مع بداية الصباح وفي غيهب الغسق أجسد همساتك ضوءاً يشعشع في عتمي وصوتاً يخترق الحواجز والجدران فيستقر حنيني في أعماق ذاتي القاطنة في رحابك وسماك ويفيض بالروح شجون في أمواج إشتياقك فيحطم تجلدي وجليدي وأنا في أحضان عالمكَ الجميل .
كل شيء قابل للزوال
أو للرحيل من عالمي
إلا حبيبي ,,,, !!
فقد كان ومازل بشغاف القلب نبعٌ عذب
وبين العروقِ دمٌ كالسلسبيل
وما أن يعزف حنينه لحن الشوق
حتى تهتز له أجراس نبضي وأوتار أضلعي
ويتوحد ندى عيني مع طيفه
فيغمر الشغف المطلق ليلي ونهاري . سيدي الراقي أيمن الأسعد أشكر حضورك الزمردي في صباح الغسق دمت ودام عبير عبورك .
إني أرى هذا البعد يبعث في جسدي الوهن مثلما يبعث في الأفق الظلام ويزرع في قلبي الرعب كما يزرع الشك في الكلام وأكتشف أن من الهذيان أن أكتب بقلب مشتت لأن حروفي ستشبه النوم أثناء السباحة وكلاهما يؤدي إلى الغرق وأنا لا أريد أن أغرق في مسافات الشغف والهلع فقط أريد أن أغوص في أعماق صباح الغسق .
كان الحب في داخلي كجنين معاق أعرف قبل ولادته أنه سيقتل السعادة في لحظاتي فأجهضته ذات مساء .. ونزفت حتى فرغ جوفي من عفونة أشلائه ،، ووقفت على شرفتي أرنو عبر الأفق ،، وأنتظر منه ذات صباح أن يزرع في أحشائي حب سليماً معافى وإذا به يمد يديه ليهبني غسقه الندي فقررت أن أغلق كل أبواب أحساسي عليه وأكتب لأجله طالما حييت أعترف لكم الأن .. أن من يغفو في أحضاني ،، وأهز بيدي سريره كل ليل ونهار ماهو إلا غسق أهداني أياه الصباح فما أجمله من حب وما أروعه من غسق ..!! سيدي الراقي تموز جميل أن نعشق ولكن الأجمل أن يكون من نعشقه يستحق نبضاتنا أشكر تواجدك وردك الزمردي الشفاف .
كان مساء ينتظر هدية من صباح جلست كعادتي أترقب حضور الحب بخجل أختلس النظر إلى خطوط الأفق الحمراء علني ألمح ما يبتغيه فؤادي مضت دقائق ممزوجة بساعات وثوان مبعثرة مع لهيب الحنين وهاجرت أيامي ليلة وراء ليلة وأنا أتأرجح بين مواسم من الأمل وفصول من اليأس وبينما بدأت أمقت دور الشجرة الصفراء التي تقاوم الريح والمطر وكريات الثلج السوداء بدا طيف ذلك الغسق البديع وكان كقوس قزح في الربيع فانغمس كلّي بين ألوانه ،، وضممت رائحته بشغف والتحفت تضاريسه بكل مافيها من مساحات وكان صباح ذلك الغسق هو الأزل في أعوامي العشقية . سيدي النبيل كمنجاتي أمتن لحضوركِ المرمري بين سطوري ولعبير عبوركَ العالق هنا دمت ودام حبركَ الياقوتي .
من سكون الوسادة ،، يتدفق نهر هذياني
فأهجر النوم ،، لأعانق تراتيل الأفق وإذا بالقمر يحمل حقائبه ويتجه نحو البحر وعلى إيقاع موسيقى الموج يرقص بهدوء وكان الصباح يدنو من أحلامي برفق حاملاً بين كفيه غسقاً وردي اللون ودعت القمر بابتسامة وفرح،،، واحتضنت الصباح بلهفة وشوق وإذا به يفرش الكون من حولي فرشات ونجوم وياسمين فكان مولدي متلازماً مع مولودي الذي أنتظره بشغف . سيدتي الرقيقة ردينة شكراً لأنك هنا
وشكراً لـكل ألوان الجمال
التي نثرتها على سدول
هذا الليل الطويل
وهذا الهذيان
حضورك بمثابة حضور العطر .
ويكون المسافر عائدا ً ,, في ليلة من ليالي الصيف !! يسرع حيناً إذا تذكر ماضيه الذي ؟؟ ويبطئ ليضم باقة من القرنفل ,, أو الياسمين بين أصابعه المرتجفة . يحنو على الصدر الوثير , والشعر اللطيف , وبقايا من أزمنةِ ذلك الوطن , الذي أحبه يوما ً , وما يزال .. في الأفق البعيد , تختلج ولادة صبح ٍ من رحم الغيوم ,, ويكون صباحُ الغسقِ أسطوريا ً معك ِ ؟؟ شمسٌ ليست ككل شموس الأيام الخوالي ,, وغيوم ٌ ليست ْ كالغيوم .. الحب تُرى ,, أسأل نفسي ؟؟ أيغيّر شكل الصباحات وألوان حبات المطر ؟؟؟ في لحظتي التي لا أَملُّ من تكرار ذكراها ,, ابتدأ الخلقُ , وكان ْ !! وكان الصدر وثيرا ً , والشعر لطيفا ً , وتغيرت ألوان حبات المطر ْ.. وصار للصباح ِ وللغسق ِ ألواناً لا تنتهي ,, ومولودا ً في كل يوم ْ , حيٌّ لا يموت ْ ..
ما أسعدني عندما زارني الليل قبل سفره
ليخطني همس أخير على نافذة القدر .. وما أجمل الصباح عندما عاد إلى قلبي الذي أضجره الانتظار ليحاول بناء اسمى وأنا بعيدة اترقب المسافات تلتئم.. وما أجمل نهاري عندما باغتني وجه من أهوى ليأخذ روحي إلى نشوة الضياء حين يتسلل الصباح من الأفق.. وما أجملني وأنا أبوح للمدى أني أعشقه بحجم عيونه وبأني أشتاقه بعشق ، وبأن قامتي تحن لذراعيه ،،ولصدره الذي خبئني كعصفور أضناه السفر وما أروع صباح دخل غرفة المخاض ليضع توأمان عاشقان هما أنا والغسق . سيدي الراقي فراس رهجة لهو شرف عظيم لي ولصباحاتي حضورك الرائع وتعليقك الذي سأضعه وسام على صدر الغسق دمت ودام نثر عبيرك فوق سطوري الياسمين لروحك النبيلة .
Comment