Tweet
منتخبنا .. تاه بين الحماس
وعقدة تخطي الدور الأول ..!
وعقدة تخطي الدور الأول ..!
صحيح أن منتخبنا الأول كبُر على نفسه وتناسى المنغصات التي مرّ بها قبل البطولة وقدم مباراة كبيرة مع المنتخب السعودي الشقيق توجها بفوز مثير ، إلا أن الآلام التي ذبحت الكرة السورية كانت ماثلة وحاضرة في الدوحة بالرغم من كل التفاؤل الجماهيري باللاعبين وخاصة بعد الفوز الأول ، ولم نربح أو نتعادل مع اليابان لكننا خسرنا معه بشرف ، وخسارتنا مع منتخب الأردن الشقيق أعادت بنا الذاكرة إلى البطولات الأربع الماضية التي شاركنا بها وكان حدنا فيها الدور الأول ، ولكن السؤال الذي يؤرق جماهيرنا الكروية العاشقة لمنتخبها وهو ، هل حقاً أن حدنا الدور الأول في أهم بطولة في قارتنا الكبيرة آسيا ، أم أننا نستطيع تجاوز هذه المحنة ؟ ..!
والجواب هو أن حدودنا أكثر من ذلك لأننا نملك المواهب الكروية بشرط أن نتعدى الحدّ الذي وضعنا فيه جهابذة كرة القدم السورية الذين ما زالوا يتبادلون أدوار انتهاك حرمة هذه الكرة منذ عشرات السنين ، وأصبح خيار كرتنا الوحيد الاعتماد على كوادر كروية أبعدت عن العمل الكروي عن سابق إصرار وتصميم وحان الوقت لكي يأخذوا فرصتهم الخبرات الفنية في حمص وبعض لاعبي المنتخب الوطني الذين لعبوا في آخر بطولة لأمم آسيا في العام 1996 أدلوا بآرائهم ، فماذا قالوا ؟ ..! العقلية الكروية المكبلة بالرؤى الفردية سبب رئيسي في التراجع ..!
++ الكابتن نبيل السباعي ( خبرة كروية ) : 
مر المنتخب بظروف إدارية صعبة انعكست على الناحية الفنية فتغيير المدربين المتعدد وقدوم مدرب جديد قبل أيام من البطولة انعكس سلباً على الأداء الفني للفريق ، ولو استمر المدرب الوطني الحكيم مدرباً كان أفضل من تكليف مدرب أجنبي حتى لو كان مدرباً في الدوري السوري ، ومع ذلك قدم اللاعبون جهداً مضاعفاً أمام السعودية المرتبكة وحققوا فوزاً مثيراً ، لكن المبالغة في المغامرة الهجومية أمام المنتخب الياباني أدى إلى الخسارة وأمام الأردن وضح جلياً فارق اللياقة إضافة إلى الأخطاء الدفاعية القاتلة وعدم التفاهم بين الدفاع والحارس وكل هذا أدى إلى إهدار فرصة التأهل للدور الثاني ، ومع كل ذلك أقول أن المنتخب كمجموعة أدى ما عليه بحماس اللاعبين وحبهم لن يعملوا شيئاً مفيداً لمنتخبهم وبلدهم فهم يملكون الموهبة الكروية لكنهم يفتقدون لتكريس هذه الموهبة التي لن تتم إلا باستقدام مدرب كبير قادر على الإيفاء بمتطلبات الكرة السورية ، وقد حدث معنا هذا الأمر في العام 1982 عندما لعبنا في بطولة العالم العسكرية ووقتها تم استقدام مدرب إنكليزي اسمه على ما أذكر وليم بيل استطاع هذا المدرب من خلال خبرته الكبيرة أن يقتنص لمنتخبنا العسكري المركز الثالث في بطولة العالم العسكرية ، والمهم اليوم أن نسعى لرأب الصدع في الكرة السورية وهو بالدرجة الأولى إداري وساعتها يمكن أن نصل لتحقيق أحلامنا الكروية ..!
