Announcement

Collapse
No announcement yet.

العلاقات التركية السورية نموذج عملي وناجح كما أكد داوود أوغلو

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العلاقات التركية السورية نموذج عملي وناجح كما أكد داوود أوغلو

    داوود أوغلو لسانا
    العلاقات التركية السورية نموذج عملي وناجح
    في العلاقات الدولية ونواة عملية وفعالة لتعاون إقليمي جديد

    أنقرة - سانا
    أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن العلاقات السورية التركية تحولت إلى نموذج عملي وناجح في العلاقات الدولية وأن حجم هذه العلاقة جعلنا أخوة وأشقاء وليس نظراء في العمل لافتا إلى اتفاق وجهات نظر البلدين في جميع الأمور الخاصة بالعلاقات الثنائية والمنطقة.
    وأضاف داوود أوغلو في لقاء مع وكالة سانا.. أن سورية بلد مجاور وشقيق لتركيا وهي بوابة لها للانفتاح على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي كما أن سورية من أهم دول المنطقة ودون دورها ومساهمتها لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط مشيرا إلى وقوف بلاده إلى جانب سورية والتعاون المستمر معها.
    ورأى داوود أوغلو أن السر في نجاح العلاقة السورية التركية يكمن في الثقة والشفافية بين القيادات السورية والتركية وبشكل خاص بين السيد الرئيس بشار الأسد وكل من الرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مضيفا أن هذه الثقة تساهم في تطابق وجهات النظر السورية التركية حول جميع الأمور الخاصة في المنطقة في ظل الإرادة السياسية في أنقرة ودمشق والتشاور وتبادل الآراء بين القيادتين في البلدين.
    وبشأن انعكاسات العلاقات السورية التركية على المنطقة قال داوود اوغلو.. إن الانعكاس الأول والمهم هو اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وسورية ولبنان والأردن وإلغاء تأشيرات الدخول فيما بينها وتحول هذه الدول إلى نواة عملية وفعالة في تعاون إقليمي جديد يثير اهتمام الكثير من دول المنطقة لافتا إلى أن العراق عبر عن رغبته في الانضمام إلى هذا التعاون بين هذه الدول التي ستعقد أول قمة لها في أيار القادم في اسطنبول.
    العلاقات السورية التركية تنعكس بشكل فعال على مجمل تطورات المنطقة
    وأوضح داوود اوغلو أن هذا التعاون بين الدول الأربع مهم جدا بالنسبة لعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي واهتمامات الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط عموما مؤكدا أن العلاقات السورية التركية تنعكس بشكل فعال على مجمل تطورات المنطقة في فلسطين ولبنان والعراق ومع إيران وغيرها.
    وحول الشأن العراقي قال داوود اوغلو إن ما يهم تركيا هو ضمان وحدة العراق السياسية والجغرافية مشيرا إلى أن بلاده على اتصال دائم مع جميع الأطراف العراقية دون أي انحياز إلى أي طرف وعملت على مشاركة جميع القوى السياسية في الحكومة حفاظا على أمن واستقرار العراق وأهميته بالنسبة لتركيا والمنطقة عموما.
    وأضاف داوود اوغلو.. أن بلاده حكومة ودولة وشعبا أيدت وتؤيد دائما حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وبذلت لهذه الغاية مساعي مكثفة على جميع الصعد من أجل ذلك ومساعدة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة مؤكدا أن العدوان الاسرائيلي على غزة وموقف اسرائيل الرافض للسلام أفشل جهود تحقيق السلام على المسار السوري.
