكاتب الألماني إيريك ماريا ريمارك صاحب رواية كل شيء هادئ في الجبهة الغربية ملخصا فيه معطيات تلك الفترة التاريخية التي عاشها ريمارك وكان لها تأثير كبير على إبداعه وحياته لعل أهمها إصابة الحرب التي منعته من تحقيق حلمه في أن يكون موسيقيا لامعا إلا أنها حولته إلى روائي مبدع وهي كذلك ومن دون قصده جعلته وهو في التاسعة عشرة من عمره وفي ذاك المكان الذي تمركزت فيه وحدته العسكرية يخوض أول قصة حب أرته أن الحياة بدون الحب لا يمكن أن تكون حقيقية.

    ونتحدث هنا عن الحرب العالمية الأولى التي خاض ريمارك غمارها فعايش إضافة لذلك الحب فجائع وخوفا وعبثا سيستخدم ما ترسب في ذاكرته منها في روايته الأهم ضمن تلك المرحلة التاريخية بحيث يذكر الكاتب تمز أن هذه الرواية أتت بعدما عاش حالة اكتئاب نتجت عن زواجه الأول الفاشل حيث حفزه اليأس وكثف طاقته الإبداعية فاستطاع في ستة أسابيع إنجاز هذه الرواية التي تعتبر درة من درر روايات القرن العشرين والتي تحولت رغم الشهرة والمال اللذين حصلهما منها إلى لعنة شردته عن دياره بعد أن بدأت الأمور تستتب للنازيين الحربيين الذين يرفضون فكرة السلام والذين يعتنقون عقيدة نيتشه التفوقية.

    طورد ريمارك من النازيين وتمت ملاحقته أينما ارتحل في أوروبا وملاحقة روايته في ألمانيا والنمسا وإيطاليا وسلخت عنه جنسيته ولسان حاله يسأل بتوجع كاتب بلا وطن عن ماذا سيكتب.. أن تعيش بدون جذور يعني أن تنتزع قلبا شجاعا قويا لقد أحرقت روايته مع ما أحرق الهتلريون من كتب تناقض أو لا تتفق مع العقيدة النازية وقد ذكر تمز مؤلف هذه السيرة الموجزة بأن ريمارك كان كاتب أشهر قصة معادية للحرب في العالم لكنه مطارد بسببها ومعرضا للازدراء وأحيانا محفوفا بالخطر بشكل مثير للاشمئزاز.

    ورغم أن هذه الرواية وفي فترة ما بين الحربين العالميتين تحولت إلى سلسلة منشورة ومسرحية وفيلم إلا أنها أصبحت عبئا على ريمارك لأنها ستصمه دائما رغم ما كتب من روايات كانت برأيه بأهميتها إن لم يكن أهم منها فهو يصف حاله معها.. شعرت أني بسببها انتهيت وسحقت إلى الأبد فكرت بأنه مهما كتبت من الآن فصاعدا فأني سأظل دائما كاتب رواية كل شيء هادئ في الجبهة الغربية رغم أن أي من رواياته الأخرى لا تخلو من إدانة لقباحة وحقارة الحرب وما تفعله من تشويه للإنسان وإذلال له فكأنما وهب قلمه لمواجهة هذا الفعل المنحط الذي يحول الإنسان إلى وحش تحركه غريزة القتل ونتيجة لذلك وضعت باسمه جائزة للسلام تعطى كل سنتين لكل كاتب له دور في تعميم ثقافة السلام والتسامح.

    ولعل روايته كل شيء هادئ في الجبهة الغربية لم تكن أجمل مصائبه التي بدأت مع مخاضات الحرب العالمية الثانية فأثناء وجوده في مدينة البندقية لاجئا تعرف على نجمة هوليود آنذاك مارلين ديترش والتي لم تكن نجوميتها بأحسن أحوالها فحضرت ومن اللقاء الأول بقوة في حياته ومن دون تمهيد ولسنوات ثلاث عاشا ذاك الحب العاصف المتقلب والمضطرم الذي لم يستطيع ريمارك أن يجاري فيه مزاجها الهوليودي المتهتك وشخصيتها العاطفية الملتوية فكانت الغيرة تقطع نياط قلبه على هذه المرأة الموشومة كما وصفها فهذه المرأة التي جرفته كانت تشبه تلك الحرب التي خاضها من حيث الألم واليأس وكذلك من حيث الإلهام فقد ألهمته ثاني أهم رواية خطها قوس النصر حيث ذكر تمز أنها أفضل رائعة بعد كل شيء هادئ في الجبهة الغربية فهي ملونة ومخصبة بصورة وتأمل مارلين ديترش.

    ورغم انقطاع التواصل بينهما إلا أن حبل الود لم ينقطع فقد بقيت تستشيره في أمورها الحياتية والفنية بل والعاطفية وتتواصل معه بقية عمره وكانت هذه التجربة الباب الذي أدخله إلى أجواء هوليود فخاض فيها علاقات حب وصداقة مع نجمات أخريات كغريتا غاربو وناتاشا بالي وبوليت غودارد زوجته الأخيرة التي دار صراع مرير بينها وبين ديترش حوله واستطاعت أن تكسبه غودار بلا رحمة ما جعل ديترش تنتقده بعدما دان بحبه لغودار كان كاتبا عظيما لكن تجاه النساء كان غبيا.

    ويذكر الكاتب تمز أن هؤلاء النساء اللواتي أثرن انتباهه وأثرن به وألهمنه استطاع بإبداعه إعادة انتاجهن بتحويلهن إلى شخصيات نسائية في رواياته فجعلهن بطلاته كما هن بطلات في الأفلام فريمارك ومنذ الحب الأول لم يستطع أن يعيش ولو لفترة وجيزة بدون حب فكان يداوي جراح الحب القديم بحب جديد وقد علق على إحدى تلك الحالات التي كانت تصيبه بعد نهاية إحدى قصص حبه الكلمات وحدها تفسد كل شيء أشعر أنني أمتطي موجة جليد تذوب شيئا فشيئا أنا لست سعيدا لكني لا أريد أن أعرف هذا."سانا"

Working...
X