ضمير أبو كامل
د.محمد عبدالله الأحمد
و الله يا أستاذ نجحت المؤسسة دائماً عندما كانت قفا الإدارة على الكرسي و عيونها على العمال و فشلت عندما صارت قفاها على العمال و عيونها على الكرسي.
لأبي كامل ضمير ، ليس كأي ضمير ! لازال يصنع الشاي و القهوة في المؤسسة منذ أربعين عاماً و حين أرادوا أن يحيلوه على التقاعد ، قدم طلباً يرجو فيه إبقاءه في العمل كعامل يومي .
منذ مدة حدث تحول في حياة أبي كامل عندما جاء مفتش حكومي يسأل عن أحوال المؤسسة وجمع كلاً من المدير و نوابه و رؤساء الأقسام ليناقش حال المؤسسة ..
كان أبوكامل يقدم القهوة بصمت مثلما يفعل دائماً ، و يسمع أطراف الحديث ، و كان المفتش يسأل :
- يا أساتذة حال المؤسسة إلى تراجع ، لماذا ؟
- نحن لا نأل جهداً و كلنا حرص على تنفيذ التعليمات سعادة المفتش (قال المدير).
- و أنت يا نائب المدير ماذا تقول ؟
- إن العمل واجب وطني و قومي و علينا خدمة المواطنين و .....
- (قاطعه قائلاً) : لا أريد خطباً رنانة التقارير التي تصل إلينا تدل على وجود خلل في مؤسستكم مع أن هذه المؤسسة مر عليها وقت كانت فيه من أنجح المؤسسات!
و أنا شخصياً كنت أعمل فيها و أعرفها ...
- (صمت)
- إذا لم تجدوا لي تفسيراً فسأسأل أبا كامل ... نعم أبوكامل سيقول الحقيقة . و استدار إلى أبي كامل وسط اندهاش الجميع و دهشة الرجل العجوز الذي ارتجفت يداه يسأله :
- قل لي أبا كامل لماذا تفشل هذه المؤسسة ؟
- .... أرجوك أستاذ أنا لا أعرف شيئاً (بخوف)
- بل أنت من يعرف و قد عملت معي و تعرف لأنك صاحب ضمير و القصة الآن تحتاج فقط للضمير ! قل يا أبا كامل لا تخف !
- ..... (بصوت خافت علا تدريجياً) و الله يا أستاذ نجحت المؤسسة دائماً عندما كانت قفا الإدارة على الكرسي و عيونها على العمال و فشلت عندما صارت قفاها على العمال و عيونها على الكرسي.
ترك المفتش المؤسسة و كتب في تقريره أن كل قفا ادارية يجب أن تتمتع بالذكاء و التصميم و ضمير ابي كامل .
د.محمد عبدالله الأحمد
و الله يا أستاذ نجحت المؤسسة دائماً عندما كانت قفا الإدارة على الكرسي و عيونها على العمال و فشلت عندما صارت قفاها على العمال و عيونها على الكرسي.
لأبي كامل ضمير ، ليس كأي ضمير ! لازال يصنع الشاي و القهوة في المؤسسة منذ أربعين عاماً و حين أرادوا أن يحيلوه على التقاعد ، قدم طلباً يرجو فيه إبقاءه في العمل كعامل يومي .
منذ مدة حدث تحول في حياة أبي كامل عندما جاء مفتش حكومي يسأل عن أحوال المؤسسة وجمع كلاً من المدير و نوابه و رؤساء الأقسام ليناقش حال المؤسسة ..
كان أبوكامل يقدم القهوة بصمت مثلما يفعل دائماً ، و يسمع أطراف الحديث ، و كان المفتش يسأل :
- يا أساتذة حال المؤسسة إلى تراجع ، لماذا ؟
- نحن لا نأل جهداً و كلنا حرص على تنفيذ التعليمات سعادة المفتش (قال المدير).
- و أنت يا نائب المدير ماذا تقول ؟
- إن العمل واجب وطني و قومي و علينا خدمة المواطنين و .....
- (قاطعه قائلاً) : لا أريد خطباً رنانة التقارير التي تصل إلينا تدل على وجود خلل في مؤسستكم مع أن هذه المؤسسة مر عليها وقت كانت فيه من أنجح المؤسسات!
و أنا شخصياً كنت أعمل فيها و أعرفها ...
- (صمت)
- إذا لم تجدوا لي تفسيراً فسأسأل أبا كامل ... نعم أبوكامل سيقول الحقيقة . و استدار إلى أبي كامل وسط اندهاش الجميع و دهشة الرجل العجوز الذي ارتجفت يداه يسأله :
- قل لي أبا كامل لماذا تفشل هذه المؤسسة ؟
- .... أرجوك أستاذ أنا لا أعرف شيئاً (بخوف)
- بل أنت من يعرف و قد عملت معي و تعرف لأنك صاحب ضمير و القصة الآن تحتاج فقط للضمير ! قل يا أبا كامل لا تخف !
- ..... (بصوت خافت علا تدريجياً) و الله يا أستاذ نجحت المؤسسة دائماً عندما كانت قفا الإدارة على الكرسي و عيونها على العمال و فشلت عندما صارت قفاها على العمال و عيونها على الكرسي.
ترك المفتش المؤسسة و كتب في تقريره أن كل قفا ادارية يجب أن تتمتع بالذكاء و التصميم و ضمير ابي كامل .