Tweet
عيد رأس السنة وعيد الميلاد في روسيا
تاريخ الاحتفال بعيد رأس السنة
عيد رأس السنة هو عيد خاص بالنسبة للروس الذين لا يعتبرونه منطلقا زمنيا فحسب بل وعيدا قادما من عالم الطفولة. من المعروف انه حتى الكبار وليس الاطفال فقط يؤمنون بالاعاجيب. وبين مميزات عيد رأس السنة التي اعتاد عليها الروس تجدر الاشارة الى شجرة
الشربين وضفائر الزهور والالاعيب والهدايا والشموع والاضواء البنغالية والالعاب النارية والشامبانيا والنثار والرقصات في حلقة حول شجرة الشربين وغيرها.
الا ان مثل هذه التقاليد للاحتفال برأس السنة لها تاريخ قصير نسبيا، اذ ان عادة الاحتفال بالعيد وتسميات الاشهر أتت الى روسيا من اوروبا. اما روسيا القديمة فعرفت تسميات الاشهر السلافية المتفقة وظواهر الطبيعة في هذا الحين او ذاك. وعلى سبيل المثال فان شهر نوفمبر/تشرين الثاني كان يطلق عليه ليستوباد اي شهر تساقط اوراق الاشجار.
ومنذ اعتناق الدين المسيحي في روسيا بدأ تعداد التواريخ من شهر مارس/آذار او من عيد الفصح أحيانا. وفي عام 1492 اصدر الامير المعظم إيفان الثالث مرسوما يقضي باعتبار 1 سبتمبر/ايلول بداية للسنة وجنى اتاوة بهذه المناسبة. وكان القيصر ذات يوم يحضر الى الكرملين ليتمكن كل مواطن روسي من مراجعته لطلب المساعدة او الحماية. واحتفل بعيد رأس السنة للمرة الاخيرة على هذا النمط يوم 1 سبتمبر/ايلول عام 1698 الذي شهد احتفالات مهيبة ومبهجة. وحضر القيصر بطرس الاكبر الى كاتدرائية أسبينسكي (صعود العذراء) في الكرملين حيث قام شخصيا بتهنئة الناس بحلول السنة الجديدة.
و قام بطرس الاكبر بعد مرور سنتين بغيير جذري لنظام التقويم، وأمر ببدء تعداد التواريخ في السنة الاولى للقرن الثامن عشر ابتداءا من ميلاد السيد المسيح وليس من موعد خلق الدنيا. وقرر القيصر استعارة تقاليد الاحتفال بعيد رأس السنة من هولندا وغيرها من الدول الاوروبية الغربية، مبررا هذا القرار بحجة تطبيق التقويم الموحد مع شعوب اوروبا الغربية وغيرها من
الشعوب التي تحسب التقويم ابتداءا من ميلاد المسيح وليس من موعد خلق الدنيا الوارد في التوراه. وامر القيصر باعتبار يوم 1 يناير/كانون الاول يوم حلول السنة الجديدة وفرض الحظر على الاحتفال بيوم 1 سبتمبر/ايلول باية طريقة.
كما امر القيصر الذي احب العادات الاوروبية بان يشهد هذا اليوم اطلاق النار من البنادق والمدافع واضاءة الانوار واطلاق الصواريخ الملونة. وبحلول صباح يوم 1 يناير/كانون الاول عام 1700 قدم القيصر ليقود مسيرة احتفالية مهيبة انتهت بألعاب نارية مدوية واطلاق المدافع. وشهد اهالي موسكو في مساء اليوم نفسه اطلاق الصواريخ البارودية الملونة.
شجرة الشربين في روسيا
اعجب بطرس الاكبر بعادة ألمانية تقضي بنصب اشجار الصنوبر والشربين بالقرب من المساكن. فاصدر تعليمات بان يفعل ذلك لرعاياه الروس. وبعد وفاة القيصر الاصلاحي نسي الشعب الروسي تعليماته. لكن روسيا بحلول عام 1840 عودة شجرة الشربين بسبب الشهرة الكبيرة التي صار يحظى بها الكاتب الرومانسي الالماني أرنست هوفمان مؤلف الحكايات وانتشار الثقافة الالمانية في روسيا. وشهدت بطرسبورغ عام 1852 اول احتفال عامٍ رافقته شجرة الشربين.
