Announcement

Collapse
No announcement yet.

القدوة المعاصرة في عيون الشباب العربي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القدوة المعاصرة في عيون الشباب العربي

    القدوة المعاصرة في عيون الشباب العربي




    التقليد والتجريب والبحث عن الذات من أهم سمات مرحلة المراهقة والشباب لذا من الطبيعي أن نجد لدى الشباب تصورا للمثل الأعلى، هذا التصور يلعب دورا رئيسا في تكوين شخصية صاحبه وتحديد توجهاته ورسم مساره.

    من هذا المنطلق تبرز خطورة القدوة السيئة التي من الممكن أن تكون سببا في تفشي الإدمان والانحلال الأخلاقي والتعصب الديني أو المذهبي والنزوع إلى العنف والانتحار وغيرها من الظواهر التي بات مجتمعنا يعاني من آثارها الكثير.

    وبالمقابل صار علينا أن ننتبه أكثر إلى أهمية القدوة الحسنة في حياة الشباب، ابتداء بالأسرة والمدرسة والمجتمع المحيط وصولا إلى النماذج الايجابية العديدة التي من المفروض أن تكرس لها وسائل الإعلام.

    ولا ننسى أيضا دور وسائل الاتصال الحديثة، فالفيس بوك مثلا صار مصنعا للعديد من الشخصيات التي أسست مجموعات بهدف معين وصارت تستقطب العديد من المؤيدين الذين اتخذوا منها قدوة وسلكوا معها نفس المسار، نفس الشيء بالنسبة لبعض المدونين الذين استطاعوا أن يؤثروا في العديد من الشباب من خلال كتاباتهم وأن يكونوا محركا للثورات التي صارت مؤخرا سمة من سمات الشارع العربي.


    في هذا العدد من فرح ومن خلال استطلاعنا هذا، لا نحاول الترويج لشخصية معينة وتقديمها كقدوة، بل نسعى فقط لخلق قناة للتواصل مع الشباب وإعطائهم الكلمة لمعرفة تطلعاتهم والوقوف على أهدافهم في الحياة من خلال الشخصيات المعاصرة التي اختاروها لتكون قدوة لهم .


    الشباب العربي و الهوس بالنموذج الغربي

    اقتربنا من مجموعة من الشباب وحاولنا أن نكتشف الشخصيات المعاصرة التي وقع عليها اختيارهم لتكون مثلا أعلى لهم.

    البعض منهم أبدى إعجابه بمشاهير الرياضة والفن والإعلام والسياسة في العالم الغربي.




    اشرف 16 سنة من المغرب يرى في اللاعب الأرجنتيني "ليونيل ميسي" الحائز على جائزة أحسن لاعب في العالم لسنة010 مثله الأعلى، ويقول باندفاع وحماس كبيرين، أحب طريقة لعب "ليونيل" كثيرا وأحلم أن أصبح لاعبا مشهورا وناجحا مثله.







    منة" 20 سنة طالبة بكلية الآداب بمصر" تحلم أن تكون إعلامية مميزة وناجحة مثل أوبرا.

    و تتفق معها في الرأي زميلتها "ولاء" التي تقول أنها تتابع أوبرا باستمرار وتستفيد منها الكثير، وتراها دائما مبدعة ومتجددة وتجيد اختيار المواضيع، وتعتبرها محاورة من الدرجة الأولى لا مثيل لها بين الإعلاميات المصريات.





    نورس 27 سنة "عامل عراقي يعيش بألمانيا" يرى في "جيفارا" مثلا أعلى له، ويقول، "تحتاج دولة العراق بطلا مثله لتصل إلى بر الأمان."

    انبهار الشباب العربي ب"جيفارا" يبدو واضحا أيضا على موقع "الفيس بوك" حيث تتواجد عدة مجموعات تتخذ من "جيفارا" قدوة ورمزا لها مثل مجموعة جيفارا اليسار، وهي مجموعة سياسية وثقافية واجتماعية تعمل من أجل نشر سياسة الوحدة الوطنية والوعي والتواصل بين الشباب الفلسطيني، ومجموعة عاشقي "جيفارا" -من فلسطين أيضا -التي تهتم بمقولاته وبتمجيد حياته إهداء وتخليدا لروحه، ومجموعة الرفاق التي تضم شبابا من المغرب العربي .





