{{ عن دار الراتب الجامعية }}
الحكمة في الشعر العربي
الحكمة : فن من فنون الشعر العربي كنا نلتقيه مبعثراً في قصائد العصر الجاهلي ثم نما فأصبح فناً مستقلاّ تـُنظم فيه القصائد الطوال
وتهدف الحكمة إلى الإرشاد والنصح والموعظة وتأتي تعبيراً عن تجربة ذاتية وطول تأمل وتبصر في أمور الحياة ، فإذا تأملنا الحكمة الجاهلية وجدناها صالحة لكل العصور كذلك إذا تأملنا الحكمة الأجنبية وجدناها تنطبق على كل المجتمعات حيث أن الهدف منها إنسانيّ يضرب الأمثال وينبه الإنسان وينير له طريقه لما منه وفيه صلاح أمره ونفسه
وعلى أن الحياة قائمة على الخير والشر وبصطدم الإنسان فيها دائماً بالموت وبما أنه متأثر بغيره وقد يؤثر فيهم فلا بد من الإحساس بالفرح وباليأس والجبن والشجاعة وبالحب وغيره من الانفعالات التي تتناوب في تسييره ليأتي دور الحكمة التي تظهر أمام عينيه فجأة لتحذره من الخيانة ولتحضه على التسامح وتقوي عزيمته ولتنهاه عن الجبن وتعزز إيمانه بالقضاء والقدر ولتحثه على العلم والعمل
وقد زخر الشعر العربي بالحكم المستمدة من واقع الحياة العربية بالإضافة لما استمده الشعراء العرب من الكتب المترجمة والغنية بالأمثال وبالآداب فاقتبسوا منها ونظموا على منوالها
كذلك كان رجال الدين ينظمون الحكم والأعجب من هذا أننا نجد الكثيرين من الزنادقة والمنغمسين في المجون { على ذمة المؤرخين }ينطقون بالحكم التي فيها الكثير من التقوى والزهد ولعل ذلك كان في ( أوقات صحوتهم من الثمل ) أو في أواخر أيامهم بعدما تابوا وملوا من العبث ...!!!
ويظهر فرق بين حكمة الشبان وحكمة الشيوخ إذ أن الشبان يدعون إلى الملذات لأن العمر قصير بنظرهم أما الشيوخ فيدعون بفعل تجاربهم للتأمل ويحذرون من الموت ومما وراءه
Comment