Tweet
Ahmed Ninia
الموت المسحور
اني لا زلت اذكر يوما اننا اجتمعنا على النت هنا.جمعنا حديث عابر خلال هذه الليلة. كانت تودع نهارها بدموع بنفسجية احتضنتها السماء برقة. كنت أتوق فيها لأن تسمع مني شعرا. كان الأفق ينتحب قطرات رقيقة من المطر الشفاف، أستطيع تحته أن أطبع قبلة على كف القدر الذي رسمه لي قبلا ولم أعشه.كانت رغبتها تنسدل مع نظراتها على بنيتي ، ولم أفهم كيف ضبطت شفتيّ حتى لا أمتص نظراتها .
كان بحر انوثتها يغويني الى درجة ان أنزل إليها عاريا من قلبي وكل إحساساتي، لكن المقدس الذي يحيط بها كبّل ساقي بقيود ثلجية تزرع الصقيع في رغبتي . لم أفهم كيف كان الغضب يلهو بي، و بفرحتي كل ليلة، وكيف كنت اتقبل سلطتها الماكرة على جلد أفكاري والتنكيل بشجوني.اسهر وحيدا طوال الليل كأنني وجدت من يرسم قدري الذي يجردني من قدرتي لأعود الى أرضي الجدباء انتظرها في الغد.كانت الاسلاك الكهربائية تمنعني من امتصاص عرقها وهي تتقطر خجل
ا مني رغم انها سليطة اللسان.
كنت اهرب وأهرب منها،اقرأ اكتب، وحين ألتفت أجدها أمامي، دائما مبتسمة، دائما ساخرة ودائما توزع ابتساماتها على الناس من حولها دون أن تكن لي ذرة من رحمة الإله وعدله.كانت تكتب دون انقطاع... كانت تنتظر مني أن أصلي لها، أن أستغفر لها لتعيد وجودي الى جانبها وتستطيع الخلاص مني؟
قد استنفدت كل صلواتي وحسناتي ولم أعد أملك غير السيئات لتقربني من.هواجسها سكنت عقلي . ماردة استوطنت جسدي وخلفته مزارات خيباتها التي أصبحت أجنيها كلما حاولت نسيانها .
بهذه الشذرات كنت افترق معها كل ليلة . وأعود أنتظر الصباح القادم حتى يتدثر العالم بغفوته لأستطيع تمشيط هذا الصمت الذي يحتفي بي كل ليلة. لم أفهم حقا سبب ذلك. كل ليلة ، القمر يحاورني،يعنيني، ويتجه نحوي .. لكني ،لا اريد ان انظر الى السماء ثانية، أراقب فيها النجوم. صحيح ان كل شيء فيها هادئ ،لكن الى متى يبقى الأشخاص الذين يبحثون عن جاذبية النساء يزعجون هدوء الأطفال الصغار...؟
انعنيعة احمد