Announcement

Collapse
No announcement yet.

السوريون و سُّرهم المكنون - الحلقة الأولى

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • السوريون و سُّرهم المكنون - الحلقة الأولى

    السوريون و سُّرهم المكنون
    **الحـــلقة الأولى **


    **الحـــلقة الأولى **
    إن علم اللغات أو الألسنيات صار أهم علوم الأنتروبولوجيا اليوم, لما له من دور حاسم في تحديد الهوية الثقافية و الحضارية و العرقية لشعب من الشعوب , ذلك أن اللغة وجدت مع الإنسان منذ أن بدأ العيش في جماعة و بالتالي فهي الحامل الوحيد لتاريخ تعرفه على الواقع المحيط و فعله فيه في آن معا ً .
    لقد اكتشف الكثير من الوثائق الكتابية في طول (حزام بيرنيفا) أو في طول الرقعة الممتدة من سوريا القديمة و عبر البحر المتوسط بجزره و شاطئيه الشمالي و الجنوبي وصولا ً إلى الشواطئ الأمريكية .
    و إن الدراسات و الأبحاث الجادة و الرصينة التي أثيرت من حولها أكدت بما لا يبقي مجالا ً للشك أن السورية (السريانية) كانت لغة الثقافة و الكتابة الوحيدة على طول تلك الرقعة . فسقطت بذلك نظرية التقسيم الألماني للشعوب و اللغات إلى سامية و هندوأوروبية , و أثبتت أن كل لغة من اللغات التي تشكلت فيما بعد في تلك البقاع إنما هي مزيج تاريخي بين لغة شعب حضاري هو السوري , مع لغة الأقوام الهمج المحليين . و أن العناصر الوحيدة المشتركة بين تلك اللغات جميعا ً هو المشترك السوري القديم وحده .
    و إنه لمثير للعجب فعلا ً أن ننظر إلى بعض الباحثين في الغرب و قد وضعوا الهدف الوحيد من أبحاثهم الوصول إلى عراقة و استقلالية الأصل و المنشأ فيغوصون عميقا ً في (سراديب) اللغة التي دعوها (إغريقية) و يخترعون كل الحلول و الافتراضات التي ربما توصلهم إلى إثبات هذا الزعم و تحقيق الهدف ثم يخرجون من الأنفاق -المناجم اللغوية- إلى ظهر الأرض و العرق يتصبب من جباههم , وقد ارتسمت على جباههم إمارات الخيبة : فليس فقط كل ما في اليونان و إيطاليا القديمة سوريا ً , بل إن لغة الحضارة في جزر الأطلسي و في القارة الأمريكية من شمالها إلى وسطها و جنوبها هي سورية أيضا ً.
    لقد جاء في كتاب
    ((الفينيقيون في جزيرة هاييتي و على القارة الأمريكية))
    (( إن سكان هاييتي الأصليين أخبروا المرسلين الإسبان الذين أتوا العالم الجديد , بعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس , أنه منذ قرون كثيرة أتى بحارة من جهة البحر الشرقية و احتلوا الجزيرة و استوطنوها مدة طويلة. ثم غدرهم مرة جيش الكاريب فانتصر عليهم انتصارا ً ساحقا ً و أبادهم , لكنه أبقى نساءهم أحياء . فالأوروبيون الذين سمعوا هذه الرواية افترضوا أن البحارة الذين دخلوا الجزيرة من الناحية الشرقية هم فينيقيون .. لكنهم لم يبحثوا و ينقبوا كفاية للتثبت من حقيقة هذا الخبر بسبب انشغالهم بأشياء كثيرة ))
    (( أخذ أونفروا دي تورون نقطة انطلاق لأبحاثه من هذا التقليد الموروث , وسعى للتعمق في تقاليد شعوب أمريكا الأصليين , و من كاراييب و توني و غيرهم . و ركز اهتمامه على نقطة معينة : إبقاء النساء الآتيات من البحر على قيد الحياة بعد تلك الغارة التي شنها شعب الكاريبي على الرجال الغرباء . و افترض انه في حال صدق هذا الخبر لا بد أن تؤثر لغتهن على لغة السكان الأصليين ))