لم تأتي ثورة عام 1917 بتغييرات سياسية فحسب بل وتغيير عادات الاعياد والاحتفالات. وقد بدأت عام 1927 حملة مكافحة الديانات التي ادت الى الغاء الاحتفال بعيد الميلاد. اما شجرة عيد الميلاد فاعلن انها من مخلفات الماضي الدينية. لكن سنة 1936 شهدت عودة شجرة الشربين الى الاحتفال بعيد رأس السنة، واطلق عليها شجرة رأس السنة بدلا من شجرة عيد الميلاد.
منذ ذلك الحين اصبحت شجرة الشربين المزينة بالنجمة الحمراء المنصوبة في اعلاها ترافق الاحتفال السوفيتي بعيد رأس السنة .
اما شجرة الشربين الرئيسية فتنصب كل سنة في الكرملين، حيث توجه دعوات لحضوره الى الاطفال من كل انحاء البلاد. ولا يزال هذا التقليد قائما لحد الآن . وبالاضافة الى شجرة الشربين في الكرملين تنصب شجرة رأس السنة في كل ساحة رئيسية وفي كل مدن البلاد.
يشترى الروس اشجار الشربين الفواحة في الأسوق المخصصة لبيع شجرة الميلاد، والتي تفتتح في وقت واحد تقريبا في كافة ارجاء روسيا، قبل 10 ايام من حلول السنة الجديدة. وفي موسكو وحدها أكثر من 300 نقطة لبيع الشربين الحقيقي المقطوع توا، والذي يظل عطره فواحا في المنازل والساحات العامة حتى منتصف يناير/كانون الثاني من العام الجديد. وينصب الروس اشجار الشربين في منازلهم وتعلق عليها الزينة المختلفة الصناعية والمبتكرة. وبينها الزينة التقليدية على شكل خيوط فضية طويلة متلألئة مثل الثلج يطلق عليها "المطر" والكرات الملونة الى جانب الحلويات التي يحبها الاطفال. كما من المعتاد ان توضع هدايا للاقارب في اسفل شجرة الشربين. وشهدت الاونة الاخيرة عادة جديدة وهي نصب شجرة الشربين الاصطناعية التي قد تختلف الوانها.
بابا نوئيل (ديد موروز)
تروي الحكايات والاساطير الروسية القديمة عن شيخ اسمه " موروز " او الصقيع يجسد البرد الشتوي. واعتبر في قديم الزمان انه يجمد الماء بعصاه ويحولها الى الجليد. وبعد ان ظهر تقليد الاحتفال بعيد رأس السنة اطلق عليه "ديد موروز" او شيخ الصقيع وهو عجوز يجلب الهدايا للاطفال ويفرحهم. مثيله في اوروبا الغربية هو القديس سانتا كلاوس الذي عاش في القرن الثالث الميلادي بالبيزنطة وكان يعاون الاطفال ويقدم لهم هدايا.
ظهر ديد موروز لاول مرة في روسيا عام 1910 . لكنه لم يحظ بشعبية بين الناس. وفي العهد السوفيتي جاء نموذج جديد له يظهر مع قدوم رأس السنة ويجلب الهدايا للاطفال. ولعبت السينما السوفيتية دورا بارزا في هذا الشأن. وصارت تعرض في الثلاثينات في الاتحاد السوفيتي أفلام روائية ورسوم متحركة تحكي قصة شيخ الصقيع القادم من منطقة القطب الشمالي.
يرتدي ديد موروز (شيخ الصقيع) الروسي معطف الفرو المزخرف والقلنسوة بالفرو والجزمة اللبادية. ولديه لحية بيضاء. ويركب شيخ الصقيع مركبة تجرها خيول ثلاثة.
اتضح مؤخرا ان شيخ الصقيع يحتفل بعيد ميلاده رسميا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني. ويوجد لديه مقر في مدينة فيليكي اوستيوغ
بشمال روسيا. ومن الملاحظ ان تلك المنقطة تشهد اول صقيع اي هبوط درجة الحرارة الى تحت الصفر في هذا اليوم بالذات. ومن المعتاد ان يحضر شيخ الصقيع الى العيد برفقة حفيدتة "سنيغوروتشكا" او فتاة الثلج.
