ضرب الإعصار ايزاك جنوب لويزيانا الأميركية محملًا برياح شديدة وأمطار غزيرة فجر أمس وضرب مدينة نيوأورليانز ظهراً ليحيي ذكرياتها الأليمة التي تركها الإعصار كاترينا الذي «زار» المدينة قبل سبع سنوات مخلفاً وراءه الدمار لنحو 70 في المئة من المدينة و1800 قتيل، لكنه «إيزاك»، بحسب رجال الدفاع المدني، لم يكن عنيفاً ككاترينا وإن أغرق المدينة بالمياه وقطع الكهرباء عن نحو نصف مليون شخص وشرّد عشرات الآلاف الذين لجأوا إلى أماكن الإيواء.

ووصل ايزاك الى اخطر مراحله، المستوى 1 على مقياس سافير سيمبسون لشدة الأعاصير، بإطلاق موجة من العواصف كانت سرعتها بحدود 160 كيلومتراً في الساعة أثارت امواجاً عاتية بمحاذاة الساحل الشمالي للخليج الأميركي وأحدث فيضاناً في اعقاب أمطار غزيرة. و«ايزاك» هو أول الأعاصير التي تصل إلى اليابسة بالولايات المتحدة هذا الموسم. ورغم أن الإعصار ليس في قوة كاترينا التي كانت من الفئة الثالثة عندما ضربت كريسنت سيتي يوم 29 أغسطس 2005 فإن ايزاك وهو من الفئة الأولى ما زال يذكر الناس بمدى تعرض نيوأورليانز لخطر الأعاصير.

واستعد المسؤولون من رئيس بلدية نيو أورليانز إلى حاكم لويزيانا إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل وصول الإعصار واضعين في الاعتبار الفوضى وجهود الإغاثة الفاشلة خلال الإعصار كاترينا. وأخذ نحو ألف من أفراد الحرس الوطني الأميركي في سيارات عسكرية مواقعهم في الشوارع شبه الخالية في نيوأورليانز حاملين البنادق لحفظ النظام. وسارت دوريات للشرطة في الشوارع المظلمة. وتسبّب إيزاك في انقطاع التيار الكهربائي في جنوب شرق ولاية لويزيانا. وذكرت شركة «انترجي» للكهرباء في نيوأورليانز أن ما يقرب من 400 ألف شخص انقطع عنهم التيار.

وتأهبت شركات النفط بامتداد ساحل خليج المكسيك لأثر الإعصار من خلال إغلاق بعض المحطات وتشغيل البعض بمعدلات أقل قبل وصول ايزاك. وتوقف تقريبا إنتاج النفط في الساحل الاميركي المطل على خليج المكسيك وخفضت الموانئ والمصافي الساحلية عملياتها مع ارتفاع منسوب مياه البحر يصل إلى أربعة أمتار في الميسيسيبي وجنوب شرقي لويزيانا مع ارتفاع أقل في ألاباما وفلوريدا. وشرّد الإعصار عشرات الآلاف رغم أن الأوامر صدرت لسكان المناطق الساحلية المنخفضة بولاية لويزيانا منذ مساء الأحد بإخلاء منازلهم مع ازدياد قوة العاصفة.



أكثر...