الذكرى الغضه
ضاقت ذرعا بالدنيا وما فيها ، الكآبة تسيطر على تقاسيمها ، والحزن يسكن فؤادها ،نبع من التشاؤم واليأس ينساب عبر أوردتها .
تحاول الترويح عن نفسها ، تترجل إلى الحديقة ، تنتظر وتترقب قدوم الفجر بفارغ الصبر ، فيأتيها كشيخ وهن يخطو لاهثا متكئا على عصاه متأرجحا مترنحا متعثرة خطاه وسط ظلمة تلازمه كصديق حميم ،تنتظر أيادي الشمس لتشيح ظلمة هذا الفجر دون جدوى .
بدت لها إطلالة الفجر كإنسان مكلوم يرتدي ثياب الحداد . أيقنت أن هناك أمر مريب قد حصل للكون . و:ان القمر قد اغتيل أو أميتت الشمس . انتظرت بزوغ الشمس طويلا ولكنها خيبت أملها ولم تتجلى لها مما أكد ظنونها أنها رحلت إلى الدار الآخرة .
اعتلت أرجوحة في الحديقة فأخذت تميد بها .تخيلت نفسها وسط نعش تتلقفه الأيدي لكسب الأجر .
حاولت دثر تلك الفكرة اللعينه التي تسيطر على تفكيرها والتفتت إلى زهور حديقتها ،فوجدتها تدمع بنداها ووجدت باحمرارها لون الدم وباصفرار أخرى لون شحوب الموت ، وباللون البنفسجي المزرق لون الإختناق ، كما تخيلت لون اخضرار الأوراق لون غطاء تشييع الجثامين.
الكآبة تسيطر على المكان تنعي أحد ما مجهول الهوية والإسم .
أهي الشمس واحتجب القمر يبكيها أم هو القمر فحجبت الشمس نفسها حبيسة خدرها تعتد لموته .
الوجوم والحزن يسيطران على السماء والكآبة والصمت يجثوان فوق الأرض ،
تطيل التأمل لما حولها ، تنهمر دموعها متتابعة بصمت يبوح وينطق .
ترفع نظرها إلى السماء تتأمل الغيوم فتجدها تشاطرها شعورها بالقنوط والحزن ، تخيلت المزن تبكي وتنسال دموعها على وجنات أوراق الشجر .يخيل لها أن أصوات الرياح نحيبا تهتز له دواخلها ويقشعر منه جلدها .
أصوات عويل الكلاب ينذر بوقوع شيء ما غير معروف .أصوات الرعد كأنها أصوات قنابل تنشر الموت ، ونيران البرق تنذر بقرب عقاب جهنم وجحيمها .
تتداخل الأصوات عبر أذنيها وتمتزج لتكون موجة تلتف حول نفسها لتولد دوامة تتمركز وتنسحب لتغرق في سمعها فتدخلها ضمن دوامة أكبر .
كل شيء حولها يبكية ويفتقده ويوقظ فيها ذكرى فقده ، الذكرى الغضة التي لا تتجاوز اليوم .
أتتخيل كل ذلك ؟ أم هو حقيقة واقعة ؟ وهل الكون كله يشاطرها شعورها المكلوم ؟ الشعور الذي جعلها تنظر إلى الكون من خلال غلالة حزن حالت دون نظرها إلى أي شيء الا من خلالها .
جرت خطاها وعادت إلى غرفتها . جعلت تتفقد كل شيء بنظرات لا تقوى على النظر . كل ما في المكان لا يزال ينفث برائحة أنفاسه وقد ترك علية أثر من آثاره ، فثوبه معلق مشنوقا على المشجب ، عطره الذي لم يبقى به سوى وشجات قابعا مكانه ينتظر عودته ،حذاؤه كما تركه تعتلي إحدى فردتاه الأخرى . دولابه لا يزال يعج بملابسه وأمتعته ، .
أين تهرب من كل ذلك ؟ وماذا تفعل بل ماذا تستطيع فعله ؟
لا شيء سوى الا ستسلام لقدر خالقها الذي اختاره إلى جواره في لحظة لم تكن في الحسبان دون سابق إنذار .
جمعت قواها ، بدأت تجمع صوره التي تغطي الجدران وتدسها في باطن الدولاب حتى تتلافى نظراته التي تلا حقها في كل مكان .
دخل عيها صغيرها ........... أين بابا يا ماما ......؟ أريده أن يأخذني إلى الملاهي ، غص حلقها واغرورغت عيناها ، غرقت كلماتها بعبرات متعلقمة حاولت ابتلاعها ولكن حجمها كان أكبر من أن تستوعبه مساحة حلقها فاختنقتها . صمتت لبرهة لاستعادة قوى شجاعتها ثم أجابته .............لقد سافر يا حبيبي ..............سافر بعيدا لفترة طويله .