    جيفارا حاضر أيضا في العديد من الثورات والمظاهرات التي يعرفها العالم العربي، وقد رأينا عبر وسائل الإعلام مؤخرا المتظاهرين اليمنيين وهم يحملون صوره في مظاهرة مناهضة للحكومة بصنعاء.









    لماذا نقتدي بالغرب وعالمنا العربي مليء بالنماذج المضيئة؟

    هناك من الشباب من يرفض أن يتخذ من النموذج الغربي قدوة له، العديد ممن شملهم استطلاعنا هذا أكدوا أن العالم العربي مليء بالشخصيات التي تستحق أن تكون قدوة للشباب في جميع المجالات، الدينية والعلمية والفنية والأدبية والاجتماعية والسياسية.





    من بينهم "سعيد قديح" طالب إعلامي ومحرر إخباري من فلسطين والذي قال لفرح، القدوة الحسنة نور يضيء طريق الشباب، وشخصيا أعتبر مراسل الجزيرة "تامر المسحال" قدوة لي لأنه إنسان ناجح في عمله ويتمتع بأخلاق جد عالية، و شخصيته فذة ومؤثرة .








    هديل من سوريا وخلود من قطر تعتبران الداعية عمرو خالد قدوة لهما، وتتابعان دروسه باستمرار.

    تقول هديل، "بفضله التزمت بالصلاة وأصبحت أقرب إلى الله."

    أما خلود، فتقول أنها تستفيد منه ومن توجيهاته في كل شؤون حياتها وتعتبره مثالا جيدا للمسلم المعاصر، وتتمنى أن يرزقها الله زوجا مثله.





    منير "شاب تونسي مقيم بفرنسا" يحلم أن يكون داعية مثل الداعية الشاب "مصطفى حسني" الذي يعتبره القدوة الحسنة للعديد من الشباب في عالمنا المعاصر خصوصا أنهم يحسون بأنه جد قريب منهم سواء في أسلوبه أو مظهره.

    يقول منير، منذ أسبوعين تقريبا تمكنت من أن اهدي زوجتي الايطالية إلى الإسلام بحمد الله وفضله، واستطعت أن استعين بالكثير من أحاديث الداعية "مصطفى حسني" والتي كنت أترجم مضامينها للايطالية لأتمكن من إقناعها بعظمة الإسلام وسماحته.





    أنيس24 سنة طالب جامعي من تونس يقول، "أتمنى أن أصبح معلقا رياضيا ناجحا مثل التونسي "عصام الشوالي"، الذي اعتبره مثلي الأعلى لأنه يعرف كيف يمتع جمهوره بالطريقة التي يعلق بها على مباريات كرة القدم، الشيء الذي يجعله مفضلا لدى العديد من الشباب .





    "محمد مجدي" طالب بكلية العلوم بمصر، اختار العالم "أحمد زويل" ليكون مثله الأعلى في الحياة.

    يقول، "أغلبية أصدقائي يتخذون من لاعبي الكرة والمطربين نماذج يقتدون بها في تصرفاتهم وطريقة لباسهم ويتمنون الوصول إلى شهرتهم وتألقهم، والمؤسف أن هناك منهم من لا يستحق أن يكون قدوة، وبالتالي يصبح للشخصية القدوة هنا تأثير سلبي على الشباب، وبالنسبة لي شخصيا، فانا أعتبر الدكتور "أحمد زويل" قدوة لي لأنه أسطورة في ميدانه، حصل على جائزة نوبل للعلوم و رفع علم مصر عاليا بين الدول، وأثبت قدرة العقل العربي على التفوق على العقول الغربية."




    نورا 30سنة ناشطة بجمعية نسائية مغربية تقول

    أعتبر السيدة "عائشة الشنا" مثالا للنضال والكفاح، لقد تمكنت هذه الإنسانة العظيمة من تحقيق المستحيل بفضل إصرارها، إنها مثال جيد للمرأة المغربية التي تعمل على إنقاذ النساء الضائعات المهمشات وتفتح باب الحياة لأطفال كانوا مهددين بالموت والتشرد والضياع، لذا أحلم أن أكون مثلها وأن أتمكن من إسعاد الآخرين ومساعدتهم على استرجاع حقهم في الحياة.