    ثم يقول أونفروا نفسه :
    (( إن نجاحي كان كاملا ً , لأن لغة التاينو أي اللغة الشريفة المقدسة في جزيرة هاييتي هي مشتقة من من اللغة الفينيقية , بل هي لهجة فينيقية ))
    استنتج ذلك بعد أن قام بدراسة لغوية لمائة كلمة من لغة (تاينو) الهيتية المذكورة . و بيــّــن أن هذه المائة كلمة كلها فينيقية . و هي ربع الكلمات المعروفة في لغة الكاريب هذه , لأن المعجم الذي وضعه ريموند بريتون , و هو أكبر معجم للغة التاينو حتى أيام أونفروا دي تورون , و ربما حتى أيامنا , لا يحتوي على أكثر من أربعمائة كلمة .
    كما أنه شرح التقليد المذكور على النحو الآتي :
    إن فينيقيين أو سوريين , ثم فينيقيين قرطاجيين استوطنوا هذه الجزيرة و استولوا عليها مدة طويلة إلى أن ضعفوا جدا ً و قلّ عددهم لأجل بعثاتهم إلى سائر أنحاء القارة الأمريكية . حينئذ غدرهم جيش الكاريب كما ذكر آنفا ً .
    و يقول :
    إن سكان جزيرة هاييتي الأصليين كانوا يعبدون بعل شمون (رب السماء) أو بعل شمين ( رب السماوات) .
    و في فصل آخر من كتابه يتكلم أونفروا دي تورون عن أسماء القبائل و الأماكن الجغرافية في غوايانا البرازيلية , و خاصة أسماء الأنهر والتلال التي ,حسب قوله, هي أسماء فينيقية , و تبرهن على أن الفينيقيين أو السوريين سكنوا البرازيل التي يوجد فيها معظم أسماء القرى أسماء كنعانية .
    و هناك عالم آخر نمساوي تكلم عن تأثير اللغة الفينيقية على لغة شعب البرازيل الأصلي , و هو لودوفيكو شونهاغن , أستاذ التاريخ و اللغة في جامعات النمسا . و دعي لزيارة البرازيل و دراسة آثارها علـّـه يجد حلا ً لما غمض من تاريخها . لبـّـى الطلب عام 1911 و سافر إلى هناك و انكب على البحث و التنقيب خاصة في ولايتي مارانيون و بياوي . فشاهد في أنحاء شتى من البرازيل كتابات و آثارا ً قال إنها فينيقية . (إميل إده , الفينيقيون و اكتشاف أمريكا , دار النهار للنشر , بيروت ص 21-22) .
    و لقد كتب مقالات عدة في بعض المجلات منها مجلة (الشرق) الصادرة باللغة العربية في مدينة سان باولو . و ألقى محاضرات عن وصول الفينيقيين إلى البرازيل و أعمالهم . ثم وضع كتابا ً عنوانه
    ((تاريخ البرازيل القديمAl Barazil Antiga Historia )) ضمّنه دراسات وافية عن الآثار السورية التي وجدها هناك . و مما قاله في دراسة له في مجلة (الشرق) :
    (( توجد إلى الآن آثار مدينة في أعالي نهر بارناهيبا اسمها فورترويا , أي أهل طروادة التي كانت سورية )) ((فورترويا بالسريانية هي (فرع ترويا) أي ثغر طروادة , مرفأ طروادة , و قد سقطت العين كالعادة . و الفاء كانت تلفظ p . و منها جاءت (بور) و (بورت) بمعنى ثغر, مرفأ))
    و طبيعي القول أنهم درجوا في الغرب على إطلاق اسم الفينيقيين على السوريين ككل ماداموا رجال بحر , و هو إطلاق الجزء على الكل , كما أطلق اسم عشيرة (اليونان) على جميع الإغريق فيما بعد .
    انتظروا الحلقة القادمة التي تتحدث عن الأصل السوري لما يسمى اليوم (حضارة الاطلنتد) ..




