Tweet
في حوارٍ هو الأول من نوعه مع صحيفة خليجية، أكدت رئيسة كوسوفو عاطفة يحيى آغا في مقابلةٍ خصت بها «البيان» دعم الشعب السوري في توقه نحو الحرية من منطلق المعاناة والاضطهاد «العظيمين» اللذين عانت منهما بلادها في الماضي، نافيةً في الوقت ذاته المزاعم الروسية بتدريب عناصر الجيش السوري الحر، المكون من جنود منشقين، على أراضي الدولة الوليدة، ومحييةً الربيع العربي «كتعبير عن رغبة الشعوب بإدارة شؤونها بنفسها»، فيما شددت على رفض الاقتراحات التي تتداول داخل المطبخ السياسي في الجارة التي انفصلت عنها، صربيا، والتي تتحدث عن ضرورة منح وضعية خاصة للأقلية الصربية في كوسوفو أو تبادل أراضٍ، داعية الرئيس الصربي الجديد توميسلاف نيكوليتش إلى تقبل واقع استقلال بلادها، في حين أعربت عن امتنانها للدعم المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة. وإلى نص الحوار:
أكدت وزارة كوسوفو في الحكومة الصربية بأن الرئيس المنتخب توميسلاف نيكوليتش سوف يتبع سياسة مشابهة لسلفه. ألستم قلقون بأن الرئيس القومي الشعبوي الجديد قد يتشدد في القضايا الخلافية مع كوسوفو ما يزيد من تعقيد الوضع؟.
الانتخابات في صربيا شأن داخلي. إن أي انتخابات يجب أن تنتج قادة شرعيين يعكسون مصالح مواطنيهم. والأهم من ذلك، أن يكون لأولئك القادة رؤية تتطلع نحو مستقبل مليء بالسلام والاستقرار في المنطقة عبر تنمية علاقات مبنية على حسن الجوار. إن صربيا، والمنطقة بأكملها، عانت آثاراً وخيمة من السياسات القومية والمتطرفة، والتي استدعت تدخلاً دولياً لإرساء السلام والاستقرار وتمكين ملايين المهجرين من العودة إلى ديارهم.
وبما أن حقبة الهيمنة انتهت، فإن أحداً ليس بإمكانه فرض رؤاه المتشددة على الآخرين. إن كوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة ومعترف بسيادة ووحدة أراضيها من قبل العالم. ولذلك، فإن أحداً لا يخشى تطرف بلغراد، بل إن جمهورية كوسوفو مهتمة بتنمية علاقات مناسبة مع الدولة الجارة صربيا.وفي حين أن قضية من يتسلم مقاليد الحكم هناك أمر داخلي، فإننا نتمنى من القيادة الجديدة في صربيا بأن تتقبل الواقع وتؤسس علاقات حسن جوار جيدة مع جمهوريتنا.
أعطيت صربيا صفة «دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي» بعد استفتاء أقيم في شمال كوسوفو من قبل الأقلية الصربية المتمردة هناك. هل أنتم مستعدون لتقديم تنازلات تقتضي بمنح الأقلية الصربية وضعاً خاصاً مقابل اعتراف بلغراد باستقلال برشتينا؟، وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دوراً ضاغطاً على صربيا إن حاولت تصعيد الوضع؟.
لن يكون هناك أي وضعية خاصة للصرب أو الأتراك والبوسنيين والغجر والغورانيون أو أي تجمعات تعيش في كوسوفو التي هي دولة بنيت على مبادىء مدنية، بحيث أن كل مواطنيها، بغض النظر عن عرقيتهم أو ديانتهم، متساوون في الحقوق على المستويين المحلي والمركزي، وهو حال الصرب الذين يتمتعون بنفس الحقوق على كافة أراضي كوسوفو. كما لن يكون هناك أي تقسيم أو تبادل لأراضينا ولا تبادل للسكان بين جمهوريتي كوسوفو وصربيا.