ابتداءا من عام 1999 يبدأ المسار السياحي "فيليكي اوستيوغ – موطن ديد موروز" بالعمل. ويمكن زيارة فيليكي اوستيوغ بركوب القطار السياحي المنطلق من موسكو وبطرسبورغ ومدينة فولوغدا بالاضافة الى مسارات الحافلات المختلفة ( المزيد من التفاصيل في هذا الموضوع في تقريرنا المصور). ويزور فيليكي اوستيوغ ألوف السياح والضيوف. ويتلقى شيخ الصقيع سنويا ما يزيد عن مليون رسالة من الاطفال في مختلف انحاء العالم.
مائدة رأس السنة
يعد تزيين مائدة رأس السنة باطباق عادة خاصة بالنسبة للروس. ومن الاطباق الضرورية فيها انواع من السلطة ومأكولات مختلفة وانواع من الكعكة الروسية. ولا يمكن تصور اي عيد لرأس السنة في روسيا دون سلطة "اوليفيه" المعروفة بالسلطة الروسية الى جانب "الرنجة (السمك المملح) بالشمندر والمايونيز" التي يشكل اساسها السمك المملح المقطوع والمصفوف على شكل طبقات فوق الخضروات المشوية المفرومة. ويزين مائدة العيد طبق "ستودين" اي المرق المتجمد بقطع اللحم. ومن الاطباق الساخنة التقليدية مشويات من اللحم والسمك. ومن الاطباق النادرة خنوص مشوي.
من المعتاد ان يجتمع الروس مساء 31 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام حول مائدة العيد، و يهنيء رئيس الدولة المواطنين في رسالته المتلفزة قبل عشرة دقائق من حلول العام الجديد، وضمن تقليد بات متبعا منذ العهد السوفيتي ومع دقات أجراس ساعة الكرملين يبدأ الناس بتهنئة بعضهم البعض ويدقون كؤوس الشامبانيا، ويطرحون رغباتهم التي لا بد ان تتحق حتما في السنة الجديدة.
رأس السنة بالتقويم القديم
الى جانب الاحتفال بحلول السنة الجديدة فان الروس اعتادوا ايضا على الاحتفال بعيد مشابه آخر او ما يسمى برأس السنة القديم اي بالتقويم القديم. ويعود هذا التقليد الى عهد ما قبل العهد السوفيتي حين تم الانتقال من التقويم القديم او التقويم اليوليوسي الى التقويم الجديد اي التقويم الميلادي او الغريغوري. ويوافق 1 يناير /كانون الثاني اليوليوسي مع 13 ياناير/كانون الثاني الميلادي. ونظرا الى ان الروس يحبون الاعياد والاحتفالاات فانهم يحتفلون بعيد رأس السنة حسب التقويم القديم ايضا.
انتشرت في الاونة الاخيرة بروسيا موضة الاحتفال برأس السنة آخذا بعين الاعتبار دورات التقويم الشرقي. وتحظى الابراج ونصائح المنجمين بشعبية بالغة. لذلك يختار الروس بدلة العيد ويفرشون مائدة رأس السنة آخذا بالحسبان تسميات السنة الصينية. كما انهم يهدون الاصدقاء رموز السنة الصينية القادمة. وتعتبر سنة 2010 حسب التقويم الشرقي سنة النمر. وتنصح الصحف والمجلات الصفراء استقبال السنة الجديدة بارتداء ملابس مخططة صفراء وذهبية. كما ينصح المنجمون ان تحضر على المائدة بضعة انواع من اللحم لتعجب النمر باعتباره رمزا للسنة الجديدة.
الاحتفال بعيد الميلاد
يصادف عيد الميلاد الارثوذكسي في روسيا يوم 7 يناير/كانون الثاني. ويسبقه صوم الميلاد الذي ينتهي في مساء يوم يناير/كانون الثاني بصعود اول نجمة الى السماء. ويزور المؤمنون الارثوذكس وعائلاتهم واطفالهم ليلة يوم 7 يناير/كانون الثاني الكنيسة لحضور قداس ميلاد المسيح. ويقام قداس الميلاد الرئيسي بروسيا في كاتدرائية االمسيح المخلص في موسكو. ويعد عيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني عطلة رسمية في روسيا الى جانب بقية الايام من 1 الى 7 يناير / كانون الثاني. اما 25 ديسمبر/كانون الاول فلا يعتبر عطلة رسمية بروسيا. ويحتفل بهذا العيد ممثلو الطوائف المسيحية الاخرى.
