Announcement

Collapse
No announcement yet.

الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للرئيس الأسد طورت العلاقات بين البلدين كما صرح أوردوغان

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للرئيس الأسد طورت العلاقات بين البلدين كما صرح أوردوغان

    أردوغان لـ سانا
    مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا
    نجح بإقامة بنية متينة دعمت اقتصادهما
    الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للرئيس الأسد
    لعبت دوراً مهما في التطور السريع لعلاقات البلدين



    أنقرة-سانا
    أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين تركيا وسورية الذي أنشيء العام الماضي نجح إلى حد كبير في إقامة بنية متينة ساهمت في تقوية علاقات البلدين الثنائية ودعم اقتصادهما وقال: إن هذا المجلس تحول إلى نواة عملية وجادة لتعاون إقليمي أوسع يساعد بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه لشعوبنا التي يجب أن تعي جيداً أن المنطقة لها فقط.
    وأضاف أردوغان في مقابلة مع الوكالة العربية السورية للأنباء سانا بمناسبة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أن التطور السريع والقوي في العلاقات السورية التركية يعود إلى طموحات شعبينا وما تطلبه منا كقيادات سياسية استناداً إلى الخلفيات التاريخية والاجتماعية المشتركة إضافة إلى الإرادة السياسية القوية لدى الجانبين مؤكداً ان الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى التي يتميز بها السيد الرئيس بشار الأسد ونشاركه فيها قد لعبت دوراً مهماً في هذا التطور السريع بين البلدين.
    تطوير المزيد من العلاقات لتحقيق مستقبل من الرفاهية والتقدم لشعبينا
    وأوضح أردوغان أن ما نسعى إليه معا هو إزالة كل العقبات التي كانت قائمة في سنوات الحرب الباردة بين شعبينا اللذين عاشا مئات السنين معا كأشقاء وإخوة سعياً لوضع التاريخ في مساره الصحيح من أجل تطوير المزيد من العلاقات التي ستساهم في تحقيق مستقبل من الرفاهية والتقدم لشعبينا.
    وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي الذي ترأسه مع المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء وعقد في كانون الأول العام الماضي بدمشق جرى فيه التصديق والتوقيع على غالبية الاتفاقيات والمحاضر واللوائح المتفق عليها بين البلدين لافتاً إلى أن بعض الاتفاقيات تم تطبيقها قبل التوقيع عليها من قبل الجانبين.
    وأكد أردوغان أن البلدين حققا تقدماً كبيراً وواسعاً في جميع المجالات التي شملتها الاتفاقيات مشيراً إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة موضوع إقامة سد الصداقة على نهر العاصي وزيادة كميات الطاقة الكهربائية والمياه التي توردها تركيا لسورية.
    وأضاف أردوغان أن قطاع السياحة بين البلدين تطور تطوراً كبيراً وتضاعف عدد السواح خلال الفترة الماضية لافتاً إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام زار سورية نحو مليون ونصف المليون تركي فيما وصل عدد السوريين الذين زاروا تركيا إلى نحو مليون سائح.
    وأشار أردوغان إلى تنفيذ مشروع توحيد شبكتي أنابيب الغاز الطبيعي بين الدولتين وإلى الانتهاء من هذا المشروع قبل نهاية العام القادم وإلى البدء بتنفيذ خطة مشتركة لتشغيل البوابات الحدودية بين الدولتين بشكل مشترك وتوحيد المقاييس والمعايير والأنظمة الجمركية إضافة لتنظيم العديد من اللقاءات المهمة بين رجال الأعمال من كلا الدولتين وإقامة العديد من المعارض المشتركة.
    ملياران ومئة مليون دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام
    وحول زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين قال أردوغان: إن هذا التبادل حقق تقدماً ووصل إلى مليارين ومئة مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام بعد أن كان ملياراً و400 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي وزادت الصادرات السورية إلى تركيا من 283 مليون دولار العام الماضي لتصل إلى 602 مليون دولار للأشهر العشرة الأولى من هذا العام.
    واعتبر أردوغان أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وعلى جميع المستويات إضافة إلى الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها ستسهم بشكل عملي وإيجابي وكبير في دعم اقتصاديات الدولتين وفي الحياة اليومية لشعوبنا على المدى المتوسط والبعيد مؤكداً أن العمل الكبير لمجلس التعاون الاستراتيجي هو طويل الأمد لخدمة مصالحنا المشتركة وهو مسار يتطور ويتقدم باستمرار.
