إف إم
قالت لها : ما اسمك و اسم أمك و اسم زوجك و اسم أمه و المواليد؟
أجابت السيدة الصغيرة على الهاتف الإذاعوي (الإف إمي ) عن أسئلتها و قالت بأن اسم زوجها : عزام ... فصمتت عرّافة (الإف إم ) و تنهدت ثم قالت : آسفة يا مرام تنتظرك الآلام فزوجك الأفندي عزام (سيلعب بذيله ) و يكررها ! ... يكرر ماذا (سألتها) قالت : تجربة الزواج يا عزيزتي .. آسفة لكن هذا هو الطالع و حسبما أطالع فلقد سبح كوكبك يوم ولادة عزام باتجاه كوكبه فتناطحا على مقربة من عطارد و تحت نظر الزهرة و كان كل من الدبين الأصغر و الأكبر يلعبان في غفلة عن الشمس مما يدل أن زوجك (سيلعب بذيله) !!
قالت (مرام) و قد تهدج صوتها و انقطعت حبالها الصوتية ما يشبه كلمة (شكراً) وأقفلت سماعة الهاتف !
قارئي العزيز :
بالتقريب و مع بعض التصرف الكاريكاتوري هذا ما سمعته من إحدى إذاعات (الإف إم) السورية منذ أيام التي تقدم السيدة (أم كذا) في فترتها الصباحية لتدخل إلى منازلنا فتخاطب عقول أولادنا و بناتنا لتخلط عقولهم (بطحل القهوة) و دماغهم بمسارات الكواكب التي ترسمها حضرتها كما يشاء كيفها العرافي في مشهد يكاد أن يكون خرافي بحيث يتحقق التنافي بين العقل و البث الإذاعي وأي فعل ثقافي ..
ما يقلقني أن حجم الاتصالات إلى برنامج الأخت (أم كذا) هائل, الأمر الذي جعلني أقارن بين هذا الأمر و أمسية شعرية لأحد أكبر شعرائنا قاطبة حيث كان الحضور على عدد الأصابع و برنامج على الهواء لرائد الفضاء السوري ذو العلم الوافر و الشخصية الرائعة المتوازنة محمد فارس حيث اتصل ثلاثة أشخاص فقط !!
(أين نحن؟) (أين نحن؟ )
أتوجه إلى الإدارات كلها أن انتبهوا فهو ناقوس الخطر في الشأن المعرفي و الثقافي غيّروا أساليبكم ! , ادعموا الكتاب و النشر و الترجمة ! و الفكر العلمي, اذهبوا إلى الناس , ادفعوا مالاً لأجل الثقافة الواعية وارحموا المثقفين الحقيقيين من قدر جوعهم حتى لا يضطروا لبيع المناقيش و سياقة سيارات الأجرة ... فويل لأمة لا تطعم (الكلمة) من خير ما لديها !!
د.محمد عبدالله الأحمد
تنشر في العروبة و المفتاح
قالت لها : ما اسمك و اسم أمك و اسم زوجك و اسم أمه و المواليد؟
أجابت السيدة الصغيرة على الهاتف الإذاعوي (الإف إمي ) عن أسئلتها و قالت بأن اسم زوجها : عزام ... فصمتت عرّافة (الإف إم ) و تنهدت ثم قالت : آسفة يا مرام تنتظرك الآلام فزوجك الأفندي عزام (سيلعب بذيله ) و يكررها ! ... يكرر ماذا (سألتها) قالت : تجربة الزواج يا عزيزتي .. آسفة لكن هذا هو الطالع و حسبما أطالع فلقد سبح كوكبك يوم ولادة عزام باتجاه كوكبه فتناطحا على مقربة من عطارد و تحت نظر الزهرة و كان كل من الدبين الأصغر و الأكبر يلعبان في غفلة عن الشمس مما يدل أن زوجك (سيلعب بذيله) !!
قالت (مرام) و قد تهدج صوتها و انقطعت حبالها الصوتية ما يشبه كلمة (شكراً) وأقفلت سماعة الهاتف !
قارئي العزيز :
بالتقريب و مع بعض التصرف الكاريكاتوري هذا ما سمعته من إحدى إذاعات (الإف إم) السورية منذ أيام التي تقدم السيدة (أم كذا) في فترتها الصباحية لتدخل إلى منازلنا فتخاطب عقول أولادنا و بناتنا لتخلط عقولهم (بطحل القهوة) و دماغهم بمسارات الكواكب التي ترسمها حضرتها كما يشاء كيفها العرافي في مشهد يكاد أن يكون خرافي بحيث يتحقق التنافي بين العقل و البث الإذاعي وأي فعل ثقافي ..
ما يقلقني أن حجم الاتصالات إلى برنامج الأخت (أم كذا) هائل, الأمر الذي جعلني أقارن بين هذا الأمر و أمسية شعرية لأحد أكبر شعرائنا قاطبة حيث كان الحضور على عدد الأصابع و برنامج على الهواء لرائد الفضاء السوري ذو العلم الوافر و الشخصية الرائعة المتوازنة محمد فارس حيث اتصل ثلاثة أشخاص فقط !!
(أين نحن؟) (أين نحن؟ )
أتوجه إلى الإدارات كلها أن انتبهوا فهو ناقوس الخطر في الشأن المعرفي و الثقافي غيّروا أساليبكم ! , ادعموا الكتاب و النشر و الترجمة ! و الفكر العلمي, اذهبوا إلى الناس , ادفعوا مالاً لأجل الثقافة الواعية وارحموا المثقفين الحقيقيين من قدر جوعهم حتى لا يضطروا لبيع المناقيش و سياقة سيارات الأجرة ... فويل لأمة لا تطعم (الكلمة) من خير ما لديها !!
د.محمد عبدالله الأحمد
تنشر في العروبة و المفتاح
Comment