Announcement

Collapse
No announcement yet.

النفط مقابل الصمت

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • النفط مقابل الصمت

    في كتابه (الديكتاتورية المحمية)، يكشف الكاتب الفرنسي «ميشال فولكيه» العديد من خفايا آل سعود ومملكة القهر من الداخل، يقدِّم الكاتب دراسةً كاملةً عن الأسرة الحاكمة في هذه المملكة، التي تعيش مثلها مثل باقي ممالك خليج التآمر، خارج السياق الحضاري للبشرية. يشرح فولكيه بالمعلومة والتفصيل كيف يعتبر الـسعود أنفسهم ملاَّك الأرض، وما عليها من شعبٍ، وما بداخلها من ثروات. يشرح كذلك نزوعهم للمال والترف، واحتكارهم لكل التجارات. يقدم لنا الكاتب كذلك الأمر شرحاً عن الفساد المستشري في كل مفاصل المملكة، إذ إن الأميرَ الذي يُولد لهذه الأسرة تكون له مزايا خاصة لايجاريه فيها أحد، هذا إضافة لغياب القوانين الناظمة للمجتمع والمؤسسات، باعتبار أن المملكة تسبِّح بحمدِ ولي الأمر الذي بيده كلَّ شئٍ، فهو الحاكم المطلق والمقرِّر في كل شيء. كذلك الأمر يتحدث الكاتب عن الصراعات الخفية داخل هذه الأسرة التي تعتبر نفسها صفوة البشر، وطريقةَ معاملتهم لباقي أفراد الشعب وكأنهم عبيدٌ عند مالكٍ مقتدرْ، تلك الصراعات التي لابد أنها ستنفجر يوماً بين الأبناء والأحفاد لتطيح بحكم هذه الأسرة، وتلك المعاملة التي تعيد الشعب إلى عصر العبودية، علماً أن آل سعود لم يوقفوا العمل بالنظام العبودي إلا بالأمس القريب فقط. بشكلٍ عام يمكننا القول إن هذا الكتاب ما هو إلا محاولةٌ للسباحة عكسَ التيار من قبل كاتب تحرر من كافة الضغوط لإظهار الحقيقة، لأن الـسعود عبر تاريخهم الطويل والحافل بالحقد والكراهية حتى على شعبهم، كانوا يخافون من نشر فضائحهم، لذلك سعوا للسيطرة على الإعلام العربي الذي بات يمجد انجازاتهم في دعم الإرهاب والتطرف، وبعض الإعلام الغربي الذي يتجاهل تماماً أي حديثٍ عن هذه العائلة وارتكاباتها. كذلك محاولاتهم الحثيثة للتدخل لدى دول صناعة القرار الغربي لمنع انتشار مثل هذه الفضائح ولو أدى الأمر إلى حدوثِ أزمةٍ دبلوماسية بين هذه الدول وآل سعود، والتي يجري حلها فوراً عبر سلاحي النفط والمال، علماً أنه ومن باب جلد الذات أيضاً يجب علينا الاعتراف أن هذا الأمر كان يُمارس في كل الدول العربية، إذ أين هي الدولة التي كانت تسمح بنشر مثل هذه الكتب؟ وتحديداً زمن (العمل العربي المشترك) هل من أحد فكر أن يسأل أين هو ناصر السعيد ليتابع قضيته، الجميع في أوروبا الآن ينافق في سعيه لمعرفة مصير السياسي المغربي المفقود المهدي بن بركة (مع حرصنا الكامل على معرفة مصيره)، ولكن لماذا لايسألون عن ناصر السعيد مثلاً؟

    أكثر...
Working...
X