    وعبر أردوغان عن ثقته بتقدم البلدين نحو الأمام من أجل مزيد من التعاون الأوثق بينهما وتحقيق السلام والرفاه والتنمية ليس فقط لشعبينا بل لكل شعوب المنطقة مشيراً إلى أن هذه المسيرة السورية التركية ستستمر يداً بيد وعلى أساس مبدأ خدمة مصالح البلدين اللذين يملكان الإرادة والإيمان في كل ذلك.
    التعاون الرباعي بين سورية وتركيا ولبنان والأردن نموذج مميز وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة ويسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار
    وأكد أردوغان استمرار الحوار والتشاور بين تركيا وسورية وأنه على اتصال تام مع الرئيس الأسد والأشقاء في القيادة السورية للبحث عن حلول للمشاكل الإقليمية لافتاً إلى العمل معاً من أجل إزالة بعض العقبات التي تمنع أو تؤخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في العراق بعد الانتخابات الأخيرة إضافة إلى التنسيق الدائم مع سورية من أجل منع التوترات السياسية في البلد الشقيق لبنان.
    ولفت رئيس الوزراء التركي إلى مشروع التعاون الرباعي الواعد والمهم بين سورية وتركيا ولبنان والأردن معتبراً أن تطور هذا النموذج يسهم بشكل جدي وفعال في تحقيق السلام والاستقرار والرفاه في المنطقة.
    ورأى أردوغان أن هذا التعاون الرباعي يشكل نموذجاً مميزاً لم تشهد له المنطقة مثيلاً من قبل وأبوابه مفتوحة أمام جميع دول المنطقة والمبدأ الأساسي له هو استنفار كل امكانياتنا المشتركة وتسخيرها من أجل بناء مستقبل واعد ومشارك لافتاً إلى أن هذا التعاون يستمد قوته من الروابط التاريخية والثقافية بين شعوبنا التي تتقاسم الجغرافيا والمصير والمصالح المشتركة.
    وقال رئيس الوزراء التركي: على الصعيد العملي أيضاً أن الهدف من التعاون الاستراتيجي هو إلغاء التأشيرات وإقامة منطقة للتجارة الحرة على أساس الاتفاقيات والتعاملات الموحدة وفي هذا الإطار وقعت تركيا مع كل من سورية والأردن ولبنان اتفاقيات التجارة الحرة والغاء التأشيرات لافتاً إلى أن الوزراء في الدول الأربع والمختصين في مجال التجارة والطاقة والمواصلات والسياحة يلتقون بشكل مستمر لبحث سبل وإمكانيات تحقيق المزيد من التعاون المشترك.
    وعبر أردوغان عن ايمانه بتحقيق نتائج إيجابية وملموسة ومهمة من هذه اللقاءات مؤكداً تحمل تركيا لمسؤولياتها وعملها لاستضافة القمة الرباعية المهمة خلال الأشهر القليلة القادمة.
    وحول مساهمة التعاون الرباعي في حل مشاكل المنطقة قال اردوغان: إن ما تسعى إليه تركيا هو تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط إيمانا منها بأن شعوب المنطقة لن تصل إلى العيش الكريم والرفاهية إلا عبر هذا الطريق مشيراً إلى ان الهدف من التعاون الرباعي هو دعم وتقوية هذا التعاون في إطار أوسع ووفق آليات عملية والسير قدماً على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي على المدى البعيد من خلال الاستمرار في التعاون الاستراتيجي الموجود حالياً.
    ولفت أردوغان إلى أن بلاده تسعى للتشاور مع جميع جيرانها ودول المنطقة عبر أجندات إيجابية لتحقيق المزيد من التعاون ونبذ الصراعات والمواجهات ووضع خطط ومشاريع مشتركة من أجل مصالح الجميع لافتاً إلى أن شعوب المنطقة وقياداتها السياسية تعمل معاً وتتشاور باستمرار وتتحاور فيما بينها لحل مشاكلها بأساليب سلمية بدلاً من التصادم.
    عدم تسييس مسار المحكمة الدولية والتمسك بالوحدة الوطنية والحوار في لبنان ودعم المبادرة السورية السعودية
    وبشأن رؤية تركيا للوضع في لبنان قال أردوغان: قمت بزيارة لبنان مؤخراً وهو بلد مميز بالنسبة لتركيا وهناك علاقات متينة بين البلدين تستمد قوتها من التاريخ معتبراً أن لبنان مفتاح مهم لمنطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط عموماً.
    وقال رئيس الوزراء التركي: إن الحفاظ على استقرار لبنان مهم جداً بالنسبة للمنطقة وأن تركيا تدعم وتؤيد استقلال وسيادة لبنان وتولي الاستقرار فيه أهمية بالغة ومن هذا المنطلق تدعم حكومة الوفاق الوطني.
    وأشار أردوغان إلى أنه خلال زيارته إلى لبنان ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عبر عن ضرورة عدم تسييس مسار المحكمة الدولية وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والحوار والتوافق الوطني إضافة لدعم المبادرة السورية السعودية والوقوف على مسافة متساوية من جميع الأطراف اللبنانية.
    وحول رؤية تركيا لمستقبل العراق تمنى أردوغان أن يتجاوز هذا البلد كل مشاكله على أساس التوافق الوطني ويتحول إلى بلد للاستقرار والرفاهية معبراً عن ارتياح تركيا لبعض التطورات الأخيرة الخاصة بالعراق لافتاً إلى إلغاء مجلس الأمن الدولي الذي تشارك فيه تركيا كعضو غير دائم للعقوبات المفروضة على العراق سابقا.
    إسرائيل وضعت مساعي السلام في طريق مسدود
