Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان القدير محمود جبر يترجل عن خشبة مسرح الحياة -الوطن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان القدير محمود جبر يترجل عن خشبة مسرح الحياة -الوطن

    الفنان القدير
    محمود جبر
    يترجل عن خشبة
    مسرح الحياة
    جريدة الوطن

    ترجّل الفنان محمود جبر عن خشبة مسرحه الاجتماعي الناقد، لملم أوراقه ورحل عن دنيانا تاركاً إرثاً فنياً يعدّ من تاريخ سورية، وما بين عامي 1935 و2008 قضى محمود جبر حياته مكافحاً وناقداً. «الوطن» تنشر قسماً من حديث شامل خاص أجرته معه تحت عنوان: حديث الذكريات، حيث باح فيه بهمومه وآلامه وعبر عن أحلامه ومشروعاته.
    الأستاذ محمود جبر فنان مسرحي أسس لكوميديا مهمة وراقية في سورية، لماذا يغيب عن الساحة اليوم؟ وهل هو غياب أم تغييب؟
    الغياب في الحقيقة لأكثر من سبب، ومن جهتي أقول: على الرغم من طول المدة إلا أن الغياب هو استراحة الفارس بعد عمل مسرحي مكثف استمر قرابة أربعين عاماً، أخلصت فيها للمسرح ولم أعمل في سواه إلا نادراً، واستراحتي تأتي في إطار حرصي على هذا التاريخ والسمعة، وحبي لجمهوري الذي عرفني فناناً ملتزماً بقضاياه مهما كانت صغيرة. إضافة إلى أن فرقتي التي أسستها عام 1968 تبعثرت، فمن الزملاء من مات، ومنهم من مرض، ومنهم من سرقه العمل في التلفزيون..
    وفي أعمالي كنت أشكل مع الزميل الراحل أحمد قبلاوي- الكاتب- ثنائياً، ومن ثم صرت أعتمد على ما أكتبه بنفسي، أو ما أتعاون به مع الزميل وليد مارديني في الإذاعة، وحالياً أتعاون مع صديق دراستي قاسم حيدر في الكتابة للإذاعة.
    عندي أعمال كثيرة مجهزة، لكنها تنتظر الظروف الملائمة والمناسبة، وحتى تأتي الظروف فأنا متفرغ تماماً للإذاعة، وذلك من مبدأ احترامي لتاريخي وجمهوري.
    بصراحة شديدة أنا جزء من الغياب، لأنني لا أستطيع أن أقدم أي شيء يعرض عليّ.. المسرح حياتي، والمسرح اليوم غائب لغياب فرسانه لأسباب كثيرة، ويعز علي أن أقول المسرح يتيم، وأنا أرقب هذا اليتيم بقهر وحزن.
    وأسباب اليتم كثيرة لا مجال لذكرها، وأهمها الإهمال الإعلامي في ظل إغراق السوق الفني بالأعمال الكثيرة.
    صار اسم محمود جبر بعيداً عن الجيل الجديد، لماذا لا يقوم محمود جبر بإعادة أعماله التي أعجبت الجيل السابق وأثرت فيه لتسجل وتعرض على الجمهور؟
    الجديد أفضل على الدوام، وأنا أبحث عن الموضوع الذي يناسب الجمهور اليوم، ومع ذلك أنا مع الفكرة، يمكن أن أقدم عملاً وعملين جديدين، ومن ثم أعود لصياغة وتقديم عمل قديم، هذا العمل يحتاج إلى تجاوب من الإعلام، فعندما يحدد الإعلام يوماً للعروض المسرحية كما تفعل بعض الفضائيات فسيشجع الفنان لعمل مسرحي من جديد ليعرض على التلفزيون، لكن التلفزيون أهمل المسرح حتى في مساحة عرضه!
    العمل يحتاج إلى تحريض، والإبداع أكثر عمل يحتاج إلى التحريض.
    هل تربط بين الوضعين الاقتصادي والاجتماعي والمسرح؟
    طبعاً، المسرح يحتاج إلى إنسان مرفه، عنده سيولة، مرتاح اقتصادياً واجتماعياً ليحضر مع أسرته، وأذكر أن مسرحي كان يطلق عليه اسم «المسرح العائلي» لأن الحضور كان أسرياً.
    إضافة إلى غياب التقنيات العالية في الأماكن المعدة للأعمال المسرحية، والتي تمنع من التجويد في الديكور وتقنيات العرض.
    ماذا تقول فيمن يأخذ عليك أمر كتابتك لنفسك؟
    أي فنان ،وكل فنان لكي يكون ناجحاً يجب أن يكون قارئاً جيداً، فالقراءة معرفة والمعرفة آفاق، والقراءة ثقافة، والثقافة تأصيل فأي عجب إن صار المثقف كاتباً، العجب ألا يكون..
    وأنا عملت مع كتاب آخرين، لكن إسهاماتي الكتابية التي وجدت لها قيمة قدمتها والجمهور تجاوب معها، ولا أزال أكتب وسأبقى.