    ومن المغرب أيضا "صفاء طالبة بكلية العلوم بأكادير" تقول، "أنا جد فخورة بالعالمة المغربية "مريم شديد" وأعتبرها قدوة لي نظرا لتفوقها العلمي، إنها أول عالمة فلك في العالم تصل إلى قلب القطب المتجمد الجنوبي وأول طالبة تنجز الدكتوراه في أكبر مرصد وطني بفرنسا. تمكنت من رفع العلم المغربي عاليا في القطب الجنوبي المتجمد لتبرهن بذلك للعالم أجمع على القدرات الاستثنائية التي تختزنها المرأة المغربية."

    وتضيف صفاء قائلة: "اقتدائي بهذه الشخصية الناجحة في الميدان العلمي لا يمنعني من الاقتداء بشخصيات أخرى في المجال الديني لأننا كمسلمين نؤمن بأن القيم الدينية هي المعيار الأول الذي يحدد الصواب من الخطأ ."




    نجوم في عالم الغناء صاروا قدوة للملايين





















    يوسف 16سنة تلميذ بثانوية المختار السوسي بالبيضاء يرى في "الشاب بلال" مثلا أعلى له ويحلم أن يكون مثله لأنه -كما يقول -ذو شخصية مميزة وثائرة وأخلاق طيبة، كما أن أغانيه هادفة تتضمن عدة رسائل موجهة للشباب .

    ويضيف،"أحس أن بلال قريب منا ويتكلم بلسان كل شاب، غنى تقريبا عن كل المواضيع التي تهم الشارع مثل المحسوبية والتفاوت الطبقي والبيروقراطية,وأيضا عن حلم الشباب بالهجرة إلى أوربا هروبا من جحيم البطالة, وشخصيا أجد نفسي في أغانيه .

    أحب أيضا أن ألبس على طريقته ليس كنوع من التقليد الأعمى بل لأني أجد مظهره يتماشى مع ذوقي كشاب."

    يتفق معه العديد من زملائه في ما يقوله إذ أنهم يرون في "بلال" فنانا صادقا مع جمهوره خصوصا أنه حسب رأيهم لا يجرفهم وراء الحلم الرومانسي الذي صار في عصرنا هذا سرابا.






    سهام 22سنة من المغرب تقول، بالنسبة لي أعتبر "تامر حسني" مثلي الأعلى، وأتمنى أن أقوم ولو بالقليل من الأشياء الجميلة وأعمال الخير التي يقوم بها فهو إنسان بكل معنى الكلمة، وأكثر ما يعجبني فيه هو تواضعه وإحساسه العالي الذي يظهر في جميع أغانيه، كما أنه ينتهز دائما فرصة لقائه بمحبيه لتوجيه عدة رسائل لهم يدعوهم من خلالها إلى التحلي بالأخلاق الحميدة وخصوصا الالتزام بالصلاة و طاعة الوالدين وأيضا يحثنا على التضامن مع الفقراء من خلال" مشوار الخير" الذي يعد واحدا من أهم أنشطة رابطة عشاق تامر.

    و بما أني أدرس الصحافة فاني أتمنى مستقبلا أن ابدأ مسيرتي العملية بحوار فني مع نجمي المفضل "تامر حسني".

    ليست "سهام" وحدها من ترى في نجم الجيل" تامر حسني" مثلا أعلى لها بل يشاركها في ذلك العديد من الشباب الذين يحبون هذا الفنان لدرجة تأسيس رابطة tamer lovers"" التي تجمع محبيه من جميع أنحاء العالم.

    ويقلد بعض شباب الرابطة "تامر حسني" في مظهره بشكل ملفت للنظر، بل وحتى في طريقة كلامه، وأحيانا يمزحون فيما بينهم بترديد بعض العبارات التي يشتهر بها في أفلامه.