هذه المفاهيم تعود إلى القرن التاسع عشر، وسببت لنا وللمنطقة بأكملها آلام هائلة لا تزال ماثلة للعيان إلى اليوم. وعلى كل حال، المناطق الثلاث في القسم الشمالي لكوسوفو لا تشكل مجتمعة أكثر من 800 كيلومتر مربع بسكانٍ صرب يبلغ عددهم حوالي 40 ألف نسمة. والاستفتاء آنف الذكر الذي أقيم في تلك المناطق ووجه بمعارضة حتى من قبل بلغراد، في وقتٍ هنالك نحو 100 ألف صربي يعيشون في مناطق أخرى من كوسوفو لم ينظموا أي استفتاء.
الغالبية الساحقة من الصرب في جمهوريتنا مندمجين بشكلٍ تام في المؤسسات الحكومية، حيث إن نائب رئيس الوزراء وثلاثة وزراء هم صرب. إن مستقبل كافة دولة منطقتنا يندرج ضمن إطار الاندماج الأوروبي، وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه فقط عبر مساعدة بعضنا البعض.
الربيع العربي
هناك مخاوف من استحواذ الإسلاميين المتطرفين على الربيع العربي، خاصة بعد انتخابات مصر وتونس. ألا تعتقدون أن المنطقة ما زالت غير مهيئة للديمقراطية وعواقبها؟.
لم تكن الديمقراطية أمراً سيئاً في يومٍ من الأيام لأي بلد. وعلينا جميعاً أن نوفر الظروف للديمقراطية لكي تستلم زمام الأمور. نحن نحيي الربيع العربي كانتفاضة وطنية وتعبير عن رغبة الشعوب بإدارة شؤون نفسها بما يتوافق مع المبادىء الديمقراطية المتمثلة باحترام إرادتها. وعلى مدى التاريخ، لطالما كانت حكومات الشعوب، وليست الحكومات التي تحكم باسم الشعوب، هي من مضت قدماً مع شعوبها.
الثورة السورية
حذرت روسيا من تدريب عناصر الجيش السوري الحر في كوسوفو أو دعمهم عسكرياً. وفي حين أن وزير الخارجية أنور خوجة أكد إقامة صلات مع المعارضة السورية، ألا تعتقدون أن سياسات برشتينا تجعل من البلاد بؤرة عدم استقرار في البلقان؟.
إن جمهوريتنا المستقلة ذات السيادة عامل استقرار وسلام في المنطقة والعالم. لم نكن في يومٍ من الأيام مصدر إيذاء لأي دولة ولم ولن ندرب أي مجموعات على أراضينا. ولكن، كدولة عانت آلاماً واضطهاداً عظيمين في الماضي ندعم كل الحركات والأمم التواقة للحرية، حيث إننا اكتسبنا قدرات مهنية للمشاركة في البعثات الإغاثية والمهمات الإنسانية.
علاقات الإمارات
كيف تقيمون العلاقات الحالية بين كوسوفو والإمارات العربية المتحدة؟، وما هي الوسائل الممكنة لتطويرها؟.
لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعداتٍ طبية وغذائية ضخمة للكوسوفيين خلال فترة الحرب وما بعدها. كما استضفنا وحدة عسكرية إماراتية ضمن قوات حفظ السلام. وبالنيابة عن شعبي، أود أن أعبر عن امتناننا للإمارات العربية المتحدة للدعم والمساعدة التي قدمتها إلينا. وكما هو الأمر بالنسبة إلى أكثر من 90 دولة أخرى اعترفت باستقلال كوسوفو حتى الآن، نود في تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة مع الإمارات ضمن إطار المنظمات الدولية.
نبذة وسيرة
تبلغ رئيسة كوسوفو عاطفة يحيى آغا 37 عاماً، وتعد أول امرأة تتولى مقاليد الرئاسة في جمهورية كوسوفو، وفي دول البلقان، والرابعة منذ الاستقلال عن صربيا العام 2008. وفضلاً عن كونها أصغر من يتسلم زمام الرئاسة في بلادها، فإنها أيضاً الأولى التي لا تنتمي إلى أي حزب سياسي. وكانت تشغل منصب مديرة الأمن الوطني برتبة لواء، وهي بذلك أيضاً صاحبة أعلى رتبة عسكرية بين قريناتها في دول جنوب أوروبا بأكملها. وكغيرها من الأغلبية الألبانية، فإن رئيسة كوسوفو مسلمة. تسلمت عاطفة يحيى آغا الرئاسة في 7 أبريل العام الماضي.