    إن علم اللغات أو الألسنيات صار أهم علوم الأنتروبولوجيا اليوم, لما له من دور حاسم في تحديد الهوية الثقافية و الحضارية و العرقية لشعب من الشعوب , ذلك أن اللغة وجدت مع الإنسان منذ أن بدأ العيش في جماعة و بالتالي فهي الحامل الوحيد لتاريخ تعرفه على الواقع المحيط و فعله فيه في آن معا ً .
    لقد اكتشف الكثير من الوثائق الكتابية في طول (حزام بيرنيفا) أو في طول الرقعة الممتدة من سوريا القديمة و عبر البحر المتوسط بجزره و شاطئيه الشمالي و الجنوبي وصولا ً إلى الشواطئ الأمريكية .
    و إن الدراسات و الأبحاث الجادة و الرصينة التي أثيرت من حولها أكدت بما لا يبقي مجالا ً للشك أن السورية (السريانية) كانت لغة الثقافة و الكتابة الوحيدة على طول تلك الرقعة . فسقطت بذلك نظرية التقسيم الألماني للشعوب و اللغات إلى سامية و هندوأوروبية , و أثبتت أن كل لغة من اللغات التي تشكلت فيما بعد في تلك البقاع إنما هي مزيج تاريخي بين لغة شعب حضاري هو السوري , مع لغة الأقوام الهمج المحليين . و أن العناصر الوحيدة المشتركة بين تلك اللغات جميعا ً هو المشترك السوري القديم وحده .
    و إنه لمثير للعجب فعلا ً أن ننظر إلى بعض الباحثين في الغرب و قد وضعوا الهدف الوحيد من أبحاثهم الوصول إلى عراقة و استقلالية الأصل و المنشأ فيغوصون عميقا ً في (سراديب) اللغة التي دعوها (إغريقية) و يخترعون كل الحلول و الافتراضات التي ربما توصلهم إلى إثبات هذا الزعم و تحقيق الهدف ثم يخرجون من الأنفاق -المناجم اللغوية- إلى ظهر الأرض و العرق يتصبب من جباههم , وقد ارتسمت على جباههم إمارات الخيبة : فليس فقط كل ما في اليونان و إيطاليا القديمة سوريا ً , بل إن لغة الحضارة في جزر الأطلسي و في القارة الأمريكية من شمالها إلى وسطها و جنوبها هي سورية أيضا ً.
    لقد جاء في كتاب
    ((الفينيقيون في جزيرة هاييتي و على القارة الأمريكية))
    (( إن سكان هاييتي الأصليين أخبروا المرسلين الإسبان الذين أتوا العالم الجديد , بعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس , أنه منذ قرون كثيرة أتى بحارة من جهة البحر الشرقية و احتلوا الجزيرة و استوطنوها مدة طويلة. ثم غدرهم مرة جيش الكاريب فانتصر عليهم انتصارا ً ساحقا ً و أبادهم , لكنه أبقى نساءهم أحياء . فالأوروبيون الذين سمعوا هذه الرواية افترضوا أن البحارة الذين دخلوا الجزيرة من الناحية الشرقية هم فينيقيون .. لكنهم لم يبحثوا و ينقبوا كفاية للتثبت من حقيقة هذا الخبر بسبب انشغالهم بأشياء كثيرة ))
    (( أخذ أونفروا دي تورون نقطة انطلاق لأبحاثه من هذا التقليد الموروث , وسعى للتعمق في تقاليد شعوب أمريكا الأصليين , و من كاراييب و توني و غيرهم . و ركز اهتمامه على نقطة معينة : إبقاء النساء الآتيات من البحر على قيد الحياة بعد تلك الغارة التي شنها شعب الكاريبي على الرجال الغرباء . و افترض انه في حال صدق هذا الخبر لا بد أن تؤثر لغتهن على لغة السكان الأصليين ))
    ثم يقول أونفروا نفسه :
    (( إن نجاحي كان كاملا ً , لأن لغة التاينو أي اللغة الشريفة المقدسة في جزيرة هاييتي هي مشتقة من من اللغة الفينيقية , بل هي لهجة فينيقية ))