    انبهار الشباب بالفنان "تامر حسني" أثار فضول الكاتب الكبير "أنيس منصور" الذي خصص أحد أعمدته بجريدة الأهرام للحديث عن أسباب تعلق الشباب به كفنان وكإنسان، وأشاد به وبأخلاقه، وقال في نهاية مقاله:

    "إذن الشباب يجب أن يكون مثله الأعلى فنانا مجتهدا متواضعا بسيطا محبا لبلده ولأمه، مؤمنا بأنه مازال صغيرا وأن الطريق أمامه طويل."


    فتاة الفيس بوك "إسراء عبد الفتاح" تتحول إلى قدوة لشباب مصر




    كانت الشابة المصرية إسراء عبد الفتاح من أوائل الذين دعوا لإضراب السادس من أبريل 2008 بمصر من خلال مجموعة "خليك بالبيت يوم 6 إبريل" التي أنشأتها على موقع "الفيس بوك".

    وقالت إسراء عن الفكرة في تعريفها للمجموعة: "وصلتني رسائل على الموبايل تقول إن هناك إضرابًا في 6 إبريل للاعتراض على الغلاء والارتفاع الجنوني للأسعار، أعجبتني الفكرة وفكرت أن ندعمها وألا نكون سلبيين، ولكن أن يكون الإضراب سلميا".

    لم يكن يخطر ببال إسراء آنذاك أن يصل عدد المشاركين في مجموعتها إلى 72 ألف مشترك لتتحول إلى نجمة من نجوم المدونات والجرائد العربية والقومية.

    تعرضت إسراء للاعتقال أكثر من مرة، وكانت دائما تجد بجانبها العديد من الشباب المؤيدين لها والمتضامنين معها.

    وها هو صوتها يصلنا اليوم مدويا وهي تعانق ثورة الغضب وتفضح النظام المصري عبر وسائل الإعلام وتتهم التلفزيون المصري بأنه مضلل وغير محايد ويحاول القضاء على الثورة.

    يقول محمد عصمان أحد أعضاء مجموعتها على الفيس بوك ، "صفية زغلول أم المصريين الذين ولدوا قبل 25يناير 2011 وإسراء عبد الفتاح أم كل الذين ولدوا بعد هذا اليوم ...يا له من شرف نالته هذه الإسراء وثلة من أبناء جيلها."

    وتقول ليلى من نفس المجموعة، "إسراء وضعت حجر الأساس، ووائل غنيم فجر الثورة، ومعهما الكثير من الناشطين والمدونين الذين صاروا اليوم قدوة للعديد من شباب مصر، بفضلهم استطعنا الصمود في ميدان التحرير. نتمنى أن يذكر لنا التاريخ ما فعلناه لنتحول جميعا إلى قدوة للأجيال القادمة."


    القدوة من منظور ديني















    بخصوص هذا الموضوع، يقول الباحث والداعية الإسلامي الدكتور"أيمن هاروش"، "القدوة هي الشخصية التي تجسدت فيها أهداف و آمال المقتدي، فاختيار القدوة فرع من تحديد الأهداف والغايات في الحياة.

    ولا بد للقدوة الناجحة أن تجد في نفس المقتدي ميولين: ميولا فكريا وهو التوافق في الفكر والمعتقد و الرؤى، و ميولا قلبيا وهو الحب و الاستحسان لشخص القدوة .

    وليس بالضرورة أن تكون القدوة حسنة، فإذا كانت تطلعات وأهداف المقتدي مبتذلة، لا شك سيتخذ لنفسه قدوة كذلك، ولهذا نحن المسلمون نقتدي وندعو للاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه المنزه المعصوم .

    و بناء عليه إذا أردنا أن ندعو شبابنا للاقتداء فعلينا القيام بأمرين، أولا، أن نرتقي بمستوى تطلعاتهم و أفكارهم، و ثانيا: أن نوجههم نحو القدوة الحسنة في ذلك، والقدوة الحسنة :

    من حسنت أهدافها و حسنت وسائلها ."


    الأخصائي النفسي محمد سعد الدين:

    القدوة الحسنة طريق إلى الاتزان النفسي




    ومن محافظة السويس بجمهورية مصر العربية، التقينا الأخصائي النفسي محمد سعد الدين السيد الذي قال لفرح،

    "القدوة هي الأسوة حسنة كانت أو سيئة.

