Announcement

Collapse
No announcement yet.

"""دمشق"""

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • """دمشق"""

    من روائع محمد مهدي الجواهري

    قصيدة"دمشق"

    شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا
    وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا

    وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
    إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا

    كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ
    نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا

    وكان قلبي إلى رُؤياكِ باصِرَتي
    حتى اتَّهَمْتُ عليكِ العينَ والحَدَقا

    شَمَمْتُ تُرْبَكِ أَسْتافُ الصِّبا مَرِحاً
    والشَّمْلُ مُؤْتَلِفاً، والعِقْدُ مُؤْتَلِقا

    وسِرْتُ قَصْدَكِ لا كالمُشْتَهي بَلَداً
    لكنْ كَمَنْ يَتَشَهّى وَجْهَ مَن عَشِقا

    قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما
    فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا

    ما تَعْجَبونَ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا
    أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا

    أَم صامِدَيْنِ يَرُبَّانِ المَصيرَ مَعاً
    حُبَّاً ويَقْتَسِمانِ الأَمْنَ والفَرَقا

    يُهَدْهِدانِ لِساناً واحِداً ودَماً
    صِنْواً، ومُعْتَقِداً حُرَّا،ً ومُنْطَلَقا

    أَقْسَمْتُ بالاُمَّةِ اسْتَوْصى بها قَدَرٌ
    خَيراً، ولاءَمَ منها الخَلْقَ والخُلُقا

    مَن قالَ أنْ ليسَ مِن معْنىً للفْظَتِها
    بلا دِمَشْقَ وبَغدادٍ فقد صَدَقا

    فلا رَعى اللهُ يوماً دسَّ بينهما
    وَقيعَةً، ورَعى يَوْمَيْهِما ووَقى

    يا جِلَّقَ الشَّامِ والأَعْوامُ تَجْمَعُ لي
    سَبْعاً وسَبْعينَ ما الْتاما ولا افْتَرَقا

    ما كانَ لي منهما يومانِ عِشْتُهُما
    إلاّ وبالسُّؤْرِ مِن كَأْسَيْهِما شَرِقا

    يُعاوِدانِ نِفاراً كلّما اصْطَحَبا
    ويَنْسَيانِ هوىً كانا قدِ اغْتَبَقا

    ورُحْتُ أَطْفو على مَوْجَيْهِما قَلِقاً
    أَكادُ أَحْسُدُ مَرْءًا فيهما غَرِقا

    يا لَلشَّبابِ يَغارُ الحِلْمُ مِن شِرَةٍ
    بهِ، وتَحْسُدُ فيهِ الحِنْكَةُ النَّزَقا

    ولَلبَساطَةِ ما أَغْلى كَنائِزَها
    (قارونُ) يُرْخِصُ فيها التِّبْرَ والوَرِقا

    تَلُمّ كأْسي ومَن أهْوى، وخاطِرَتي
    وما تَجيشُ، وبَيْتَ الشِّعْرِ والوَرَقا

    أَيَّامَ نَعْكِفُ بالحُسْنى على سَمَرٍ
    نُساقِطُ اللَّغوَ فيه كَيْفما اتَّفَقا

    إذْ مسْكَةُ الرَّبَواتِ الخُضْرِ توسِعُنا
    بما تَفَتَّقَ مِن أنْسامِها عَبَقا

    إذْ تُسْقِطُ (الهامَةُ) الإصْباحُ يُرْقِصُنا
    و(قاسيُونُ) علينا يَنْشُرُ الشَّفَقا

    نَرْعى الأَصيلَ لِداجي اللّيلِ يُسْلِمُنا
    ومِن كُوىً خَفِراتٍ نَرقُبُ الغَسَقا

    ومِن كُوىً خَفِراتٍ نَسْتَجِدُّ رُؤىً
    نَشْوانَةً عَن رُؤىً مَمْلولَةٍ نَسَقا

    آهٍ على الحُلْوِ في مرٍّ نَغَصُّ بهِ
    تَقَطَّرَا عَسَلاً في السُّمِّ واصْطَفَقا





  • #2
    رد: """دمشق"""

    صدقت وأجدت وهذا ليس بغريب عليك فأنت " أيمن " الأيمن
    والجواهري صاحب الرّوائع ومبدعها
    حقاً إنها رائعة منه إنـّما ليست الفريدة وإن تفرّدت بمعانيها
    لك تقديري

    Comment


    • #3
      رد: """دمشق"""

      شكرا لك يمن نقلك لقصيدة الجواهري الرائعة ,,,

      دمشق التاريخ ,,,دمشق المحبة ,,,دمشق الشموخ ,,,

      يسعد مساك,,,

      Comment


      • #4
        رد: """دمشق"""

        رحم الله الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري فقد وصف دمشق وأحسن وصفها وتغن بها وأحسن الغناء
        وكم أطربت أذاننا السيدة ميادة الحناوي حين غنت تلك القصيدة العصماء
        قيمة المرء ما يحسنه

        Comment


        • #5
          رد: """دمشق"""

          سأترك الرد مفتوحاً
          تحت راية دمشق الحبيبة

          فأنا أعجز أمام هذه الغالية
          \
          سلمت يداك يامبدع

          وسلم قلمك لما سطر حروفاً من زمرد
          حقاً كلمات قمة في الروعة تلامس شغاف القلب
          شكراً سيد أيمن الأسعد
          نقلت فأبدعت بنقل مشاعرك قبل سطور الشاعر العريق
          "محمد مهدي الجواهري"
          للشاعر أطواق من الياسمين
          ولكَ عبق الأريج وشذاه
          أضعف فأناديك ..
          فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

          Comment

          Working...
          X