Announcement

Collapse
No announcement yet.

بقلم ((ميساء عبدو زقريط )) - قصة " سنونوة وغراب "

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بقلم ((ميساء عبدو زقريط )) - قصة " سنونوة وغراب "

    مجلة صوت الشمال
    قصة " سنونوة وغراب "بقلم : ميساء عبدو زقريط


    سنونوة وغراب - بقلم ميساء عبدو زقريط
    قالت الأرملة صاحبة البيت :
    - ستخلي البيت يا مي ...
    وقعت الكلمات كصاعقة على رأس مي ،نظرت في وجه صاحبة البيت بعينين منكسرتين وفتر ثغرها عن بسمة حزينة ،شعرت دوارا في رأسها ،كيف ستتدبر الأمر ،فليس من السهولة الحصول على منزل بإيجار متواضع ،وجاء الطلب في وقت لا تحسد عليه لأن زوجها لم يجد عمل منذ أشهر ،كانت تشغل الغرفة اليتيمة مع أفراد أسرتها المؤلفة من ثلاثة ورود تزينهم زهرة جميلة .كانت هذه الغرفة جميلة بنظر " مي " لأنها دافئة بأهلها ،ورغم ذلك يترتب عليها أخلاء هذا العش الذي يحمي أفراد الأسرة من برد الشتاء القارس .لا تدري كيف خرجت إلى الشارع ،وحثت خطاها في الشوارع الضيقة وفي عقلها مقولة واحدة أين ستجد ضالتها .بعد لأي وقفت أمام بيت متواضع مؤلف من ثلاثة طوابق ،ضغطت بإصبعها المرتجفة على كبسة الجرس ،وقلبها يدق بعنف شديد ،تسأل نفسها : " يا إلهي ...كيف سيستقبلني صاحب البيت ؟...معظم من يملكون بيوتا للإيجار يتعالون على المستأجر .
    نظر صاحب البيت من كوة المدخل وسألها :
    - ما طلبك ؟.
    تلعثمت بالكلام حين وقع الصوت على مسمعها ،رفعت بصرها إلى كوة الطابق الثاني ،وقع على وجه لم تره سابقا ،لا تدري لما توسمت به خيرا ،وبحزن قالت :
    - هل لديكم بيتا للإيجار .
    - أجل ...
    ثم أردف قائلا :
    - تفضلي مساء عندما تأتي صاحبة البيت .
    عادت إلى أفراد أسرتها دون أن تخبرهم بأنها حظيت بضالتها ،وراحت تعد الدقائق بلهفة ،حتى حان الوقت المحدد ،نهضت مسرعة ،لا تدري كيف ولجت البيت ، جلست على الأريكة ومع ارتشاف القهوة دار الحديث حول البيت ،وقد أفلحت بطلبها ،كانت عيناها تشعان ألقا وهي تقرأ عناوين الكتب التي أعادتها إلى أيام الدراسة وأقرانها الذين تخرجوا من الجامعات ،فهي لم تتابع الدراسة لعدم التفوق ولكن الحسد كان السبب .
    هزت رأسها وسرت بخلدها : " يا إلهي ...كم أنا سعيدة أيكون قد ابتسم لي الحظ وأنا في بيت كاتب ...لابد أنه سيقدم المساعدة إذا طلبت منه أن يطلع على كتاباتي ",
    وهكذا مرت الأيام وأنا أنتقي ما يحلو لي من الكتب وأقرأها بتمعن ،قرأت كافة مؤلفات الأديب المعروف صاحب البيت ،ولم أنس قراءة مؤلفات بعض الأدباء العرب وبعض مؤلفات الأدب العالمي ،إضافة إلى ما قرأته سابقا ،أخذت أكتب ما يجول بخاطري ،منها قصة ( مي والشتاء ) أسرعت إلى زوجة الأديب وناولتها النص بيد مرتجفة ،وطلبت منها بأن تقدمها لزوجها لأعرف رأيه ،بدت الدقائق أعوام وأنا أنتظر بقلق رأي كاتب معروف ...فجأة خرج والبسمة تزين وجهه ،حين ذلك هدأت دقات قلبي ،وشعرت بأنه سيثني على قصتي ،فصدق حدسي ،حين قال :
    - مباركة أنت جديرة في كتابة القصة .
    كنت أنظر إلى السماء التي كانت تنذر بالمطر كان ذلك في نهاية الشتاء ، فغدوت كسنونوة أحلق عاليا ،لكن ثمة غراب حاول أن يسرق فرحتي وحلمي الجميل ،فلم أعره أي اهتمام ،لأن هذا الغراب النرجسي كان يقف بالمرصاد لكل الطيور المغردة ،حتى تلك العصفورة الجميلة التي حكمت عليها الأقدار أن تعيش بجواره لم تسلم من شروره .
    ميساء عبدو زقريط