ضاقت ذرعا بالدنيا وما فيها ، الكآبة تسيطر على تقاسيمها ، والحزن يسكن فؤادها ،نبع من التشاؤم واليأس ينساب عبر أوردتها .
تحاول الترويح عن نفسها ، تترجل إلى الحديقة ، تنتظر وتترقب قدوم الفجر بفارغ الصبر ، فيأتيها كشيخ وهن يخطو لاهثا متكئا على عصاه متأرجحا مترنحا متعثرة خطاه وسط ظلمة تلازمه كصديق حميم ،تنتظر أيادي الشمس لتشيح ظلمة هذا الفجر دون جدوى .
بدت لها إطلالة الفجر كإنسان مكلوم يرتدي ثياب الحداد . أيقنت أن هناك أمر مريب قد حصل للكون . و:ان القمر قد اغتيل أو أميتت الشمس . انتظرت بزوغ الشمس طويلا ولكنها خيبت أملها ولم تتجلى لها مما أكد ظنونها أنها رحلت إلى الدار الآخرة .
اعتلت أرجوحة في الحديقة فأخذت تميد بها .تخيلت نفسها وسط نعش تتلقفه الأيدي لكسب الأجر .
حاولت دثر تلك الفكرة اللعينه التي تسيطر على تفكيرها والتفتت إلى زهور حديقتها ،فوجدتها تدمع بنداها ووجدت باحمرارها لون الدم وباصفرار أخرى لون شحوب الموت ، وباللون البنفسجي المزرق لون الإختناق ، كما تخيلت لون اخضرار الأوراق لون غطاء تشييع الجثامين.
الكآبة تسيطر على المكان تنعي أحد ما مجهول الهوية والإسم .
أهي الشمس واحتجب القمر يبكيها أم هو القمر فحجبت الشمس نفسها حبيسة خدرها تعتد لموته .
الوجوم والحزن يسيطران على السماء والكآبة والصمت يجثوان فوق الأرض ،
تطيل التأمل لما حولها ، تنهمر دموعها متتابعة بصمت يبوح وينطق .
ترفع نظرها إلى السماء تتأمل الغيوم فتجدها تشاطرها شعورها بالقنوط والحزن ، تخيلت المزن تبكي وتنسال دموعها على وجنات أوراق الشجر .يخيل لها أن أصوات الرياح نحيبا تهتز له دواخلها ويقشعر منه جلدها .
أصوات عويل الكلاب ينذر بوقوع شيء ما غير معروف .أصوات الرعد كأنها أصوات قنابل تنشر الموت ، ونيران البرق تنذر بقرب عقاب جهنم وجحيمها .
تتداخل الأصوات عبر أذنيها وتمتزج لتكون موجة تلتف حول نفسها لتولد دوامة تتمركز وتنسحب لتغرق في سمعها فتدخلها ضمن دوامة أكبر .
كل شيء حولها يبكية ويفتقده ويوقظ فيها ذكرى فقده ، الذكرى الغضة التي لا تتجاوز اليوم .
أتتخيل كل ذلك ؟ أم هو حقيقة واقعة ؟ وهل الكون كله يشاطرها شعورها المكلوم ؟ الشعور الذي جعلها تنظر إلى الكون من خلال غلالة حزن حالت دون نظرها إلى أي شيء الا من خلالها .
جرت خطاها وعادت إلى غرفتها . جعلت تتفقد كل شيء بنظرات لا تقوى على النظر . كل ما في المكان لا يزال ينفث برائحة أنفاسه وقد ترك علية أثر من آثاره ، فثوبه معلق مشنوقا على المشجب ، عطره الذي لم يبقى به سوى وشجات قابعا مكانه ينتظر عودته ،حذاؤه كما تركه تعتلي إحدى فردتاه الأخرى . دولابه لا يزال يعج بملابسه وأمتعته ، .
أين تهرب من كل ذلك ؟ وماذا تفعل بل ماذا تستطيع فعله ؟
لا شيء سوى الا ستسلام لقدر خالقها الذي اختاره إلى جواره في لحظة لم تكن في الحسبان دون سابق إنذار .
جمعت قواها ، بدأت تجمع صوره التي تغطي الجدران وتدسها في باطن الدولاب حتى تتلافى نظراته التي تلا حقها في كل مكان .
دخل عيها صغيرها ........... أين بابا يا ماما ......؟ أريده أن يأخذني إلى الملاهي ، غص حلقها واغرورغت عيناها ، غرقت كلماتها بعبرات متعلقمة حاولت ابتلاعها ولكن حجمها كان أكبر من أن تستوعبه مساحة حلقها فاختنقتها . صمتت لبرهة لاستعادة قوى شجاعتها ثم أجابته .............لقد سافر يا حبيبي ..............سافر بعيدا لفترة طويله .
منقول لروعته
Comment