Tweet
أساطير وحكايا التراث السوري
بإخراجات فنية لجورج نحاس في صالة الشعب
بإخراجات فنية لجورج نحاس في صالة الشعب
دمشق - سانا باهل قدار قدم الفنان والباحث جورج فائق نحاس من خلال معرضه الذي افتتح مساء أمس في صالة الشعب للفنون الجميلة أكثر من خمسين عملاً فنياً شكلت صورة بانورامية لمجمل اشتغالات الفنان عبر 50 عاماً من الدراسة والبحث والتقصي في التراث السوري وكنوزه.
واعتمد نحاس في معرضه على روح الحضارة السورية وتراثها وأساطيرها ليصيغ منها لوحات بخامة الخشب ومنحوتات بخامات متعددة مكسوة بشعور عميق سعى لتكوينه في خيال وذاكرة المشاهد بهدف ربط الماضي بالحاضر.
واستفاد نحاس من هذا التراث الغني الذي يضم جميع المدارس الفنية من خلال أعمال النحت والتصوير الجداري والفسيفساء والفنون التطبيقية وفن الحفر على الأختام الأسطوانية وأعمال الفخار حملتها أعمال مملوءة بجو تعبيري غنائي.
وفي تصريح لسانا قال الفنان نحاس إن هذا المعرض يشكل تلخيصاً لتجربة تزيد على خمسين عاماً قضيتها مهتماً ومتابعاً وباحثاً في الفنون السورية مضيفاً إن الأعمال الموجودة ما هي إلا عودة إلى التراث بهدف إحيائه من جديد والنهل منه مع الإضافة إليها وتحديثها بحيث تتلاءم مع الواقع المعاصر.
وأشار نحاس إلى أن أبرز ما يميز أعماله المتنوعة بين الرسم والنحت المنتقاة من 30 سنة مضت بمعدل قطعة أو قطعتين من كل مرحلة هو التجديد مع إضافة صناعات يدوية وتراث ومهن وأشياء يمكن اقتباسها من الماضي واستغلالها ووضعها في جديد لتغني تراثنا الحاضر وتجربتنا الفنية.
وأكد نحاس أن معرضه يجمع البعدين التوثيقي والجمالي معا وقال إن الأساطير التي أقدمها حاولت عكس الواقع تماماً كما في الأسطورة اليونانية المعروفة روميثيوس التي قدمتها بشكل معاصر من خلال منحوتة الشهيد التي تشكل مرآة للواقع الفلسطيني.
وأوضح نحاس أنه عمل على إبراز الملامح الشرقية لأعماله من خلال استخدام خامات متعددة كالصدف معتبراً أنه من المفيد الاستعانة بهذه التقنيات بهدف تكامل الدلالات الشرقية والتراثية للبيئة المحلية السورية وإظهار غناها.
وألمح الفنان إلى أنه رغم استخدامه أنواعاً متعددة من الخامات كالخشب والأحجار الكريمة وأنصاف الكريمة والشمع والعظم والصدف إلا أنه حافظ على روح واحدة فيها بالأسلوب التعبيري الغنائي في مسعى للخروج بعمل فني يحمل نفحة جديدة غير مطروحة سابقاً.
من جانبه قال الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة إن الفنان نحاس الذي عمل في الفن سنوات عديدة تشرب بالبحث الأثري والتاريخي والفني من العصور القديمة وحتى الوقت الراهن مشيرا إلى أنه فنان متمكن من النحت ولديه خبرة ومعرفة بالمنحوتات السورية من عصور ما قبل التاريخ وحتى عصور ممالك المدن القديمة إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية وحتى المرحلة الإسلامية.
ورأى القيم في معروضات نحاس الكثير من الموروث من خلال منحوتات عشتار وتموز وربة الينبوع ومكتشفات ماري وأوغاريت ومسكنة وتل ليلان وتل عطشانة وتل حلف وغيرها من المواقع الأثرية التي قدمت نماذج ذات أهمية كبيرة في تاريخ النحت والفن التشكيلي القديم معتبراً أنه لا يأخذ من هذا الموروث فقط وإنما يضيف إليه من معرفته ومن ذوقه وحرفيته الفنية.
ووصف القيم المعرض بالبانورامي من خلال منحوتات على الجص والحجر والمرمر والعقيق وعلى مختلف أنواع الحجارة الثمينة ومن الخشب إضافة إلى لوحات مرسومة على الخشب وقال إن هذا التنوع يدل على غنى وتنوع هذه التجربة وعلى تمكن الفنان من فنه ليقدم شواهد من تاريخ الحضارة السورية المتجذرة في التاريخ.
بدوره أشار الفنان أنور الرحبي أمين السر العام في اتحاد الفنانين التشكيليين إلى أن إبداع الفنان نحاس يتجلى في رسمه وترقيمه على ثنايا الجدار المكون من الطين وفي دواخل أعماله رائحة الأختام الأسطوانية فاستطاع من خلال خطوطه الفاترة وعوالمه الساكنة والمتحركة عاطفة الانتماء وسلامة جغرافيا المكان والزمان.
يشار إلى أن الفنان نحاس هو باحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث أقام العديد من المعارض الفردية واشترك في أخرى جماعية داخل سورية وخارجها منذ عام 1959 وحتى عام 1980 حيث تفرغ بعدها للبحث والتأليف ومن مؤلفاته العيد سفين عائم وأساطير الخصب الإنباتي ومكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى.
Comment