    وحول المساهمة التركية المحتملة في مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني قال أردوغان: إن فشل المساعي الأمريكية لإقناع إسرائيل بضرورة تمديد قرارها السابق بتجميد بناء المستوطنات هو مصدر قلق بالغ بالنسبة لتركيا لافتاً إلى أن إسرائيل أثارت بتصرفاتها الأخيرة الكثير من الشبهات فيما يتعلق برغبتها في السلام بالمنطقة بعد أن رفضت جميع المناشدات والدعوات الدولية واستمرت في بناء المستوطنات مخالفة بذلك القانون الدولي وواضعة مساعي السلام في طريق مسدود.
    واعتبر أردوغان أن المسار السوري للسلام والتوصل لحل نهائي ذو أهمية مصيرية بالنسبة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وأن المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بأن تركيا لعبت دور الوسيط النزيه في هذا الموضوع ولكن مع الأسف لم تحقق هذه الوساطة أهدافها بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مؤكداً أن تمسك سورية بالعودة إلى المفاوضات عبر الوسيط التركي يعكس ويثبت الأهمية البالغة التي توليها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة داعياً إسرائيل إلى أن تثبت بالقول والفعل أنها تريد السلام بكل صدق وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إدراك مدى أهمية المسار السوري والدور التركي في ذلك والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها الحالية التي تعرقل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة مؤكداً أن أي تطورات إيجابية في العلاقات التركية الإسرائيلية سيكون له دون أدنى شك انعكاسات إيجابية على هذا الموضوع.
    وبشأن العلاقات التركية الإسرائيلية والمتوقع منها قال أردوغان: لقد كانت هناك قبل فترة قصيرة مباحثات على مستوى عال بين وزارة الخارجية التركية وإسرائيل في جنيف ولم يطرأ أي تغيير في المطالب التركية الخاصة بالعدوان الإسرائيلي على سفن المساعدات الإنسانية إلى غزة ومقتل تسعة من المواطنين الأتراك رابطاً عودة العلاقات مع إسرائيل إلى وضعها الطبيعي بتقديم إسرائيل اعتذاراً للجمهورية التركية ودفع تعويضات.
    وحول كيفية تقييم تركيا لموقف الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بالعدوان على أسطول الحرية قال أردوغان: عبرنا عن أسفنا البالغ لهذا الموقف وكنا نتوقع موقفا مغايراً من هذه الدول التي تدعي بأنها رائدة الحرية الأساسية وتدافع عن حقوق الإنسان وتسعى للظهور وكأنها المناضل الوحيد من أجل هذه القيم والحقوق لافتاً إلى أنه كان من الواضح جداً وللجميع عدم احترام إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان وهو ما سجلته اللجنة المستقلة التابعة للأمم المتحدة ومع ذلك اتخذت أمريكا والاتحاد الأوروبي موقفاً متناقضاً وبدلاً من أن تقف إلى جانب الحق والعدالة اتخذت موقفا ينبع من حسابات سياسية بحتة وهذا يثبت للجميع كيف أن هذه الدول لا تتردد في اتخاذ مواقف منحازة وحتى في الحالات المتعلقة بحق الحياة وحقوق الإنسان.
    وبشأن العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي أوضح رئيس الوزراء التركي أن هناك علاقات واسعة وشاملة وديناميكية بين الجانبين وتتطور باستمرار في إطار مباحثات العضوية بين الطرفين أو في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
    وأضاف: إن تركيا تتحمل مسؤولياتها وتقوم بواجباتها في موضوع مباحثات العضوية في الاتحاد الأوروبي ولكن هذه المباحثات لا تسير بالسرعة المطلوبة بسبب العراقيل التي تضعها بعض الدول الأعضاء أمام مباحثات العضوية وهذه العراقيل لا تتفق مع أبسط معايير الحق والوفاء بالوعود.
    وبشأن القضية القبرصية أكد أردوغان دعم بلاده لكل المساعي المبذولة لإيجاد حل شامل للقضية القبرصية داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تأييد هذا المسار وعدم رهن أي دولة في هذا الاتحاد لعلاقاتها مع تركيا بوضعها الحالي أو المستقبلي بهذا الشأن مؤكداً استمرار تركيا بدعم مسار المباحثات الثنائية بين طرفي قبرص ومساعي مجلس الأمن الدولي لحل هذه المشكلة قبل نهاية العام الجاري مؤكداً أن هذا الحل سيسهم في السلام والاستقرار والتعاون في منطقة شرق المتوسط كما سيكون لصالح كل الأطراف وفي مقدمة ذلك الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عموما.
    وأكد أردوغان استعداد تركيا لتحمل مسؤولياتها بشكل بناء ودعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان بمحض إرادتهما من أجل توحيد الجزيرة مشيرا إلى رفض بلاده لكل قرارات الحصار والعزلة في الجزيرة وإلى استعداد بلاده لكل أنواع التعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد حل للقضية القبرصية.

Working...
X