قالت ريم الذوادي مسؤولة الاتصال في جمعية الامارات للحياة الفطرية التي تعمل بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة في تصريح لـ "البيان": إن نتائج الدراسات التي قامت بها الجمعية بالتعاون مع الصندوق أظهرت أن القطاع المنزلي مسؤول عن 57 % من البصمة البيئية في الإمارات يليه القطاع الخاص بحوالي 30%، مشيرة إلى أن الامارات شهدت زيادة كبيرة في عدد سكانها وطفرة اقتصادية إيجابية سريعة في السنوات ألأخيرة مما أدى إلى ارتفاع مستوى الطلب على الموارد الطبيعية المحدودة.

وكشف تقرير الكوكب 2012 الذي ينشره الصندوق العالمي لصون الطبيعة كل عامين عن ارتفاع البصمة البيئية في الامارات، مؤكدا انه لو عاش كل شخص في العالم كما نعيش في الامارات لاحتجنا الى 4 كواكب ونصف لتلبية حاجتنا من الموارد الطبيعية، داعيا الى العمل على خفض الضغط على الموارد الطبيعية لضمان توازن الأنظمة البيئية واستمرارية ازدهارها وتطورها من أجل بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

وأوضحت الذوادي انه من خلال المرحلة الأولى لمبادرة الإمارات للبصمة البيئية تمكنت الجمعية من خلال هذه المبادرة في بناء القدرات المحلية ومعرفة الأنشطة التي ساهمت في ارتفاع البصمة البيئية، وأيضا في معرفة أهمية الدور الذي يمكن لقطاعات المجتمع المختلفة أن تلعبه في خفض بصمة الإمارات البيئية.

مبادرة

ومن أهم ما قدمته المبادرة هو برنامج محاكاة حاسوبي لبناء سيناريوهات مختلفة من أجل تقييم السياسات المستقبلية التي تستهدف قطاعي الطاقة والمياه وكيفية تأثيرها على البصمة البيئية في البلاد حتى عام 2030 . وساعدت هذه الادارة صناع القرار في معرفة ما سيترتب عن السياسات البيئية المستقبلية والاثر الذي قد تتركة على البصمة البيئية حسب تقديرات هذه الاداة، حيث انه اذا ما تم تطبيق الخطط الاكثر طموحا والتي تركز على توفير استهلاك الطاقة والمياه في أبوظبي فإن الامارات تستطيع خفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل الى 40% بحلول عام 2030، وبناء على النجاحات الرئيسية للمشروع حتى الآن ستركز المرحلة المقبلة من المبادرة على دراسة خيارات لسياسات بيئية يمكن لها ان تترك اثرا سريعا من اجل المواصلة في خفض البصمة البيئية للبلاد.

وقالت: سنركز في المرحلة القادمة العمل على المرحلة الثانية لمبادرة البصمة البيئية التي انضمت إليها الإمارات من خلال وضع مواصفات ومقاييس لتطوير كفاءة الانارة الداخلية في الدولة من خلال المباني المختلفة للحد من استهلاك الطاقة وعلى إجراء تقييم اجتماعي-اقتصادي للسياسات التي طورتها المبادرة في مرحلتها الأولى.

حملة أبطال الإمارات

وقالت: ان ارتفاع البصمة البيئية في الامارات دفع الجمعية الى إطلاق حملة أبطال الإمارات التوعوية بالشراكة مع هيئة البيئة-أبوظبي التي هدفت إلى ترويج أنماط الحياة المستدامة وتشجيع الجميع على تبني تغييرات سلوكية لترشيد استهلاك الطاقة والماء.

ويوفر موقع الحملة heroesoftheuae.ae معلومات وفيرة حول كيفية خفض استهلاك الطاقة والماء في المنزل وفي المكتب، وتعمل الحملة كذلك مع الشركات من خلال برنامج القطاع الخاص لحملة أبطال الإمارات والذي يهدف إلى توفير التوجيه والإرشادات المناسبة لمساعدة الشركات على خفض انبعاثاتها الكربونية. وقد كان مبنى وزارة البيئة والمياه أول من انضم إلى البرنامج، وأشارت دراسة الحالة التي اقامتها الحملة عن المبنى إلى إمكانية خفض حوالي 40% من استهلاك المياه و20% من استهلاك الطاقة من خلال تبنى تغييرات تقنية بسيطة وتشجيع تغيير السلوكي.

وأشارت الذوادي الى ان الجمعية تعمل مع شركاء مبادرة الإمارات للبصمة البيئية (وزارة البيئة والمياه، مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية والشبكة العالمية للبصمة البيئية) على تحديد القطاعات والأنشطة المسؤولة عن ارتفاع البصمة، وبناء أداة نموذجية لتقييم تأثير السياسات البيئية المختلفة والتي تستهدف قطاعي الطاقة والماء من خلال انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. كما أدت دراسات المبادرة إلى إطلاق مبادرات توعوية للعمل على خفضها.