تاريخ الاحتفال بعيد رأس السنة
عيد رأس السنة هو عيد خاص بالنسبة للروس الذين لا يعتبرونه منطلقا زمنيا فحسب بل وعيدا قادما من عالم الطفولة. من المعروف انه حتى الكبار وليس الاطفال فقط يؤمنون بالاعاجيب. وبين مميزات عيد رأس السنة التي اعتاد عليها الروس تجدر الاشارة الى شجرة
الشربين وضفائر الزهور والالاعيب والهدايا والشموع والاضواء البنغالية والالعاب النارية والشامبانيا والنثار والرقصات في حلقة حول شجرة الشربين وغيرها.الا ان مثل هذه التقاليد للاحتفال برأس السنة لها تاريخ قصير نسبيا، اذ ان عادة الاحتفال بالعيد وتسميات الاشهر أتت الى روسيا من اوروبا. اما روسيا القديمة فعرفت تسميات الاشهر السلافية المتفقة وظواهر الطبيعة في هذا الحين او ذاك. وعلى سبيل المثال فان شهر نوفمبر/تشرين الثاني كان يطلق عليه ليستوباد اي شهر تساقط اوراق الاشجار.
ومنذ اعتناق الدين المسيحي في روسيا بدأ تعداد التواريخ من شهر مارس/آذار او من عيد الفصح أحيانا. وفي عام 1492 اصدر الامير المعظم إيفان الثالث مرسوما يقضي باعتبار 1 سبتمبر/ايلول بداية للسنة وجنى اتاوة بهذه المناسبة. وكان القيصر ذات يوم يحضر الى الكرملين ليتمكن كل مواطن روسي من مراجعته لطلب المساعدة او الحماية. واحتفل بعيد رأس السنة للمرة الاخيرة على هذا النمط يوم 1 سبتمبر/ايلول عام 1698 الذي شهد احتفالات مهيبة ومبهجة. وحضر القيصر بطرس الاكبر الى كاتدرائية أسبينسكي (صعود العذراء) في الكرملين حيث قام شخصيا بتهنئة الناس بحلول السنة الجديدة.
و قام بطرس الاكبر بعد مرور سنتين بغيير جذري لنظام التقويم، وأمر ببدء تعداد التواريخ في السنة الاولى للقرن الثامن عشر ابتداءا من ميلاد السيد المسيح وليس من موعد خلق الدنيا. وقرر القيصر استعارة تقاليد الاحتفال بعيد رأس السنة من هولندا وغيرها من الدول الاوروبية الغربية، مبررا هذا القرار بحجة تطبيق التقويم الموحد مع شعوب اوروبا الغربية وغيرها من
الشعوب التي تحسب التقويم ابتداءا من ميلاد المسيح وليس من موعد خلق الدنيا الوارد في التوراه. وامر القيصر باعتبار يوم 1 يناير/كانون الاول يوم حلول السنة الجديدة وفرض الحظر على الاحتفال بيوم 1 سبتمبر/ايلول باية طريقة.كما امر القيصر الذي احب العادات الاوروبية بان يشهد هذا اليوم اطلاق النار من البنادق والمدافع واضاءة الانوار واطلاق الصواريخ الملونة. وبحلول صباح يوم 1 يناير/كانون الاول عام 1700 قدم القيصر ليقود مسيرة احتفالية مهيبة انتهت بألعاب نارية مدوية واطلاق المدافع. وشهد اهالي موسكو في مساء اليوم نفسه اطلاق الصواريخ البارودية الملونة.
شجرة الشربين في روسيا
اعجب بطرس الاكبر بعادة ألمانية تقضي بنصب اشجار الصنوبر والشربين بالقرب من المساكن. فاصدر تعليمات بان يفعل ذلك لرعاياه الروس. وبعد وفاة القيصر الاصلاحي نسي الشعب الروسي تعليماته. لكن روسيا بحلول عام 1840 عودة شجرة الشربين بسبب الشهرة الكبيرة التي صار يحظى بها الكاتب الرومانسي الالماني أرنست هوفمان مؤلف الحكايات وانتشار الثقافة الالمانية في روسيا. وشهدت بطرسبورغ عام 1852 اول احتفال عامٍ رافقته شجرة الشربين.لم تأتي ثورة عام 1917 بتغييرات سياسية فحسب بل وتغيير عادات الاعياد والاحتفالات. وقد بدأت عام 1927 حملة مكافحة الديانات التي ادت الى الغاء الاحتفال بعيد الميلاد. اما شجرة عيد الميلاد فاعلن انها من مخلفات الماضي الدينية. لكن سنة 1936 شهدت عودة شجرة الشربين الى الاحتفال بعيد رأس السنة، واطلق عليها شجرة رأس السنة بدلا من شجرة عيد الميلاد.