    وأضاف.. أنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني عموما وبشكل خاص في غزة معتبرا أن قضية غزة ليست قضية الشعب الفلسطيني أو العرب أو المسلمين فقط بل هي مسؤولية المجتمع الدولي عموما الذي لم يتحمل مسؤولياته وتعهداته في هذا الموضوع.
    وبخصوص العلاقات التركية الاسرائيلية قال داوود اوغلو.. إن بلاده لا تستثني أحدا في مساعيها للانفتاح على جميع دول المنطقة والعالم عموما معربا عن تمنياته بعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي مع اسرائيل دون نسيان العدوان الاسرائيلي على سفن المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي المياه الدولية وقتل تسعة من المواطنين الأتراك مشيرا إلى أن بلاده أبلغت اسرائيل مسبقا بكل المعلومات الخاصة بتنقلات هذه السفن ومسارها.
    وقال داوود اوغلو.. إن على اسرائيل أن تعي جيدا أن العودة إلى العلاقات الطبيعية مع انقرة لن تتحقق إلا من خلال الاعتذار الرسمي لتركيا ودفع التعويضات لضحايا العدوان الاسرائيلي على سفينة مرمرة.
    وحول العلاقات مع ايران والنقاشات التي تثيرها في الغرب قال داوود اوغلو إن بلاده ضد كل أنواع السلاح النووي في المنطقة وبنفس الوقت تؤكد أن من حق جميع الدول امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية وتركيا بحاجة للطاقة الكهربائية لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والصناعية خلال السنوات القادمة ولذلك لا نقبل من الغرب أن يستغل موضوع ايران للحد من حق الدول في امتلاك التكنولوجيا النووية كما لا نقبل من الغرب أن يعالج الملف النووي الإيراني بالازدواجية التي عودنا عليها فعلى الغرب الذي يحاكم ايران ويحاسبها على نياتها أن يتخذ نفس الموقف العملي تجاه اسرائيل التي عليها أن تفتح منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين.
    وقال داوود اوغلو إن نجاح تركيا في إقناع طهران للتوقيع على اتفاقية تبادل اليورانيوم في 17 أيار الماضي قد ساهم في دعم الدور التركي على صعيد السياسة الدولية لأن الجميع اقتنع أن تركيا على حق وهي صادقة وشفافة في كل مقولاتها وتصرفاتها لذلك نحن ضد معاقبة إيران دون أي معطيات واضحة فيما يتعلق بإمكانياتها النووية وأن نجاحنا في موضوع تبادل اليورانيوم قد لعب دورا مهما في إقناع الأطراف المعنية للاجتماع في اسطنبول نهاية الشهر القادم.
    وعن تجاهل الغرب للمواقف التركية بشأن ايران قال داوود اوغلو.. لقد شرحنا موقفنا بالكامل وبأدق التفاصيل لجميع الأطراف الغربية في أوروبا وأميركا ولكن مع ذلك اتخذت الدول الغربية قرارات جديدة ضد ايران في مجلس الأمن الدولي وصوتنا انذاك ضد هذه القرارات وقلنا أيضا للعواصم الغربية ..وأضاف أن تركيا لن تلتزم بهذه القرارات لأن لها مصالح اقتصادية كبيرة مع الجارة ايران كما أننا تصدينا لموضوع نظام الدرع الصاروخي الذي تبناه الحلف الأطلسي وقلنا إننا لن نقبل أن نتحول إلى خندق أمامي للدفاع عن الغرب على حساب مصالحنا الوطنية والقومية ومصالح جيراننا.
    وردا على سؤال عن العلاقات التركية مع الولايات المتحدة الامريكية قال الوزير داوود اوغلو.. هناك بعض المشاكل تعيق تقدم هذه العلاقات وربما السبب هو سياساتنا تجاه اسرائيل وايران.. ومع ذلك هناك حوار مباشر وشفاف مع المسؤولين الأمريكيين لتجاوز كل الخلافات على أساس المصالح المشتركة.
