Announcement

Collapse
No announcement yet.

اللغة الأم وأم اللغات ((دعوة إلى تمكين اللغة العربية)) - محمد راتب الحلاق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • اللغة الأم وأم اللغات ((دعوة إلى تمكين اللغة العربية)) - محمد راتب الحلاق

    رؤى((اللغة الأم وأم اللغات ))
    محمد راتبالحلاق
    منقول
    موضوع للنقاش
    عملاً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد ، ودعوته إلى تمكيناللغة العربية في المجالات كافة ، وفي إطار نشاطات لجان تمكين اللغة العربية ،تحتفل المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية في القطر العربي السوري هذه الأيامباللغة العربية . وقد أقامت لجنة تمكين اللغة العربية في حمص يومأمس
    ( احتفاليةاللغة الأم واللغة العربية ) برعاية السيد محافظ حمص رئيس اللجنة . وزاوية اليوم من ( رؤى ) ستقارب مفهوم اللغة الأم وتلقي عليه بعض الضوء . اللغة المنطوقة هي الأصل ،وبواسطتها يكتسب الطفل لغة مجتمعه وأمته . وقد اتفق على تسمية اللغة التي يتلقاهاالطفل عبر التقليد والمحاكاة في طفولته المبكرة بـ ( اللغة الأم ) ، أقول اللغةالأم ولا أقول لغة الأم : اللغة الأم هي اللغة التي يتكلمها المجتمع من حول الطفل ،وهي لغة الثقافة والعلم والتعليم والإعلام والتبادل التجاري .... ، والتي تتوارثهاالأجيال جيلاً بعد جيل . أما عبارة لغة الأم فملتبسة وغير دقيقة ، لأن الأمالبيولوجية للطفل قد تكون محدودة القدرات اللغوية ، وقد تكون أجنبية لا تحسن التكلمبلغة المجتمع والبيئة التي ولد فيها الطفل ، لذلك ، ودفعاً للالتباس يطلق بعضالباحثين على اللغة التي يتلقاها الطفل في طفولته المبكرة اسم ( اللغة الأولى ) . ويوضح باحثون آخرون القضية بقولهم : سميت اللغة الأولى التي يتعرض لها الطفل اللغةالأم لأن الطفل يقلد ، أكثر ما يقلد ، الأم وحركات شفتيها والأصوات الصادرة عنها ،وتتكلم الأم في الأغلب الأعم لغة المجتمع ، وحالة الأمهات اللائي لا يتكلمن تلكاللغة تشكل استثناءً ، كما هي حالة الأسر المغتربة ، وحالة الزوجات الأجنبيات . ويضيف هؤلاء الباحثون : إنها اللغة الأم ، أيضاً ، أي اللغة الأساس ، لأن اللغاتالأخرى التي يتعلمها الفرد تأتي غالباً في مراحل تالية ، ولا يمكن للطفل أن يتعلمأكثر من لغة واحدة ابتداءً ودفعة واحدة . وبناءً على الفكرة السابقة يمكننا القول : إن اللغة الأم هي أم اللغات بالنسبة للفرد الإنساني ، لأن الفعاليات اللغويةالتالية تنبني عليها ، بما في ذلك تعلم اللغات الأخرى ، فاللغة العربية هي اللغةالأم للفرد العربي الذي عاش طفولته المبكرة في المجتمع العربي وهي أم اللغاتبالنسبة له ، واللغة التركية هي اللغة الأم للفرد التركي وهي أم اللغات بالنسبة له، واللغة الفرنسية هي اللغة الأم للفرد الفرنسي وهي أم اللغات بالنسبة له ... وهكذا . وقد لوحظ أن التمكن من اللغة الأم يساعد في التمكن من اللغات الأخرى ، الأمر الذيدفع بعضهم إلى الزعم بوجود ملكة لغوية في الدماغ البشري تسمح بنقل الخبرة اللغويةمن مجال لغوي إلى آخر .