انسحب المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان، أمس، من المشهد السوري، بإعلانه تقديم استقالته من منصبه، مخلفاً وراء خطته لحل الأزمة أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ بدء مهمته في مارس الماضي، بحسب مركز توثيق الانتهاكات، ووصف نفسه بـ «المجنون» لقبوله المهمة، فيما احتدمت المعارك في مدينة حلب، حيث قصف الجيش الحر بالدبابات مطاراً لقوات النظام التي استهدفت بدورها المدينة بالمروحيات. وشنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات للمرة الأولى في محيط القصر الجمهوري بالعاصمة دمشق.

وأعلن أنان في جنيف أنه قدم «استقالته»، معتبراً أنه لم «يتلق كل الدعم الذي تتطلبه المهمة». وقال أنان في مؤتمر صحافي أعلنته الأمم المتحدة في اللحظة الأخيرة: «لم أتلق كل الدعم الذي تستحقه المهمة... هناك انقسامات داخل المجتمع الدولي. كل ذلك ساهم في تعقيد واجباتي»، لافتاً إلى السباب والشتائم داخل مجلس الأمن. إلا أنه أبدى تفاؤله «باستمرار خطة النقاط الست للسلام، ومجموعة أصدقاء سوريا». وأضاف لدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه سيجري اختيار شخص آخر لخلافته: «العالم مليء بأناس مجانين مثلي».

إلى ذلك، صادق الرئيس الأميركي باراك أوباما على تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 12 مليون دولار للسوريين، للمساعدة في التخفيف من وطأة «الفظائع الرهيبة» التي يرتكبها النظام، كما كشفت مصادر أميركية مطلعة أن أوباما وقع أمراً سرياً يجيز تقديم دعم أميركي لمقاتلي الجيش الحر.

وتسارعت التطورات على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن، حيث تمثلت باشتباك بين قوات بشار الأسد والجيش الأردني، غداة تفقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قواته المرابطة على الحدود مع سوريا.



أكثر...