Announcement

Collapse
No announcement yet.

حكاية الحطاب والفأس الذهبية - أحمد زياد محبك

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حكاية الحطاب والفأس الذهبية - أحمد زياد محبك




    أحمد زياد محبك
    أستاذ الأدب الحديث في جامعة حلب
    المشرف الثقافي لديوان العرب


    حكاية الحطاب والفأس الذهبية:

    ومن الحكايات الموظفة للحرفة للتعبير عن قيمة حكاية الحطاب والفأس الذهبية، وهي عن حطاب فقير، كان راجعاً من الغابة، وفأسه على كتفه، وبينما هو يسير بجوار النهر، زلت قدمه، ووقعت الفأس في النهر، فأخذ يلطم وجهه ويبكي، فخرج له من النهر عفريت يحمل فأساً ذهبية، سأله إن كانت الفأس له، فأجابه:لا، فغط العفريت في النهر ثم خرج يحمل فأساً فضية، وسأله إن كانت فأسه، فأجابه، لا، ثم غط وخرج يحمل فأساً حديدية، فسأله إن كانت فأسه، فأجابه نعم، فأعطاه الفأس، ونبهه إلى أنها تنطلق وحدها، وتقطع أعتى الأشجار، وهكذا عاد الحطاب بحمل كبير من الحطب، حمله إلى التاجر الذي كان يشتري منه كل يوم ما يجمع من حطب بثمن بخس، وأخذ كل يوم يحضر له مرة أو مرتين وربما ثلاث مرات مثل هذا الحمل، ودهش تاجر الحطب من وفرة حظ هذا الحطاب، وألح عليه بالسؤال، فاعترف، فحمل التاجر فأساً ومضى بها إلى النهر، وألقاها، وخرج العفريت يرفع بيده فاساً حديدية، وسأله: هل الفأس لك؟ فأجاب:لا، ثم غط، وخرج يحمل فأساً فضية، وسأله عنها إن كانت له، فأجاب لا، وغط العفريت في النهر، وخرج يحمل فأساً ذهبية، وسأله إن كانت الفأس له، فأجابه التاجر:نعم، وغط العفريت في النهر، ولم يخرج.
    وتكشف هذه الحكاية عن قيمة الصدق، كما تدل على قيمة العمل باليد وتفضيله على التجارة، وتدل على صدق العامل، وكذب التاجر، وهي تنتصر للبيئة الطبيعية على مجتمع المدينة، ففي الطبيعة العمل والصدق، وفي المدينة التجارة والكذب. والحكاية توظّف حرفة الحطاب للتعبير عن قيمة عليا وهي الصدق، وتبدو الحكاية مناسبة للتعبير عن هذه القيمة العليا، لأن مهنة الحطاب مرتبطة بالطبيعة الحية والطبيعة لا تعرف الكذب والخداع، ولذلك تبدو مهنة الحطاب مناسبة لتوظيفها للتعبير عن قيمة الصدق.


Working...
X