ويتعلم الطفل مع اللغة ، وبواسطتها ، قيم مجتمعه ، وأخلاقَه، ومعارفَه ، وخبراتِه ، وأهدافه ، وقضاياه ، وطرائق إدراك تلك القضايا والموقفمنها .... فاللغة ليست أداة اتصال محايدة كما كان ينظر إليها القدماء ، وليست مجردألفاظ وأصوات تصدر عن المتكلم في حالات معينة ، كما قال ( ابن جني ) في كتابالخصائص : ( حدّ اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ... ) ، وكما قال ( الأسنوي ) في شرح منهاج الأصول : ( اللغات عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني) . اللغة ، حسب التصور الحديث ، حامل لفكر الأمة التي تتكلمها ، ولتراثها ، ولقيمها ..... ، حتى لقد قال بعضهم : إن اللغات تخلق نوعاً من الحدود قد تكون أكثر حزماً فيتمييز الأمم من الحدود الجغرافية . فاللغة تملك سلطة روحية ووجدانية خارقة ،ولاسيما في المجتمعات والأمم التي تطرب وتنتشي من سحر البيان وجماله .وبعبارات أخرىأقول : إن الانتماء إلى مجال لغوي معين يعني الانتماء إلى ثقافة محددة ، والانتماءإلى الأمة أو المجتمع الذي يتكلم اللغة السائدة ، مما يحدد الموقف من الذات ومنالآخر ، وقد جاء في الأثر الشريف ما معناه : “ ليست العربية لأحدكم بأب ولا أم ،العربية اللسان ، فمن تكلم العربية فهو عربي “ ... واللغة ، بهذا المعنى ، تكفيلخلق الانتماء الذي تلتقي عنده القناعات والرموز والتمثلات والعقائد والمواقف وردودالأفعال .... التي تشكل في مجملها هوية الأمة . وهي ، أعني اللغة ، تعبر أصدق تعبيرعن هذه الهوية .وحين أقول إن اللغة انتماء فهذا يعني أنها وعاء لثقافة الأمة وقيمها، ومكون أساس من مكوناتها ، بل إن بعض النظريات المتعلقة بنشوء الأمم قد جعلت اللغةمكوناً كافياً وحده لنشوء الأمة وقيامها . واللغة العربية بالذات هي وعاء للثقافةالعربية الإسلامية ، وحاملة للتراث العربي ... وهي ، من ثم ، من أهم الحصون التيتحفظ الهوية القومية العربية ...ولأنها كذلك نجد أن الجماهير العربية تعيش الوحدةعملياً رغم التجزئة المفروضة عليها ، ورغم سايكس بيكو الذي جعلها تحت رحمة سلطاتمتباينة ومتنابذة ، ومن هنا يمكن أن نفهم أسباب هذا الكم الهائل من الضغوطوالإكراهات التي تتعرض لها هذه اللغة ، من أعدائها ومن العاقين من أبنائها . فاللغةالعربية ، إذن ، مظهر من مظاهر الوحدة العربية ، والعرب في أقطارهم كافة يتكلموناللغة ذاتها ، ويطربون للنصوص الجميلة ذاتها ، ويقرؤون ذاتهم للكتاب والشعراء العرب، القدماء والحديثين ... وهذا الأمر يغيظ أعداءهم ، فيحاولون الحط من قيمة هذهاللغة بشتى الأساليب ، ولعل أخطرهذه الأساليب ما تقوم به وسائل الإعلام ، ولاسيماالفضائيات ، حين تروّج اللهجات المحكية .... لذلك لن تجدي حملة تمكين اللغة العربيةفي شيء ما لم تتغير سياسة وسائل الإعلام العربية ، ولنبدأ بأنفسنا وبإعلامنا ... أنا لا أدعو إلى إعلام متجهم , إنما إلى إعلام يحترم عقول ووجدانات المتعاملين معه .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    اللغة الأم وأم اللغات ((دعوة إلى تمكين اللغة العربية)) - محمد راتب الحلاق

  • #2
    رد: اللغة الأم وأم اللغات ((دعوة إلى تمكين اللغة العربية)) - محمد راتب الحلاق

    لسسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان

    سلمت يداك موضوع هام جدا!!

    Comment


    • #3
      رد: اللغة الأم وأم اللغات ((دعوة إلى تمكين اللغة العربية)) - محمد راتب الحلاق

      موضوع هام جدا" سلمت يداك
      ومن الأهمية بمكان الأنتباه إلى كل حيثيات الموضوع للأهمية
      قيمة المرء ما يحسنه

      Comment

      Working...
      X