Announcement

Collapse
No announcement yet.

فيلم أحمد زبانة في عرض أولي بالموڤار

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فيلم أحمد زبانة في عرض أولي بالموڤار










    فيلم أحمد زبانة في عرض أولي بالموڤار


    أخيرا تم عرض فيلم أحمد زبانة الذي شرع في إنجازه منذ 2008 وكتبه عز الدين ميهوبي وأخرجه سعيد ولد خليفة، بقاعة الموقار، حيث دارت أحداث الفيلم حول الشخصية التاريخية أحمد زبانة، الذي نفّذت فيه فرنسا الإستعمارية حكم الإعدام بالمقصلة، حيث كان من المناضلين الجزائريين الأوائل الذين أعدموا وعمره لم يتجاوز الثلاثين سنة في فجر يوم 19 جوان 1956، حيث توقفت المقصلة مرتين قبل قطع رأسه في المرة الثالثة.

    يبدأ الفيلم بمشاهد ولقطات أبرزت العملية التي نفذها المجاهدون على بريد وهران سنة 1949، والتي كانت فترة مهمة وقوية في المقاومة الوطنية وتلتها عملية غار بوجليدة التي تميزت بالهجوم الذي قام به الثوار على حارس الغابة الفرنسي الذي انتهى بمقتله، قبل أن يتم القبض بعد ثمانية أيام على أحمد زبانة ومن كان معه.

    ويمكن القول أن الفيلم إختزل بعض المراحل من حياة الشاب زبانة، حيث دارت كل الأحداث بسجن بارباروس المعروف اليوم بسجن سركاجي، حيث أبرزت مشاهد الفيلم مختلف أنواع التعذيب التي مارستها السلطات الإستعمارية على المناضلين المسجونين.

    لقد ركز الفيلم على فترة معينة من نضال أحمد زبانة واختار المخرج المحطات القوية خاصة ما تعلق بمحاكمته ويومياته في السجن، كما حاول المخرج إجراء مقارنة بين صفة الإرهابي التي ألصقت من طرف الإستعمار بشخصية زبانة وأدوات الإستعمار التي استعملها، وتوقف عند نقطتين هامتين، الأولى أن رسالة المناضل زبانة كانت إنسانية، والثانية تكمن في اللحظة المؤثرة يوم تم تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة.

    وفي جانب آخر من أحداث الفيلم التي حاول المخرج ولد خليفة التوقف عنده، يمكن الحديث عن حكم الإعدام الذي نفذه القضاء الفرنسي في شخصية زبانة، حيث كشف عن الجدل الذي أحدثه هذا الحكم داخل المحكمة الفرنسية باعتبار أن القانون الفرنسي يمنع الإعدام، وكيف حاولت بعض الأطراف الفرنسية منع تنفيذ هذا الحكم في الوقت الذي أيدت فيه أطراف أخرى هذا الحكم ومنهم فرانسوا ميتران الذي كان وزير العدل في الحكومة الفرنسية.

    لقد ركزت صور الفيلم على بعض الحقائق التاريخية بعيدا عن مجال الخيال الذي يطبع عادة الأفلام السينمائية، وهو خيار من مخرج الفيلم الذي أراد أن ينقل جانبا من حياة هذا المناضل الجزائري والمعروف بكونه أول من أعدم بالمقصلة سنة 1956.

    كما حاول المخرج كذلك أن يقدم شهادات عن نضال الشباب ووجوه تركت بصماتها في المقاومة الجزائرية، وبالتالي فهو لم يرد من خلاله كتابة التاريخ.

    وإذا كان يؤخذ على مشاهد الفيلم بأنها جرت جلها في السجن، فلأن ذلك ارتبط أساسا بالمسيرة النضالية لأحمد زبانة الذي تم إلقاء القبض عليه بعد أسبوع فقط من العملية التي قام بها المناضون من خلال قتل حارس الغابة.

    وفي جانب آخر من لقطات الفيلم، فقد اعتمد المخرج على تقديم الصورة والإكتفاء بالحوار، مفضلا أن تكون الصورة أبلغ خاصة بالنسبة للوقائع التي حدثت بالسجن والمعاناة التي تعرض لها المسجونون ومنهم أحمد زبانة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمحكوم عليهم بالسجن، حيث حاول المخرج إبراز ملامح المسجونين وتبقى اللقطة المؤثرة في الفيلم هي لحظة تنفيذ الإعدام في المناضل والشهيد أحمد زبانة وكيف تعالت الزغاريد وصيحات المساجين ووقف الكل مشدوها بعد أن امتنعت مرتين المقصلة من النيل من زبانة قبل أن تسقط في المرة الثالثة في مشهد لم يكتمل لينتهي الفيلم على تلك الصورة.

    حسن. ب
Working...
X