    وبشأن العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي قال الوزير التركي.. إن بلاده حققت الكثير في هذا الجانب حيث بدأنا وأنهينا المباحثات الخاصة بالعديد من الملفات المتعلقة بعضوية تركيا داخل الاتحاد الاوروبي مشيرا إلى تقديم الكثير من الاقتراحات والأفكار لتجاوز العقبات مع الاتحاد الاوروبي .
    ولفت الوزير التركي إلى أن الاتحاد الاوروبي لا يريد أن يفهم ويتفهم أبعاد وافاق السياسة الخارجية لتركيا وخاصة انفتاحها على دول الجوار وإلغاء التأشيرات معها قائلا..إن خيار تركيا في موضوع الاتحاد الأوروبي هو استراتيجي وأن أوروبا لا ولن تكون دون تركيا كما أن انضمامنا للاتحاد هو لمصلحة أوروبا أكثر مما هو لمصلحتنا.
    وأضاف داوود اوغلو.. أن بعض الأوساط الأوروبية والأمريكية تحاول الإيحاء بأن تركيا تسوق أفكارا عثمانية جديدة في المنطقة ولكننا نقول إن السياسة الخارجية التركية لا ولن تحمل في طياتها أيا من هذه المعاني والأفكار والأهداف وقد أثبتنا خلال السنوات الثماني الماضية أن تركيا تنظر إلى المنطقة من منظار واحد وهو المساواة بين جميع دول المنطقة وبعيدا عن أي حسابات خاصة.. والذين يشككون في علاقات تركيا بدول الجوار ويتهمونها بالعثمانية الجديدة انما هم قلقون من النجاح الذي حققناه في هذه العلاقات على أساس سليم وصحيح وتحقيق الحد الأقصى من المصالح المشتركة.
    وأكد الوزير التركي أنه ليس لتركيا أي أجندة خاصة في المنطقة وكل ما تسعى إليه هو الاتفاق مع دولها وشعوبها على الحد الأدنى من المصالح الاستراتيجية المشتركة وبعيدا عن تدخلات الآخرين وعلى أساس متساو دون مراعاة أي فوارق في حجم الدول ومساحاتها وعدد سكانها.. وقال.. إننا نولي دائما تاريخ الدولة العثمانية الأهمية التي نوليها لتاريخ الأمويين والعباسيين بل حتى البيزنطيين وهم جميعا أصحاب حضارات كبيرة في هذه الجغرافيا المشتركة.
    وردا على سؤال عن نتائج الدبلوماسية التركية خلال السنوات الماضية قال داوود اوغلو.. إن بلاده راضية عما تحقق ومازال أمامها الكثير من العمل لتحقيق المزيد في السياسة الخارجية فالعالم يتغير ولا يمكن أن تبقى تركيا كما هي عليه في الماضي.. ولذلك فإن تركيا يجب أن تكون دولة مؤثرة في مجمل المعادلات الإقليمية والدولية وليس دولة متأثرة بها أو منها فقط ونحن الآن نتحمل مسؤولياتنا من أجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية ليس في المناطق المجاورة لنا بل في العديد من مناطق العالم.. وسنعود ونرشح أنفسنا لعضوية مجلس الأمن الدولي عام 2012 بعد أن كنا فيه العام الماضي.
    وتابع الوزير التركي بالقول حول رهان البعض على تبدل السياسة الخارجية التركية في حال تغيير الحكومة.. إن السياسة الخارجية الحالية ستستمر كما هي عليه الحال وأنني واثق تماما أن أي حكومة غير حكومة العدالة والتنمية لا ولن تستطع أن تتراجع عن هذه السياسة التي تبين أنها ناجحة تماما وحققت لتركيا والمنطقة مكاسب مادية ومعنوية عظيمة اقتنع بها المواطن التركي الذي يصوت لحزب العدالة والتنمية لنجاحاته في السياسة الخارجية أيضا.. ورغم انتقادات البعض فإنني أقول إن السياسة الخارجية لتركيا تحولت وباعتراف الكثيرين الى سياسة ذات طابع جديد ومميز كما أن تركيا تحولت الى لاعب أساسي مؤثر في جميع العلاقات الدولية ليس بالكلام فقط بل عمليا أيضا.
Working...
X