Tweet
مبروك...
جالك بنت
كان يسير في بهو المشفى ذهابا وايابا وعلامات التوتر بادية عليه،
كان العرق يتصبب منه رغم تساقط الثلج في الخارج، نظر الى ساعته التي كانت تشير الى الرابعة عصرا...
وفجاة سمع صراخ زوجته التي كانت تعاني الام المخاض في الغرفة المجاورة،
وكلما كانت زوجته تصرخ كان يهتف في اعماقه((اللهم كن معها-الهم ارزقني بنتا)).
كان الوقت يسير ببطء وكانت الساعة لاتتحرك.وبينما هو على ذاك الحال المضطرب سمع صوت بكاء طفل
قادم من غرفة الولادة،فانفرجت اساريره وقالL(الحمدلله))...
واخيرا فتح الباب وخرجت منه الممرضة العجوز ووجهها متجهم،نظر اليها محدقا في التفاصيل التي
ارتسمت على ذاك الوجه الذي لاينساه فاحس بالخوف،تقدم من الممرضة بخطوات سريعة وسالها
بصوت متقطعL
خير شوفي؟هل جرى لزوجتي مكروه لاسمح الله؟)،فردت عليه وهي تتابع سيرهافي البهو الطويل: لااطمئن زوجتك بخير، بس..فقاطعها:بس شو؟وهنا ردت عليه باقتضاب وكانها تخبره بخبر
كارثة: اجاك بنت...وماان سمع منها هذه الجملة حتى انفرجت اساريره وعلت الابتسامة وجهه،
ومن قلب محروق صرخ: الحمدلله، واخرج من جيبه مبلغا من المال واعطاه للممرضة على هذه البشرى
وهي بغاية الدهشة...وماهي الادقايق قليلة حتى خرجت الام وطفلتها من غرفة الولادة وهما تستقلان سريرا انيقا
كانه يخت صغير وتتجهان نحو الغرفة التي اعدت لاستقبالهما...
نظر الى تلك الطفلة المستلقية باالسرير لاول مرة فاحس بانها ملاك صغير هبط عليه من السماء،
قال في اعماقه
(الحمدلله بنت وجميلة))...تذكر في تلك اللحظة ان هذا اليوم هو يوم ميلاده فقال:ياللصدفة العجيبة في يوم ميلادي تاتيني هذه الهدية الربانية كاجمل ماتكون الهدايا،
واردف قائلا: احمدك يارب...
وعندها حمل تلك البنت لاول مرة في حياته وضمها الى صدره وقبلها اول قبلة،
احس احساسا غريبا لم يحسه من قبل وكانه يعيش تجربة الابوة لاول مرة،رغم ان لديه اثنان من الذكور...
مضت السنون وكبرت الملاك الصغير واصبحت تلك البنت في ريعان الصباا،
الا انه بقي يراها تلك الطفلة الجميلة التي هبطت عليه كالملاك ذات يوم......
اولادنا اكبادنا تمشي على الارض
Comment