Announcement

Collapse
No announcement yet.

بين أروقة الديمقراطية العتيدة مايكل مور ينشر سخريته اللاذعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بين أروقة الديمقراطية العتيدة مايكل مور ينشر سخريته اللاذعة



    مايكل مور ينشر سخريته اللاذعة

    بين أروقة الديمقراطية العتيدة

    عمان - تتواصل عروض احتفالية أفلام المخرج التسجيلي الاميركي مايكل مور، التي تنظمها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالفيلم الأميركي التسجيلي المعنون "بولينغ لمدرسة كولمباين".
    واستهل الناقد محمود الزواوي الاحتفالية بتقديم نبذة عن مسيرة المخرج مور، مبينا أن بداياته كانت في حقل الصحافة قبل أن يتوجه لصناعة الأفلام التسجيلية حيث كان فيلمه الأول "روجر وأنا" الحائز جائزة على إيمي العام 1989 والذي أطلق شهرته كواحد من ابرز صناع الأفلام التسجيلية .
    وقال إن ميزة أفلام المخرج مور موجهة من الداخل حيث يظهر المخرج في أغلبية أحداث فيلمه، وفيها يقوم بإجراء المقابلات على نحو من الجرأة والشجاعة في اقتحامه لموضوعات حساسة تهم المجتمع الأميركي وكان لها تأثيرات عميقة في بلدان العالم الثالث، لافتا إلى أن أفلام مور تعاين حالات وظواهر العنف السائدة بين المراهقين في الحياة اليومية الأميركية والتي فرضت ذاتها على حروب أميركا في الخارج.
    يضم برنامج الاحتفالية عرض الفيلمين التسجيلين "فهرنهايت 11/9"، و"الرأسمالية: قصة حب"، وفيهما قراءة فكرية وبصرية نقدية لاذعة للعديد من القضايا الأميركية والعالمية الساخنة مثل الحرب الأميركية التي شنت على العراق والفساد في الشركات الكبرى .
    وينتقد مور في "فهرنهايت 11/9" سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حول مفهوم الحرب على الإرهاب، مضمنا العمل مشاهد مأساوية كان مور سباقا في الالتفات اليها، في حين يستكشف بفيلم "الرأسمالية: قصة حب" الأسباب الكامنة وراء الأزمة الاقتصادية العالمية في نظرة ساخرة على ألاعيب الشركات والسياسيين في عمليات النهب والاختلاس بذرائع شتى.
    ونال هذا الفيلم إعجاب مشاهديه عندما عرض لأول مرة في أبوظبي لما يتميز به المخرج من قدرة عالية على تناول الموضوعات المثيرة للنقاش بنظرة سينمائية مجردة وما يتمتع به من تجربة سينمائية عريقة في مضامين أفلامه الساخنة التي تهم المشاهد، والتي حاز العديد منها على جوائز سينمائية عالمية.
    ويضع المخرج مايكل مور في فيلمه ــ شريطا أصفر اللون حول مبنى البورصة في نيويورك، يحمل عبارة "مسرح جريمة"، متناولا الأزمة المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، مانحا رؤية أوسع للانهيار المالي من خلال ملحمة تتناول المحظور: أي جرائم الرأسمالية على المستوى القومي الأميركي.
    كما افتتح مور الفيلم بتحذير ساخر للمشاهدين مما سيشاهدونه، ومذيع تليفزيوني يطلب منهم الانصراف عن المشاهدة إذا كانوا من الصغار أو ضعاف القلوب، ثم رجال شرطة يحاولون تحطيم باب مسكن في ديترويت بولاية ميتشغان "9 فبراير/شباط 2009" حيث يقومون بإخلاء أسرة فقيرة من المسكن الذي استولت عليه بعد أن عجزت عن العثور على مسكن إنساني. ويصور الفيلم تشبث الأسرة السوداء بالمسكن وكيف ينظم أفرادها اعتصاما يجذب الصحافة ويثير تعاطف الرأي العام، ويصور كيف تنسحب الشرطة، وينتصر الفقراء.
    كما يروي الفيلم قصص الأميركيين البسطاء الذين يضطرون إلى النوم في منازل أو شاحنات متنقلة، حيث يرافق تعليق لمور خلال الفيلم يقول فيه الولايات المتحدة لم تعد دولة ديمقراطية بل أصبحت تمثل "حكم الأغنياء"، الأقلية القليلة التي تمتلك معظم الثروات في العالم ولاتزال تؤثر كثيرا على حياة الأفراد شرقا وغربا حتى الآن، وشكلت الأزمة الاقتصادية فيلما وثائقيا لمايكل مور في مدة زمنية قدرها ساعتين، وشمل الفيلم عشرات الأشخاص والشهادات والمقابلات المصورة والأرقام والإحصائيات.
    لقد استخدم مور في فيلمه الكوميديا السوداء، والسخرية والتهكم، ويظهر بنفسه في الفيلم، بشخصيته المميزة وصورته التي أصبحت "أيقونة" تلخص السخرية والاستهزاء من المؤسسة السائدة، لكي يعلق ويناقش ويحاور ويتساءل ويسخر بل ويتحدى أيضا ويعرض نفسه للطرد.

    لكن مور بالطبع لا يكتفي بالوقوف عند عتبات السخرية والتهكم، بل مضى أبعد من ذلك كثيرا عندما حول فيلمه إلى أداة للتنوير والتعليم بل والتثوير والتحريض أيضا، تنوير المشاهد بالحقائق الخافية عليه، ودعوته إلى التمرد والمطالبة بالتغيير، وهو بذلك يرد الفيلم الوثائقي إلى أصوله الأولى "الراديكالية" شكلا ومضمونا، ويجعله يختلف في دوره ووظيفته عن الفيلم الروائي.
Working...
X