    سنونوة وغراب
    قالت الأرملة صاحبة البيت :
    - ستخلي البيت يا مي ...
    وقعت الكلمات كصاعقة على رأس مي ،نظرت في وجه صاحبة البيت بعينين منكسرتين وفتر ثغرها عن بسمة حزينة ،شعرت دوارا في رأسها ،كيف ستتدبر الأمر ،فليس من السهولة الحصول على منزل بإيجار متواضع ،وجاء الطلب في وقت لا تحسد عليه لأن زوجها لم يجد عمل منذ أشهر ،كانت تشغل الغرفة اليتيمة مع أفراد أسرتها المؤلفة من ثلاثة ورود تزينهم زهرة جميلة .كانت هذه الغرفة جميلة بنظر " مي " لأنها دافئة بأهلها ،ورغم ذلك يترتب عليها أخلاء هذا العش الذي يحمي أفراد الأسرة من برد الشتاء القارس .لا تدري كيف خرجت إلى الشارع ،وحثت خطاها في الشوارع الضيقة وفي عقلها مقولة واحدة أين ستجد ضالتها .بعد لأي وقفت أمام بيت متواضع مؤلف من ثلاثة طوابق ،ضغطت بإصبعها المرتجفة على كبسة الجرس ،وقلبها يدق بعنف شديد ،تسأل نفسها : " يا إلهي ...كيف سيستقبلني صاحب البيت ؟...معظم من يملكون بيوتا للإيجار يتعالون على المستأجر .
    نظر صاحب البيت من كوة المدخل وسألها :
    - ما طلبك ؟.
    تلعثمت بالكلام حين وقع الصوت على مسمعها ،رفعت بصرها إلى كوة الطابق الثاني ،وقع على وجه لم تره سابقا ،لا تدري لما توسمت به خيرا ،وبحزن قالت :
    - هل لديكم بيتا للإيجار .
    - أجل ...
    ثم أردف قائلا :
    - تفضلي مساء عندما تأتي صاحبة البيت .
    عادت إلى أفراد أسرتها دون أن تخبرهم بأنها حظيت بضالتها ،وراحت تعد الدقائق بلهفة ،حتى حان الوقت المحدد ،نهضت مسرعة ،لا تدري كيف ولجت البيت ، جلست على الأريكة ومع ارتشاف القهوة دار الحديث حول البيت ،وقد أفلحت بطلبها ،كانت عيناها تشعان ألقا وهي تقرأ عناوين الكتب التي أعادتها إلى أيام الدراسة وأقرانها الذين تخرجوا من الجامعات ،فهي لم تتابع الدراسة لعدم التفوق ولكن الحسد كان السبب .
    هزت رأسها وسرت بخلدها : " يا إلهي ...كم أنا سعيدة أيكون قد ابتسم لي الحظ وأنا في بيت كاتب ...لابد أنه سيقدم المساعدة إذا طلبت منه أن يطلع على كتاباتي ",
    وهكذا مرت الأيام وأنا أنتقي ما يحلو لي من الكتب وأقرأها بتمعن ،قرأت كافة مؤلفات الأديب المعروف صاحب البيت ،ولم أنس قراءة مؤلفات بعض الأدباء العرب وبعض مؤلفات الأدب العالمي ،إضافة إلى ما قرأته سابقا ،أخذت أكتب ما يجول بخاطري ،منها قصة ( مي والشتاء ) أسرعت إلى زوجة الأديب وناولتها النص بيد مرتجفة ،وطلبت منها بأن تقدمها لزوجها لأعرف رأيه ،بدت الدقائق أعوام وأنا أنتظر بقلق رأي كاتب معروف ...فجأة خرج والبسمة تزين وجهه ،حين ذلك هدأت دقات قلبي ،وشعرت بأنه سيثني على قصتي ،فصدق حدسي ،حين قال :
    - مباركة أنت جديرة في كتابة القصة .
    كنت أنظر إلى السماء التي كانت تنذر بالمطر كان ذلك في نهاية الشتاء ، فغدوت كسنونوة أحلق عاليا ،لكن ثمة غراب حاول أن يسرق فرحتي وحلمي الجميل ،فلم أعره أي اهتمام ،لأن هذا الغراب النرجسي كان يقف بالمرصاد لكل الطيور المغردة ،حتى تلك العصفورة الجميلة التي حكمت عليها الأقدار أن تعيش بجواره لم تسلم من شروره .
    ميساء عبدو زقريط .
Working...
X