    استنتج ذلك بعد أن قام بدراسة لغوية لمائة كلمة من لغة (تاينو) الهيتية المذكورة . و بيــّــن أن هذه المائة كلمة كلها فينيقية . و هي ربع الكلمات المعروفة في لغة الكاريب هذه , لأن المعجم الذي وضعه ريموند بريتون , و هو أكبر معجم للغة التاينو حتى أيام أونفروا دي تورون , و ربما حتى أيامنا , لا يحتوي على أكثر من أربعمائة كلمة .
    كما أنه شرح التقليد المذكور على النحو الآتي :
    إن فينيقيين أو سوريين , ثم فينيقيين قرطاجيين استوطنوا هذه الجزيرة و استولوا عليها مدة طويلة إلى أن ضعفوا جدا ً و قلّ عددهم لأجل بعثاتهم إلى سائر أنحاء القارة الأمريكية . حينئذ غدرهم جيش الكاريب كما ذكر آنفا ً .
    و يقول :
    إن سكان جزيرة هاييتي الأصليين كانوا يعبدون بعل شمون (رب السماء) أو بعل شمين ( رب السماوات) .
    و في فصل آخر من كتابه يتكلم أونفروا دي تورون عن أسماء القبائل و الأماكن الجغرافية في غوايانا البرازيلية , و خاصة أسماء الأنهر والتلال التي ,حسب قوله, هي أسماء فينيقية , و تبرهن على أن الفينيقيين أو السوريين سكنوا البرازيل التي يوجد فيها معظم أسماء القرى أسماء كنعانية .
    و هناك عالم آخر نمساوي تكلم عن تأثير اللغة الفينيقية على لغة شعب البرازيل الأصلي , و هو لودوفيكو شونهاغن , أستاذ التاريخ و اللغة في جامعات النمسا . و دعي لزيارة البرازيل و دراسة آثارها علـّـه يجد حلا ً لما غمض من تاريخها . لبـّـى الطلب عام 1911 و سافر إلى هناك و انكب على البحث و التنقيب خاصة في ولايتي مارانيون و بياوي . فشاهد في أنحاء شتى من البرازيل كتابات و آثارا ً قال إنها فينيقية . (إميل إده , الفينيقيون و اكتشاف أمريكا , دار النهار للنشر , بيروت ص 21-22) .
    و لقد كتب مقالات عدة في بعض المجلات منها مجلة (الشرق) الصادرة باللغة العربية في مدينة سان باولو . و ألقى محاضرات عن وصول الفينيقيين إلى البرازيل و أعمالهم . ثم وضع كتابا ً عنوانه
    ((تاريخ البرازيل القديمAl Barazil Antiga Historia )) ضمّنه دراسات وافية عن الآثار السورية التي وجدها هناك . و مما قاله في دراسة له في مجلة (الشرق) :
    (( توجد إلى الآن آثار مدينة في أعالي نهر بارناهيبا اسمها فورترويا , أي أهل طروادة التي كانت سورية )) ((فورترويا بالسريانية هي (فرع ترويا) أي ثغر طروادة , مرفأ طروادة , و قد سقطت العين كالعادة . و الفاء كانت تلفظ p . و منها جاءت (بور) و (بورت) بمعنى ثغر, مرفأ))
    و طبيعي القول أنهم درجوا في الغرب على إطلاق اسم الفينيقيين على السوريين ككل ماداموا رجال بحر , و هو إطلاق الجزء على الكل , كما أطلق اسم عشيرة (اليونان) على جميع الإغريق فيما بعد .
    انتظروا الحلقة القادمة التي تتحدث عن الأصل السوري لما يسمى اليوم (حضارة الاطلنتد) ..




    المصدر : سوريا و عودة الزمن العربي - الأستاذ الدكتور أحمد داوود
    http://www.facebook.com/photo.php?fbid=420366941334758&set=a.2471065853274 62.57899.163606280344160&type=1&relevant_count=1
Working...
X