Announcement

Collapse
No announcement yet.

التشكيلي رياض نعمة فنان عراقي يطور الواقعية التعبيرية بالتناغم البصري والإنساني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التشكيلي رياض نعمة فنان عراقي يطور الواقعية التعبيرية بالتناغم البصري والإنساني

    لوحات الفنان العراقي رياض نعمة.. تطوير الواقعية التعبيرية ومقدرة على تبيان تكوينات التناغم البصري والإنساني

    دمشق-سانا

    يرصد الفنان العراقي رياض نعمة الفن البصري ويطبقه في رسم جماليات التضاد بين الألوان إلى جانب تضمينه فن الغرافيك في معرضه الذي افتتح مساء اليوم في صالة رفيا للفنون والذي يعد استمرارا لتجربته الفنية في الموضوع والأسلوب مع تأكيد وتطوير لواقعيته التعبيرية ومقدرة على تبيان تكوينات التناغم البصري والإنساني.

    ويخرج الفنان نعمة في معرضه الذي حمل عنوان الشارع من عباءة الرومانسيات في فنون التشكيل فأطلق للريشة الحرية الكاملة في رصد الزمن المعاش واختار ثيمة الطفل ليعطيه أكثر من فرصة اللعب واللهو ويتحدى الحرب والحصار والخراب المتمثل في الجدار متأثرا بما يجري بما يحدث في العراق جراء الاحتلال.

    ويحاول نقل هذه التأثيرات ومحاكاة الواقع وهذا ما يظهر في أعماله المفتاح وخطوة والحقيبة والشارع وغيرها من اللوحات التي تتأكد فيها التقنية العالية المملوكة بحرفية من قبله ومقدرته على تطويع اللون ليتناغم مع الغرافيك الذي غلب عليه اللون الرمادي ذو السمة المنفعلة وكأنه ينتشل جزءاً من المشاهدات اليومية ويضعها على الجدار.

    ويقترح الفنان نعمة بأسلوبية عالية نوافذ على الحياة في العراق تتيح إلقاء نظرة على ركام إنساني منسي ضمن تعامل فني متميز ومنظور غير تقليدي يقترب من الحس الوثائقي حيث تصبح قيمة اللوحة بمقدار إخلاصها لتفاصيل الحياة اليومية لا لطاقتها في التعبير.

    وفي تصريح لوكالة سانا قال الفنان رياض نعمة إن هذا المعرض ينتمي لتجربتي الفنية التي ما زال فيها الموضوع محافظاً على روحه لكن التكنيك اختلف وأصبح الجدار الذي كنت أشتغله بطريقة التصوير التقليدية العادية والآن تطور ليرتبط بعلاقة مع الفوتوغراف وتقنية السيلسكرين مشيراً إلى أنه بعد أن ينجز الجدار يعمل على إدخال مفردات وعناصر مختلفة تكنيكياً عن المرحلة السابقة.

    وأشار نعمة إلى أنه تعمد الفصل بين الجدار الذي يمثل الذاكرة والواقع وبين العنصر الذي يمثله الطفل في مسعى لخلق نوع من الدهشة في اللوحة.

    ويلمح المشاهد لأعمال نعمة تناوباً وتبادل أدوار بين الجدار والعنصر ويبرر نعمة ذلك بأن تحريك الذوق الفني عند الجمهور والاعتماد على ثقافته في إسقاط الدلالات واكتشاف خفايا العنصر والجدار.

    وحول كيفية جمعه بين الجدار الذي جاء بلون الرمادي الحامل للتعقيدات وبين الطفل الذي أتى بعدة ألوان مفرحة وما يمثله من نقاء إنساني بين نعمة أن الطفل في لوحاته هو عنصر افتراضي واختزال للحالة الإنسانية النقية التي لا بد أن تواجه الحياة بكل مضامينها مشيراً إلى أن هذا الجمع هو محاولة لردم الهوة بين اليومي والعملية الثقافية والاقتراب من الواقع بطريقة فنية.

    ويؤكد نعمة أن الطفل العراقي نتيجة تأثره به وقربه منه يشكل ملهمه في إدراك الحالة الفنية وتشكيل الأبعاد الأساسية لتجربته الفنية إلا أن الحالة الموجودة في لوحته يمكن إسقاطها على الكثير من أطفال العالم الذين يعانون من هموم التشرد والمعاناة بفعل الاحتلال.

    من جانبه لفت الفنان أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة إلى حداثة التقنية التي يشتغل بها الفنان نعمة أعماله وقال: إنه يملك جرأة في إدخال الألوان على سطح القماش المشبع بالغرافيك حتى تبدو في بعض الأحيان وكأنها مشغولة بتقنية الكولاج وهذا يدل على مقدرته في الرسم وقوة إحساسه.

    وأضاف عبد الحميد إن الرؤية التشكيلية الجيدة تظهر في أعمال الفنان نعمة كما يظهر فهمه المتمكن لفن الغرافيك يعطيه المقدرة على إظهار بهذه البراعة في اللوحة مشيراً إلى أن أي عمل فني يفقد قيمته ما لم يرتبط بالإنسان وبحاجاته وهواجسه بحيث يمكن لأي إنسان أن يجد ذاته في العمل الفني.

    يشار إلى أن الفنان التشكيلي رياض نعمة المولود في بغداد عام 1968 والمقيم في دمشق منذ أكثر من عشر سنوات هو خريج كلية الفنون الجميلة في بغداد عام 1992 وأقام العديد من المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه وله مقتنيات في العديد من الدول العربية والأجنبية وعرف عنه خطواته الجريئة ومنجزه في أعمال واقعية وتعبيرية وتجريدية لكنه قدم مؤخراً أعمالا تقترب من الواقع مع اعتماد على الأسلوب التعبيري المحكوم بالعوامل الذاتية والإنسانية.

    باهل قدار
Working...
X