++ المدرب السابق أسامة يبرودي :
كرتنا تمتلك مواهب كروية لا يملكها أي منتخب عربي ، لكن المشكلة تكمن في الإستراتيجية والعقلية الكروية المكبلة بالرؤى الفردية الخالية من العلمية والتخطيط السليم وهذه العقد تضر بكرتنا ومستقبلها ، ومشاركتنا الأخيرة في أمم آسيا لم تكن كما نشتهي لأن المنتخب مر بظروف غير طبيعية قبل البطولة فليس من المعقول أن يقبع المنتخب في ظل عدة أفكار تدريبية مع عدم وجود مباريات استعدادية قوية ، فلو درب المنتخب مدرب واحد بفكر تدريبي واحد لكان أحد أهم المنتخبات المشاركة ومع ذلك فاللاعبون كبروا على كل هذه الآلام ولعبوا بحماسهم وحسهم الوطني الذي يفتقده أي منتخب آخر وفازوا على المنتخب السعودي وجاروا المنتخب الياباني المدجج بالمحترفين بالدوري الأوربي ولكنه انكشف مع الأردن ولم يستطيعوا تجاوزه لعدة أسباب أهمها الضغط الكبير الذي عاشوه في ظل التجييش الإعلامي الوهمي ، والمهم أننا لن نتخطى حدود الأول فيما لم نستثمر الطاقات الكروية الكامنة ,ان نستخلص من هذه البطولة الدروس والعبر لكي يكون عملنا علمياً وبإستراتيجية واضحة المعالم لنصل لأهدافنا بأن نرى منتخباً يحقق طموحاتنا وذلك ليس ببعيد ..!
++ اللاعب الدولي السابق رضوان عجم :
خرجنا من بطولة أمم آسيا الحالية بشرف قياساً للإمكانيات المتواضعة التي توفرت للمنتخب من معسكرات خارجية ومباريات استعدادية قوية ناهيك عن المشاكل المتعددة التي عاشتها الكرة السورية والمنتخب من تغيير مدربين وتكليف تيتا قبل عشرة أيام من البطولة ، لذا تبدو النتائج التي حققها منتخبنا مشرفة بالفوز على السعودية ومجاراة اليابان ولم تكمل معه أمام المنتخب الأردني ، والمهم أن المنتخب خرج ويجب أن تتم دراسة الواقع بكل جرأة وموضوعية والمحافظة على هذا المنتخب واستقدام مدرب عالمي بغض النظر عن تكلفته المادية ليقوده برؤيته وليس برؤية الآخرين الذين لا يفقهون شيئاً سوى علاقاتهم ومصالحهم ، وأنا كلاعب سابق في كل المنتخبات الوطنية بدءاً من الناشئين وصولاً للرجال وشاركت ببطولات عربية وقارية وعالمية أستطيع أن أقول أن منتخبنا وكرتنا اليوم تحتاج إلى هيكلية إدارية من خلال التخطيط العلمي المدعوم بالحس الوطني وساعتها يمكن أن نجهز منتخباً وطنياً قوياً يستطيع مقارعة الكبار ..!
++ اللاعب الدولي السابق نادر جوخدار :
كوني كنت أحد اللاعبين المشاركين بآخر بطولة لأمم آسيا في العام 1996 ، أستطيع أن أقول أن مشاركة منتخبنا بالبطولة الحالية بعد غياب ثلاثة دورات متتالية أسعدني جداً ، فمنتخبنا الحالي يضم نخبة من اللاعبين المميزين وما ينقصهم الخبرة التي لن تأتي إلا من المباريات الاستعدادية القوية مع منتخبات عالمية وهذا ما لم يتحقق قبل انطلاق البطولة الحالية ، والسبب برأيي ضعف الإمكانيات المالية والمشاكل التي نخرت بكرتنا قبل المشاركة بالبطولة بأيام قليلة ، كما أن عدم وجود مدرب عالمي ذو قدرات تدريبية عالية أحد الأسباب المهمة التي أدت لخروجنا من الدور الأول ، وحتى نحقق المعادلة الصحيحة يجب إعادة النظر بالاتحاد الكروي الحالي بتعيين رئيس جديد من الخبرات الكروية التي لم تأخذ حقها وأبعدت عن العمل عن سابق إصرار وتصميم ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على الكرة السورية وأن يختار الرئيس الجديد فريق عمل منسجم مع تطلعاته التي تنصهر مع أفكارهم ، فالعقلية الكروية الحالية بعيدة عن تحقيق طموحاتنا وهاهو الأمير نواف يستقيل من منصبه لمجرد الخسارة مع منتخبنا فهل يفعلها الاتحاد الحالي لخروجه من البطولة خالي الوفاض ؟ والكرة في ملعب المعنيين ..!
الصحفي نزار جمول
Comment