Announcement

Collapse
No announcement yet.

بقلم : محمود أحمد الجـذّوع - للعجيلي في ذكرى رحيله السادسة .. تحيّة حب .. وعبرة .. وسلام

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بقلم : محمود أحمد الجـذّوع - للعجيلي في ذكرى رحيله السادسة .. تحيّة حب .. وعبرة .. وسلام

    للعجيلي في ذكرى رحيله السادسة .. تحيّة حب .. وعبرة .. وسلام - بقلم : محمود أحمد الجـذّوع في الذكرى السادسة لرحيلك نقف أجلالاً وتقديراً واحتراماً لك أيها العملاق
    نلقي عليك تحية الأبناء لأب بار , ونذرف دمعة على يوم الرحيل .. ونهديك السلام الذي أفشيته بيننا طوال حياتك أيها الأب والطبيب والمعلم والمربي .
    تحية محبة لمن أقر له يوسف إدريس بريادة القصة العربية .
    ولمن قال عنه الشاعر الراحل نزار قباني ( أروع بدوي عرفته المدينة وأروع حضري عرفته الصحراء ) .
    ولمن قال عنه الناقد المصري صلاح فضل ( هو من جعل الرقة "مدينته " إحدى عواصم الرواية العربية ) ..
    في الذكرى السادسة لرحيلك وبالرغم من تزاحم الأحداث وتسارعها, يؤسفني أن أخبرك أن جرح الوطن لازال ينزف ، وأن أبناءك اصبحوا مثنى وثلاث ورباع وخماس ، ومدينتك التي تحب باتت حقل تجارب للعابثين وقصار القامة والنظر.
    ونحبرك أن ينابيع الثقافة والأدب بدئت تجف ويأفل نجمها, ولكن بالرغم من تلك وهؤلاء , الفرات يحن شوقاً إليك والجسر القديم اشتاق لخطى قدميك , و برجك المحبب إلى قلبك شامة الرقة التي حفرت في ذاكرة الأجيال وهو يميل في حضن الفرات و يحتضنه كما تحضن الأم طفلها لقد عبث به المبدعون وحطموه على ذاكرة أهلها وأصبح نسياً منسياً, بعد أن لفقوا له التهم التي هو براء منها في ليلة غاب عنها الحس والضمير أمام عيون أبنائها العميان .
    العجيلي في سطور:
    مضت خمسة أعوام على رحيل شيخ الأدباء في سورية د. عبد السلام العجيلي الذي ما يزال حاضراً في أذهان قرائه ومرضاه على حد سواء، فقد كان الدكتور العجيلي رائداً للأدب في سورية والوطن العربي، وكاتباً متميزاً بأسلوبه القصصي والروائي، وطبيباً ذائع الصيت مشهوراً بحسن معاملته لكل من كان يقصد عيادته في مدينة الرقة مسقط رأسه ومرقده الأخير، فكانت مدينته المحطة والمرفأ انتقل منها إلى بلدان العالم وعشق السفر، ولكن لم يغادرها للإقامة في سواها طوال حياته، ورغم بعدها عن العاصمة التي جلب نداؤها جل المبدعين، إلا أنه كان استثناء لم تغره أضواء دمشق.
    أحب أهل بلدته وبادلوه مشاعره بمثلها، ووجدوا فيه طبيباً بارعاً وإنساناً رائعاً لم ينسهم لحظة.
    استقى العجيلي من مهنته كطبيب يعالج المرضى الكثير من القصص والنوادر، حيث زودته بساطة أهل الريف ببعض الطرائف، التي ضمها في كتبه، وهي: (عيادة في الريف، أحاديث الطبيب، حكايات طبية)، برع في مهنة الطب كما في الأدب، طرق باب الشعر والقصة والرواية وكتب الكثير من المقالات إلى جانب كتب الأسفار.
    نعم إنه ثالث أنهار الرقة بعد الفرات وهارون الرشيد .. ولد في أواخر تموز عام 1918 وقد هرع والده حين ولادته إلى شيخ الجامع طالباً رأيه في تسمية القادم الجديد فأشار له الشيخ أن خير الأسماء ما عُبد وحُمد فسماه ( عبد السلام ) .. درس في الرقة وحلب وجامعة دمشق التي تخرج منها طبيباً عام 1945 وتحول من هواية الرسم إلى الكتابة إلى جانب دراسته وظل يكتب بأسماء مستعارة مدة عشر سنوات وصلت إلى 22 اسماً لأنه كان يخاف من الشهرة التي قد تأخذ من حياته وحريته ، مارس الطب في بلدته ثم انتخب نائباً عن الرقة عام1947 وكان أصغر عضو في البرلمان حينها . وتطوع في جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي عام 1948 ، تولى عدداً من المناصب الوزارية بدءاً من عام 1962 ( الثقافة والخارجية والإعلام ) وقد كان ذا نزعة ليبرالية وحس وطني عارم .. وسافر في مشارق الأرض ومغاربها وأعجب بقصائد بدوي الجبل وعمر أبي ريشة وإيليا أبي ماضي أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1948 بعنوان ( بنت الساحرة) وكتب القصة والرواية والشعر والمقالة. بلغ عدد أعماله من 1948 حتى 2005 واحداً وأربعين كتاباً، منها الليالي والنجوم (شعر 1951)، باسمة بين الدموع (رواية 1958)، الحب والنفس (قصص 1959)، فارس مدينة القنطرة (قصص 1971)، أزاهير تشرين المدماة (قصص 1974)، في كل واد عصا (مقالات 1984). ومن أعماله الحديثة أحاديث الطبيب (قصص 1997)، و مجهولة على الطريق (قصص 1997). أمضى ما يزيد عن نصف قرن في الكتابة وظل يعتبر نفسه هاوياً وكانت آخر رواياته ( أجملهن ) الصادرة عام 2001 عن دار رياض الريس .. واستجاب لطلب أصدقائه وكتب مذكرات عمله السياسي في كتاب ( ذكريات أيام السياسة ) كرم في عام 2005 ونال وسام الإستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ثم تدهورت صحته مطلع عام 2006 حتى وافته المنية في 5 - 4 - 2006 ..
    يعد العجيلي أحد أهم أعلام القصة والرواية المعاصرين في سوريا والعالم العربي وإرث ثقافي وأدبي لا ينضب ..
    وفي هذه المناسبة نشكر محافظة دمشق التي أطلقت في الثاني من شهر نيسان 2011 أسماء عدد من الشخصيات الأدبية والفكرية والدينية على عدد من شوارع وساحات دمشق بناء على اقتراح مجلس المدينة ومنها :
    تسمية الجادة الممتدة في شارع " إحسان كم الماظ " إلى جادة الأخضر العربي في منطقة الصالحية باسم عبد السلام العجيلي .
    أخيراً :
    استطاع العجيلي ببساطة أسلوبه وقصه، أن يشدنا إلى فضاءات مفتوحة وعوالم ساحرة ومبهرة ومهما كتبنا عنه وعن ذكرياته ومسيرة حياته فلن نفيه حقه، ويكفينا أن إبداعاته وأفكاره ستبقى حية فينا.
    ذكراك ستبقى ترفرف مع نسمات الفرات العليلة وكتاباتك ستحيا فينا كجذوة متقدة على مر السنين.

    سفيربرس - بقلم : محمود أحمد الجدوع
    الكاتب : خاص - سفير برس
Working...
X