Announcement

Collapse
No announcement yet.

(بوشكين) شاعرروسيا الأعظم وأصوله الأفريقية وحكاية مصرعه

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • (بوشكين) شاعرروسيا الأعظم وأصوله الأفريقية وحكاية مصرعه

    (بوشكين) شاعرروسيا الأعظم
    وأصوله الأفريقية وحكاية مصرعه
    أصل بوشكين:
    تشير الدراسات المختلفة إلى أن أصول (بوشكين) ترجع إلى أفريقيا ، ومن خلال البحث وجدنا اختلاف في اسم الدولة التي انحدرت منها عائلته :
    · يذهب البعض إلى أن (بوشكين) هو سليل العائلة العربية التونسية (بو سكين) ، ذلك إن القياصرة بعد تأسيسهم لدولتهم القوية واتخاذهم من سان بطرسبرج عاصمة الدولة ، كان لابد لهم من الحصول على أفضل أسلحة وتحديدا الخناجر ، وكانت شهرة (بو سكِّين) العربي التونسي في صناعة الخناجر كبيرة ، فقد كان أمهر صانعي عصره ، وبدلا من استيراد الخناجر قرر القياصرة استيراد المصنع مع الصانع ، وهكذا تحت بريق الإغراءات المادية استقر (بوسكين) في سان بطرسبرج حيث أنجب هناك ولده (ألكسندر) ، ومع
    مرور الزمن حرَّف أسم (بوسكين) إلى (بوشكين) لسلاسة اللفظ على اللسان الروسي .

    · يقول الشاعر الإيطالي (جوفاني) أثناء تناوله للسيرة الذاتية لـ(بوشكين) إنه ينتمي إلى أسرة تنحدر من القرن الأفريقي ، وقد نشرت (مجلة التضامن) في صفحتها الأولى مقالا تحت عنوان " بوشكين شاعر روسيا العظيم أرتري الجنسية " حيث ذكرت إن عائلته التي يعتقد أنها مسلمة رحلت عن (ارتريا ) عبر ميناء مصوع ، وكان جده الخامس يسمى " سلطان " و أسباب هذا الرحيل مجهولة .
    · ويرجع البعض أصوله إلى الحبشة ، ويذهب إلى أن أمه ( ناديشد أوسيبافنا) كانت حفيدة (إبراهيم هانيبال) الجد الأكبر لـ(بوشكين) ، وفي دراسة للعالم الأنثروبولوجي (د. أنوشتين) قام في التسعينات من القرن الماضي تمكن فيها من إثبات الانتماء العرقي والقومي:
    (لإبراهيم هانيبال) حيث أكد أنه كان " حبشي الجنسية وله بشرة سمراء داكنة " ، وقد اختطفه الأتراك وهو في الثامنة من عمره ، وأرسل إلى مدينة القسطنطينية حيث اشتراه السفير الروسي الذي قام بإهدائه بعد ذلك إلى القيصر بطرس الأكبر (بيتر العظيم) ،وكان من الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول ، الذي أرسله إلى فرنسا لتعلم العلوم العسكرية ... إلى آخر القصة ، ونتيجة لتأثر(بوشكين) بتاريخ جده (إبراهيم) كتب رواية بعنوان (عبد القيصر بطرس الأكبر) يحكي فيها قصة هذا الجد .
    وسواء كانت أصوله من أفريقيا أو من غيرها فإننا ننظر إلى الرجل وإلى أعماله وإلى ما ترك من إبداع وتأثير .

    مصرع بوشكين :
    في عام 1931 تزوج (بوشكين) من فتاة رائعة الجمال ، تدعي ( نتاليا نقولا لايفنا جونتشاروفا )
    وراح يعيش معها حياة القصور والصالونات الارستقراطية في موسكو ، ويقال أن البلاط هو من دبر بعض المؤامرات ضده من أجل الإيقاع به ، مما أدي في النهاية إلى حدوث تلك المبارزة الشهيرة التي أدت إلى مقتله وهو في السادسة والثلاثين من عمره ..
    يذكر كل من الناقد والأكاديمي الانجليزي (ت.ج. بينيون) في كتابه المهم (قصة حياة بوشكين) والباحث الإيطالي وخبير التاريخ السلافي (سيرين فيتالي) في كتابه (زر بوشكين) أن أحد النبلاء الفرنسيين المقيمين في موسكو(البارون جورج دانتيس ) أغرم بزوجة (بوشكين) وحاول مغازلتها لكن هذه الزوجة كما تشير رسائل (دانتيس) إلى عرابه (البارون غيركيز) إلى أنها رفضت ابتزازه وبقيت مخلصة لزوجها ، واعتبر (بوشكين) أن هذا العمل إهانة شخصية له أو انتقاصا لشرفه ، فتحداه وطلبه للمبارزة ، وكانت تلك هي العادة السائدة آنذاك ، وتمت المبارزة بالمسدسات لا بالسيوف ، كما كان يحصل في القرون الوسطى ، وكانت النتيجة إصابة، (بوشكين) إصابة قاتلة ولكنه لم يمت إلا بعد ثلاثة أيام من ذلك التاريخ ..
    كان مصرعه فجيعة للأدب وللثقافة الإنسانية كلها .
    عندما سمع السفراء المعتمدون آنذاك في روسيا نبأ وفاته كتبوا إلى حكوماتهم :
    " فقدت روسيا شاعرها الأعظم في عز عطائه " .
    ويختم (ت.ج. بينيون) شهادته قائلا : " إن سقوط (بوشكين) وهو في عز الشباب ساهم في تشكيل أسطورته ، فلو أنه عاش طويلا لاضطر إلى تكرار نفسه من خلال كتابات عديدة ، ولكان الناس ملوا منه ، أما إنه مات وهو في أوج الإبداع فإنه ترك وراءه ذكرى عطرة ، ذكرى لا تنسى ، لا تمحوها الليالي ولا الأيام ، لقد حصل له ما حصل للشاعر الإنجليزي اللورد بايرون الذي سقط في عز شبابه أيضا دفاعا عن اليونان وحريتها واستقلالها ، و هكذا يموت الشعراء الكبار وهم في عمر الزهور " .
    وأضيف هنا : أن مصرع (ليرمنتوف) لم يختلف إطلاقا عن مصرع صاحبه وصديقه (بوشكين). فقد قتل في مبارزة بالمسدسات ومات ولم يتجاوز من العمر (27) عاما ،كما قتل ( اللورد بايرون) و (طرفة بن العبد) وعمره (26) عاما وكما مات (أبو القاسم الشابي) في نفس عمر (طرفة) .
    عندما مات (بوشكين) تجمع عشرات الألوف لمرافقة نعشه المحمول على فرس مطهمة ، لم تستطع الجموع تحمل هذه الفاجعة فهجموا على الفرس ، حلوا أطقمها وسيورها ورمتها في نهر (النيفا) ، وهو أمر جعل أحد البسطاء الروس يقول واجما : " يا إلهي !! لقد شاهدت موت عديد من العسكريين ، غير إني لم أشاهد جنازة كجنازة هذا الجنرال " ، ولما أحست الدولة بتلك القوة التي تقف وراءه قررت السلطات على عجل نقل الجثمان من الكنيسة المركزية في قلب بطرسبورغ وإعادة دفنه في الضواحي .
    كُتب على النصب التذكاري لـ (بوشكين) في مدينة (لنينجراد) أبياته التالية :
    وســأظل طويلا عزيزا على شعبي
    لأنني قد أيقظت بقيثارتي مشاعر طيبة
    ولأنني باركت الحرية في زمني القاسي
    ودعوت بالعطف على الســاقطين
Working...
X