10 سنوات من الانجازات

وردا على سؤال حول الانجازات التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها قبل عشر سنوات في الامارات قالت الجمعية التي تأسست عام 2001 تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، تعمل بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة والتي تعتبر إحدى أهم المنظمات البيئية المستقلة في العالم. وهي تعرف عادة باسمها الكامل (جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة) وتتمحور أهداف الجمعية حول خفض البصمة البيئية، ومكافحة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي في الإمارات والمنطقة، وذلك من خلال تطبيق مشاريع محافظة مبنية على أساس علمي، وكذلك إنشاء مبادرات تتركز حول التعليم ورفع مستوى الوعي البيئي واقتراح سياسات وخطط بيئية تهدف إلى تحقيق تغيير بيئي إيجابي طويل المدى.

وأوضحت انه في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي لعبت الجمعية دوراً هاماً في إعلان محمية (وادي الوريعة) كأول محمية جبلية في الإمارات وذلك بعد إجرائها مسحاً للحياة البرية التي تقطن الوادي لتقييم التنوع البيولوجي في هذه المنطقة الفريدة.

كذلك عملت الجمعية على بناء القدرات المحلية من خلال تطبيق اتفاقية سايتس (اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض)، من خلال إجراء ورشات تدريبية مكثفة لموظفي الجمارك .

الحفاظ على السلاحف البحرية

وقالت مسؤولة الاتصال في الجمعية: ان من ضمن مشاريع حماية التنوع البيولوجي أيضاً مشروع المحافظة على السلاحف البحرية، وهو مشروع بحثي علمي يمتد على مدى ثلاثة سنوات (هو في سنته الثالثة حالياً)، والذي يهدف إلى جمع معلومات عن سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض من خلال تتبع مسالك هجراتها وتحديد الاماكن الحيوية لبقائها باستخدام تقنية التتبع عبر الأقمار الصناعية. تعاون مع الهيئات



قالت ريم الذوادي: تؤمن الجمعية بأن تحقيق أثر إيجابي على بيئتنا يحتاج إلى منهجية متكاملة مبنية على العمل المشترك والتعاون، ونحن نلتزم بتحقيق أهدافنا من خلال تأسيس شراكات استراتيجية مع الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية. وكجمعية غير ربحية نحن شاكرين للدعم المادي المقدم من رعاة المشاريع الذي يساعدنا في تطبيق مشاريعنا ومبادراتنا، وللشركات المشاركة في برنامج عضوية الشركات وللدعم الذي نحصل عليه من متطوعينا. لولا الدعم القوي والمتين من شركائنا وداعمينا ورعاة مشاريعنا ومتطوعينا ووسائل الإعلام وأفراد المجتمع، لما تمكنا من الاستمرار في عملنا من أجل استدامة الإمارات والعالم من أجل أجيال المستقبل.

وحول مستوى الوعي البيئي لدى افراد المجتمع قالت الذوادي ان هنالك ارتفاعا طردياً في مستوى الاهتمام بالقضايا البيئية، سواء من خلال عدد الفعاليات والمنتديات التي تتناول القضايا البيئية أو من خلال المساهمة في مشاريعنا المختلفة أو من خلال الدعم الإعلامي المطرد للأنشطة والمواضيع البيئية.

ومن خلال مشاريعنا، شهدت السنتان الأخيرتان ارتفاعاً مطرداً في عدد الشركات الساعية لتصبح إحدى أبطال الشركات في برنامج القطاع الخاص لحملة أبطال الإمارات، حيث توجد الآن 41 شركة مشاركة تعهدت بالالتزام بشروط البرنامج الصارمة الثلاثة لخفض استهلاكها للطاقة والماء، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف رقم المجموعة الأصلية المكونة من 12 شركة في عام 2010.

ساعة الارض



أكدت ريم الذوادي ان حملة ( ساعة الارض) في الامارات شهدت هذا العام دعما غير مسبوق ومشاركة الإمارات السبع في الحملة، وتغطية إعلامية واسعة وشاملة، مشيرة الى ان رسالة الحملة وصلت إلى ما يقارب ثلاثة ملايين شخص من خلال وسائل الاتصال المختلفة. بل إن العديد من المؤسسات عملت بجهد من أجل جعل ساعة الأرض أكثر من مجرد ساعة، وهناك العديد من الأمثلة من شركات ومدارس وأفراد يبرهنون على التزامهم البيئي سواء بتنبي سلوكيات بيئية إيجابية، او بمساعدتنا على نشر الوعي حول القضايا البيئية وهذه المبادرات التي نشهدها في عملنا تشكل إلهاماً لفريقنا للاستمرار في جهودنا. وبإمكاننا جميعاً، من منازلنا ومدارسنا ومكاتبنا بأن نلعب دوراً حيوياً في بناء مستقبل مستدام للإمارات وللمنطقة.



أكثر...