منذ ذلك الحين اصبحت شجرة الشربين المزينة بالنجمة الحمراء المنصوبة في اعلاها ترافق الاحتفال السوفيتي بعيد رأس السنة .
اما شجرة الشربين الرئيسية فتنصب كل سنة في الكرملين، حيث توجه دعوات لحضوره الى الاطفال من كل انحاء البلاد. ولا يزال هذا التقليد قائما لحد الآن . وبالاضافة الى شجرة الشربين في الكرملين تنصب شجرة رأس السنة في كل ساحة رئيسية وفي كل مدن البلاد.يشترى الروس اشجار الشربين الفواحة في الأسوق المخصصة لبيع شجرة الميلاد، والتي تفتتح في وقت واحد تقريبا في كافة ارجاء روسيا، قبل 10 ايام من حلول السنة الجديدة. وفي موسكو وحدها أكثر من 300 نقطة لبيع الشربين الحقيقي المقطوع توا، والذي يظل عطره فواحا في المنازل والساحات العامة حتى منتصف يناير/كانون الثاني من العام الجديد. وينصب الروس اشجار الشربين في منازلهم وتعلق عليها الزينة المختلفة الصناعية والمبتكرة. وبينها الزينة التقليدية على شكل خيوط فضية طويلة متلألئة مثل الثلج يطلق عليها "المطر" والكرات الملونة الى جانب الحلويات التي يحبها الاطفال. كما من المعتاد ان توضع هدايا للاقارب في اسفل شجرة الشربين. وشهدت الاونة الاخيرة عادة جديدة وهي نصب شجرة الشربين الاصطناعية التي قد تختلف الوانها.
بابا نوئيل (ديد موروز)
تروي الحكايات والاساطير الروسية القديمة عن شيخ اسمه " موروز " او الصقيع يجسد البرد الشتوي. واعتبر في قديم الزمان انه يجمد الماء بعصاه ويحولها الى الجليد. وبعد ان ظهر تقليد الاحتفال بعيد رأس السنة اطلق عليه "ديد موروز" او شيخ الصقيع وهو عجوز يجلب الهدايا للاطفال ويفرحهم. مثيله في اوروبا الغربية هو القديس سانتا كلاوس الذي عاش في القرن الثالث الميلادي بالبيزنطة وكان يعاون الاطفال ويقدم لهم هدايا.ظهر ديد موروز لاول مرة في روسيا عام 1910 . لكنه لم يحظ بشعبية بين الناس. وفي العهد السوفيتي جاء نموذج جديد له يظهر مع قدوم رأس السنة ويجلب الهدايا للاطفال. ولعبت السينما السوفيتية دورا بارزا في هذا الشأن. وصارت تعرض في الثلاثينات في الاتحاد السوفيتي أفلام روائية ورسوم متحركة تحكي قصة شيخ الصقيع القادم من منطقة القطب الشمالي.
يرتدي ديد موروز (شيخ الصقيع) الروسي معطف الفرو المزخرف والقلنسوة بالفرو والجزمة اللبادية. ولديه لحية بيضاء. ويركب شيخ الصقيع مركبة تجرها خيول ثلاثة.
اتضح مؤخرا ان شيخ الصقيع يحتفل بعيد ميلاده رسميا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني. ويوجد لديه مقر في مدينة فيليكي اوستيوغ
بشمال روسيا. ومن الملاحظ ان تلك المنقطة تشهد اول صقيع اي هبوط درجة الحرارة الى تحت الصفر في هذا اليوم بالذات. ومن المعتاد ان يحضر شيخ الصقيع الى العيد برفقة حفيدتة "سنيغوروتشكا" او فتاة الثلج.ابتداءا من عام 1999 يبدأ المسار السياحي "فيليكي اوستيوغ – موطن ديد موروز" بالعمل. ويمكن زيارة فيليكي اوستيوغ بركوب القطار السياحي المنطلق من موسكو وبطرسبورغ ومدينة فولوغدا بالاضافة الى مسارات الحافلات المختلفة ( المزيد من التفاصيل في هذا الموضوع في تقريرنا المصور). ويزور فيليكي اوستيوغ ألوف السياح والضيوف. ويتلقى شيخ الصقيع سنويا ما يزيد عن مليون رسالة من الاطفال في مختلف انحاء العالم.