    ألم يؤثر ارتباطك بالمسرح وخصوصيته على الانسجام مع التلفزيون وتقنياته؟
    أنا عاشق للمسرح، لم أنزل عن خشبته أربعين عاماً، وفي الوقت نفسه عملت في التلفزيون كما أشرت، وعدم عملي في التلفزيون لعدم وجود الوقت، وعملت في الإذاعة، ولا صعوبة في التأقلم مع تقنيات التلفزيون، والفنانون الذين يعملون في التلفزيون اليوم أغلبهم من خريجي المسرح، وبعضهم بدأ في فرقتي المسرحية.
    عملت مع جيلك الفني، وارتبط اسمك باسم أحمد قبلاوي وطلحت حمدي ماذا بقي من أصدقاء تلك المرحلة؟
    عملت طويلاً مع الأصدقاء، وأغلب الأعمال الناجحة كانت من إخراج الزميل طلحت حمدي، وأول عمل أخرجه للتلفزيون عن المسرح كان لي، علاقتي انتهت بالاستاذ أحمد قبلاوي بوفاته، وعلاقتي لا تزال قائمة مع الزميل طلحت على الرغم من المشاغل فنحن على تواصل، وربما يكون هناك في المرحلة القادمة تعاون.
    أنا سعيد بما قدمته مع الزميل طلحت على المسرح لأنه كان مخرجاً مميزاً ذواقاً.
    أسرتك فنية، الزوجة والفنانتان المجتهدتان ليلى ومرح، فهل أنت راضٍ عن مسيرة الأسرة فنياً؟
    إن كان الرأي كأب فأنا راضٍ عما قدمتاه وأدعو الله أن يوفقهما لتقديم ما يرضي الناس ويفيد. أما إذا كان الرأي فنياً، فكل عمل يخرج من القلب يصل إلى القلوب، وما قدمتاه خاضع لحكم المشاهدين، وأنا مع المشاهدين فيما يحكمون.
    حين اختارت ابنتاي العمل الفني خفت عليهما من المعاناة التي تعرضت لها، لكن الذي كان مني أن أقدم لهما خبرتي وتوجيهاتي ونصحي، من مواعيد والتزام وإلقاء...
    أنا راض الآن ومرتاح، فبعد أن قلت لهما: إن أول عمل تقومان به إن لم يؤثر في الجمهور يعني وجود مشكلة، ولكن الجمهور كان مشجعاً من الأعمال الأولى، فمرح من أول عمل قدمته «أبو كامل» مع الأستاذ المخرج علاء الدين كوكش أثبتت حضورها، وكذلك ليلى من أول عمل قدمته مع الفنانة منى واصف.
    ولا يذهب من خاطري أثر دور مرح في مسلسل «جواهر» فقد قدمت دوراً مهماً، وأتقنت اللهجة اللازمة إتقاناً مميزاً، وانطلقت بعدها وبشكل انتقائي، وقد نصحتها ألا ترفض كثيراً حتى لا يحصل معها ما حصل معي.
    العمل السياسي من خلال مجلس الشعب وعضويتك فيه، ماذا أضاف للفنان محمود جبر؟
    كان لي الشرف في أن أكون عضواً في إحدى الدورات، والعمل البرلماني أغنى تجربتي الفنية من خلال هموم الناس، وتقصي الحقائق، وقد ضمنت الكثير من القضايا التي رأيتها أعمالي المسرحية، وهذا أضاف التوثيق والصدق، إذ صرت أكثر قرباً من الناس ومشاكلهم وهمومهم.
    وعلمتني التجربة أشياء في عالم السياسة لم أكن لأختلط بها لولا التجربة، وصرت أعرف على وجه الحقيقة الأشياء التي يحتاجها المواطن، وترتيب الأولويات للناس المساكين.
    وأفخر بأنني حققت بعض ما يحتاجه الفنانون، من قانون التصنيف إلى بعثة الحج التي أسهمت بتخصيص عدد من الفنانين سنوياً، وحققت للفنانين حسماً في تذاكر السفر 40% أسوة بالصحافيين.
    التجربة البرلمانية كانت غنية إنسانياً وفنياً.
    بطاقة شخصية
    محمود جبر ولد عام 1935.
    متزوج من الفنانة هيفاء واصف.
    له من الأولاد ليلى، هنادي، شادي، مرح.
    من أهم أعماله المسرحية:
    حمام مقطوعة ميته، متنا وما ارتحنا، الدنيا بألف خير، لا ع البال ولا ع الخاطر، سجين بالأجرة، في بيتنا ولد، عيشة نص كم، النهب، أنا والعذاب والزواج، مطلوب كذاب.
    من أعماله السينمائية:
    خياط للسيدات، مقلب حب، قاهر الفضاء، العاشقة البدوية، قطط شارع الحمراء، بنات آخر زمان، حسناء وأربع عيون، ساعي البريد.
    توفي يوم الأحد 27/7/2008.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    الفنان القدير محمود جبر يترجل عن خشبة مسرح الحياة -الوطن
Working...
X