استقلال كوسوفو
تعتبر جمهورية كوسوفو دولة معترف بها جزئيا تقع في جنوب شرقي أوروبا. تحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب. عاصمتها بريشتينا. ويبلغ عدد سكانها مليونين وثلاثمائة ألف نسمة. كما تبلغ مساحتها 10,577 كيلومتر مربع. وكانت كوسوفو منطقة ذاتية الحكم ضمن صربيا حتى 17 فبراير 2008 حين أعلن البرلمان الكوسوفوي بالإجماع استقلالها رغم معارضة بلغراد ودول أخرى مثل روسيا واسبانيا.
أكثر...
أكدت وزارة كوسوفو في الحكومة الصربية بأن الرئيس المنتخب توميسلاف نيكوليتش سوف يتبع سياسة مشابهة لسلفه. ألستم قلقون بأن الرئيس القومي الشعبوي الجديد قد يتشدد في القضايا الخلافية مع كوسوفو ما يزيد من تعقيد الوضع؟.
الانتخابات في صربيا شأن داخلي. إن أي انتخابات يجب أن تنتج قادة شرعيين يعكسون مصالح مواطنيهم. والأهم من ذلك، أن يكون لأولئك القادة رؤية تتطلع نحو مستقبل مليء بالسلام والاستقرار في المنطقة عبر تنمية علاقات مبنية على حسن الجوار. إن صربيا، والمنطقة بأكملها، عانت آثاراً وخيمة من السياسات القومية والمتطرفة، والتي استدعت تدخلاً دولياً لإرساء السلام والاستقرار وتمكين ملايين المهجرين من العودة إلى ديارهم.
وبما أن حقبة الهيمنة انتهت، فإن أحداً ليس بإمكانه فرض رؤاه المتشددة على الآخرين. إن كوسوفو دولة مستقلة ذات سيادة ومعترف بسيادة ووحدة أراضيها من قبل العالم. ولذلك، فإن أحداً لا يخشى تطرف بلغراد، بل إن جمهورية كوسوفو مهتمة بتنمية علاقات مناسبة مع الدولة الجارة صربيا.وفي حين أن قضية من يتسلم مقاليد الحكم هناك أمر داخلي، فإننا نتمنى من القيادة الجديدة في صربيا بأن تتقبل الواقع وتؤسس علاقات حسن جوار جيدة مع جمهوريتنا.
أعطيت صربيا صفة «دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي» بعد استفتاء أقيم في شمال كوسوفو من قبل الأقلية الصربية المتمردة هناك. هل أنتم مستعدون لتقديم تنازلات تقتضي بمنح الأقلية الصربية وضعاً خاصاً مقابل اعتراف بلغراد باستقلال برشتينا؟، وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دوراً ضاغطاً على صربيا إن حاولت تصعيد الوضع؟.
لن يكون هناك أي وضعية خاصة للصرب أو الأتراك والبوسنيين والغجر والغورانيون أو أي تجمعات تعيش في كوسوفو التي هي دولة بنيت على مبادىء مدنية، بحيث أن كل مواطنيها، بغض النظر عن عرقيتهم أو ديانتهم، متساوون في الحقوق على المستويين المحلي والمركزي، وهو حال الصرب الذين يتمتعون بنفس الحقوق على كافة أراضي كوسوفو. كما لن يكون هناك أي تقسيم أو تبادل لأراضينا ولا تبادل للسكان بين جمهوريتي كوسوفو وصربيا.
هذه المفاهيم تعود إلى القرن التاسع عشر، وسببت لنا وللمنطقة بأكملها آلام هائلة لا تزال ماثلة للعيان إلى اليوم. وعلى كل حال، المناطق الثلاث في القسم الشمالي لكوسوفو لا تشكل مجتمعة أكثر من 800 كيلومتر مربع بسكانٍ صرب يبلغ عددهم حوالي 40 ألف نسمة. والاستفتاء آنف الذكر الذي أقيم في تلك المناطق ووجه بمعارضة حتى من قبل بلغراد، في وقتٍ هنالك نحو 100 ألف صربي يعيشون في مناطق أخرى من كوسوفو لم ينظموا أي استفتاء.
الغالبية الساحقة من الصرب في جمهوريتنا مندمجين بشكلٍ تام في المؤسسات الحكومية، حيث إن نائب رئيس الوزراء وثلاثة وزراء هم صرب. إن مستقبل كافة دولة منطقتنا يندرج ضمن إطار الاندماج الأوروبي، وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه فقط عبر مساعدة بعضنا البعض.
