Announcement

Collapse
No announcement yet.

حكاية فطيم بسوق الغزل - أحمد زياد محبك

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حكاية فطيم بسوق الغزل - أحمد زياد محبك




    أحمد زياد محبك
    أستاذ الأدب الحديث في جامعة حلب
    المشرف الثقافي لديوان العرب


    حكاية فطيم بسوق الغزل:

    وثمة حكاية عن امرأة اسمها فطيم، كانت تعمل في غزل القطن، وكانت تنزل كل يوم أو يومين لتبيعه بسوق الغزل، كي تعين زوجها على أمور الحياة، وذات يوم تأخرت في السوق، فنزل زوجها إلى السوق، فسأل هذا التاجر وذاك عن زوجته، وكان كل منهم يقول له:"من هي فطيم بسوق الغزل؟"، فقد كان في السوق كثير من النساء اللواتي يبعن الغزل، وأكثرهن يحملن اسم فطيم. وتدل الحكاية على مشاركة المرأة زوجها في تأمين شروط الحياة، كما تدل على عمل نساء كثيرات في هذه الحرفة اليدوية السهلة، التي يمكن أن تمارسها في بيتها، إذ تغزل القطن بمغزل، وهو أداة مخروطية الشكل، فتحول أكوام القطن إلى خيوط، تستعمل فيما بعد في النسيج، وتدل الحكاية على نظرة تجار القطن في السوق إلى النسوة اللواتي كن يعملن في هذه الحرفة، فهن في نظرهم كثيرات ومتشابهات ولا تمايز بينهن، يؤكد ذلك تصغير اسم فاطمة إلى فطيم، ويؤكد ذلك أيضاً صيغة المثل الذي تتنهي بها الحكاية:"مني فطيم بسوق الغزل؟!" أو "كم فطيم بسوق الغزل!!"، وهو في الواقع جواب التاجر عن سؤال الزوج عن زوجته فاطمة.
Working...
X