    فالقدوة الحسنة تتبلور في الشخص الذي تتجمع فيه العديد من الصفات الحميدة، وبالطبع لا نفترض في الإنسان الكمال المطلق ولكن يمكن أن يكون الفرد قدوة في سمة من السمات التي تميزه عن غيره كالتضحية أو الحكمة أو الالتزام أو العمل أو العلم.... الخ

    وقد تتمثل القدوة في الأب أو الأم أو المعلم أو الفنان أو لاعب الكرة أو أي شخصية أخرى يرى فيها الشاب تجسيدا لطموحه وأهدافه.

    ومن الضروري هنا أن نفرق بين التقليد والاقتداء، فالتقليد يكون سطحيا خاليا من أي فكر ويدل على عدم النضج ويرتبط أساسا بمرحلة المراهقة، أما الاقتداء فمعناه أن تستنير بشخصية ما في فكرها ومنهجها وليس في مظهرها. وللأسف أصبحنا نلاحظ اليوم انشغال الشبان والشابات بتقليد الملابس وتسريحات الشعر وغيرها من الأمور السطحية متجاهلين الصفات الايجابية التي ينبغي أن يتخذوا منها معيارا يستندون إليه قبل اختيار الشخصية المعاصرة التي ستكون مثلا أعلى لهم."

    وعن تأثير القدوة على الشباب يقول،" للقدوة تأثير كبير وسريع على سلوك الفرد ونفسيته لأن الإنسان مفطور على حب التقليد فان لم يجد القدوة الحسنة في حياته فانه سيتخذ قدوة سيئة كنتيجة طبيعية، لذا ينبغي الانتباه إلى الشاب المراهق بالخصوص الذي يمكن أن يتخذ من رفقاء السوء نموذجا يحتذي به مما يفقده توازنه النفسي ويجعله مندفعا في تصرفاته وعاجزا عن التمييز بين الصواب والخطأ ليصبح بالتالي عرضة للوقوع في العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية الخطيرة."


    الدكتور عباس عساكرة لفرح:"الاقتداء بشخصية معينة وتقليدها حرفيا يخلق جيلا مستنسخا"

    وأخيرا نختم جولتنا هذه من اليونان حيث يقيم الناشط السياسي والمناضل الأحوازي الدكتور "عباس عساكرة"، الذي قال لفرح، "أنا ضد تقليد شخصية معينة حرفيا لأن هذا ينتج جيلا مستنسخا مصابا بخمول فكري، وشخصيا لم أفكر يوما في أن اقتبس من شخص معين كل شيء.

    تعجبني قوة والدي وصلابته وعناده، يعجبني أخي المقيم باليونان في قدراته الاستثنائية وقوته ومقدرته على مواجهة أقسى الظروف، يذهلني أخي احمد بصبره وتحمله وتضحياته من أجل الآخرين...

    استطيع أن أقول أني لازلت حتى يومنا هذا أتعلم في كل لحظة من الكبير والصغير، من الطفل، من المجنون، من الطبيعة ومن كل شيء، وأرى دائما أن الإنسان هو عبارة عن كيان كونه خلال عدة سنوات من خلال علاقات وصداقات واجتماعات ومحاضرات وأناس عايشهم أو صادفهم ابتداء من الأسرة ثم المحيط والبيئة والمدرسة والإعدادية والمعلمين والزملاء ثم الثانوية والجامعة والعمل حتى نهاية المسار لهذا لا أؤمن بإنسان واحد اتخذه قدوة لي أو مثلا أعلى في كل شيء."

    ويضيف الدكتور عباس، "على الإنسان أن يحاول تطوير نفسه من خلال الاستفادة من الأمثلة الجيدة التي يلتقيها أو يسمع عنها دون أن يحول نفسه إلى نسخة مطابقة لشخص آخر لأن تقليد الآخر دون أي تطوير أو تحوير أو إضافة أو حتى نقصان يؤدي إلى ضيق نطاق الإبداع والإضافة والعطاء, والعظيم هو الذي يستفيد ممن حوله وينتقي منهم أجمل الصفات مع الحفاظ على شخصيته المستقلة."



    استطلاع نعيمة الزيداني

    مجلة فرح
Working...
X