الربيع العربي
هناك مخاوف من استحواذ الإسلاميين المتطرفين على الربيع العربي، خاصة بعد انتخابات مصر وتونس. ألا تعتقدون أن المنطقة ما زالت غير مهيئة للديمقراطية وعواقبها؟.
لم تكن الديمقراطية أمراً سيئاً في يومٍ من الأيام لأي بلد. وعلينا جميعاً أن نوفر الظروف للديمقراطية لكي تستلم زمام الأمور. نحن نحيي الربيع العربي كانتفاضة وطنية وتعبير عن رغبة الشعوب بإدارة شؤون نفسها بما يتوافق مع المبادىء الديمقراطية المتمثلة باحترام إرادتها. وعلى مدى التاريخ، لطالما كانت حكومات الشعوب، وليست الحكومات التي تحكم باسم الشعوب، هي من مضت قدماً مع شعوبها.
الثورة السورية
حذرت روسيا من تدريب عناصر الجيش السوري الحر في كوسوفو أو دعمهم عسكرياً. وفي حين أن وزير الخارجية أنور خوجة أكد إقامة صلات مع المعارضة السورية، ألا تعتقدون أن سياسات برشتينا تجعل من البلاد بؤرة عدم استقرار في البلقان؟.
إن جمهوريتنا المستقلة ذات السيادة عامل استقرار وسلام في المنطقة والعالم. لم نكن في يومٍ من الأيام مصدر إيذاء لأي دولة ولم ولن ندرب أي مجموعات على أراضينا. ولكن، كدولة عانت آلاماً واضطهاداً عظيمين في الماضي ندعم كل الحركات والأمم التواقة للحرية، حيث إننا اكتسبنا قدرات مهنية للمشاركة في البعثات الإغاثية والمهمات الإنسانية.
علاقات الإمارات
كيف تقيمون العلاقات الحالية بين كوسوفو والإمارات العربية المتحدة؟، وما هي الوسائل الممكنة لتطويرها؟.
لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعداتٍ طبية وغذائية ضخمة للكوسوفيين خلال فترة الحرب وما بعدها. كما استضفنا وحدة عسكرية إماراتية ضمن قوات حفظ السلام. وبالنيابة عن شعبي، أود أن أعبر عن امتناننا للإمارات العربية المتحدة للدعم والمساعدة التي قدمتها إلينا. وكما هو الأمر بالنسبة إلى أكثر من 90 دولة أخرى اعترفت باستقلال كوسوفو حتى الآن، نود في تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة مع الإمارات ضمن إطار المنظمات الدولية.
نبذة وسيرة
تبلغ رئيسة كوسوفو عاطفة يحيى آغا 37 عاماً، وتعد أول امرأة تتولى مقاليد الرئاسة في جمهورية كوسوفو، وفي دول البلقان، والرابعة منذ الاستقلال عن صربيا العام 2008. وفضلاً عن كونها أصغر من يتسلم زمام الرئاسة في بلادها، فإنها أيضاً الأولى التي لا تنتمي إلى أي حزب سياسي. وكانت تشغل منصب مديرة الأمن الوطني برتبة لواء، وهي بذلك أيضاً صاحبة أعلى رتبة عسكرية بين قريناتها في دول جنوب أوروبا بأكملها. وكغيرها من الأغلبية الألبانية، فإن رئيسة كوسوفو مسلمة. تسلمت عاطفة يحيى آغا الرئاسة في 7 أبريل العام الماضي.
استقلال كوسوفو
تعتبر جمهورية كوسوفو دولة معترف بها جزئيا تقع في جنوب شرقي أوروبا. تحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب. عاصمتها بريشتينا. ويبلغ عدد سكانها مليونين وثلاثمائة ألف نسمة. كما تبلغ مساحتها 10,577 كيلومتر مربع. وكانت كوسوفو منطقة ذاتية الحكم ضمن صربيا حتى 17 فبراير 2008 حين أعلن البرلمان الكوسوفوي بالإجماع استقلالها رغم معارضة بلغراد ودول أخرى مثل روسيا واسبانيا.
أكثر...