مائدة رأس السنة
يعد تزيين مائدة رأس السنة باطباق عادة خاصة بالنسبة للروس. ومن الاطباق الضرورية فيها انواع من السلطة ومأكولات مختلفة وانواع من الكعكة الروسية. ولا يمكن تصور اي عيد لرأس السنة في روسيا دون سلطة "اوليفيه" المعروفة بالسلطة الروسية الى جانب "الرنجة (السمك المملح) بالشمندر والمايونيز" التي يشكل اساسها السمك المملح المقطوع والمصفوف على شكل طبقات فوق الخضروات المشوية المفرومة. ويزين مائدة العيد طبق "ستودين" اي المرق المتجمد بقطع اللحم. ومن الاطباق الساخنة التقليدية مشويات من اللحم والسمك. ومن الاطباق النادرة خنوص مشوي. من المعتاد ان يجتمع الروس مساء 31 من ديسمبر/كانون الأول من كل عام حول مائدة العيد، و يهنيء رئيس الدولة المواطنين في رسالته المتلفزة قبل عشرة دقائق من حلول العام الجديد، وضمن تقليد بات متبعا منذ العهد السوفيتي ومع دقات أجراس ساعة الكرملين يبدأ الناس بتهنئة بعضهم البعض ويدقون كؤوس الشامبانيا، ويطرحون رغباتهم التي لا بد ان تتحق حتما في السنة الجديدة.
رأس السنة بالتقويم القديم
الى جانب الاحتفال بحلول السنة الجديدة فان الروس اعتادوا ايضا على الاحتفال بعيد مشابه آخر او ما يسمى برأس السنة القديم اي بالتقويم القديم. ويعود هذا التقليد الى عهد ما قبل العهد السوفيتي حين تم الانتقال من التقويم القديم او التقويم اليوليوسي الى التقويم الجديد اي التقويم الميلادي او الغريغوري. ويوافق 1 يناير /كانون الثاني اليوليوسي مع 13 ياناير/كانون الثاني الميلادي. ونظرا الى ان الروس يحبون الاعياد والاحتفالاات فانهم يحتفلون بعيد رأس السنة حسب التقويم القديم ايضا.
انتشرت في الاونة الاخيرة بروسيا موضة الاحتفال برأس السنة آخذا بعين الاعتبار دورات التقويم الشرقي. وتحظى الابراج ونصائح المنجمين بشعبية بالغة. لذلك يختار الروس بدلة العيد ويفرشون مائدة رأس السنة آخذا بالحسبان تسميات السنة الصينية. كما انهم يهدون الاصدقاء رموز السنة الصينية القادمة. وتعتبر سنة 2010 حسب التقويم الشرقي سنة النمر. وتنصح الصحف والمجلات الصفراء استقبال السنة الجديدة بارتداء ملابس مخططة صفراء وذهبية. كما ينصح المنجمون ان تحضر على المائدة بضعة انواع من اللحم لتعجب النمر باعتباره رمزا للسنة الجديدة.
الاحتفال بعيد الميلاديصادف عيد الميلاد الارثوذكسي في روسيا يوم 7 يناير/كانون الثاني. ويسبقه صوم الميلاد الذي ينتهي في مساء يوم يناير/كانون الثاني بصعود اول نجمة الى السماء. ويزور المؤمنون الارثوذكس وعائلاتهم واطفالهم ليلة يوم 7 يناير/كانون الثاني الكنيسة لحضور قداس ميلاد المسيح. ويقام قداس الميلاد الرئيسي بروسيا في كاتدرائية االمسيح المخلص في موسكو. ويعد عيد الميلاد في 7 يناير/كانون الثاني عطلة رسمية في روسيا الى جانب بقية الايام من 1 الى 7 يناير / كانون الثاني. اما 25 ديسمبر/كانون الاول فلا يعتبر عطلة رسمية بروسيا. ويحتفل بهذا العيد ممثلو الطوائف المسيحية الاخرى.
Comment