Announcement

Collapse
No announcement yet.

عثمان حناوي: في مكتبته الموسيقية ألفا تسجيل نادر.. وأربعون عاما أبحث في خفايا المطربين والملحنين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عثمان حناوي: في مكتبته الموسيقية ألفا تسجيل نادر.. وأربعون عاما أبحث في خفايا المطربين والملحنين






    في مكتبته الموسيقية ألفا تسجيل نادر.. عثمان حناوي: أربعون عاما أبحث في خفايا المطربين والملحنين

    دمشق - سانا
    بات عمر علاقة عثمان حناوي مع اللحن نحو أربعين عاماً وهو يبحث في خفايا الموسيقا العربية فهواه الموسيقي لم يقتصر على متابعة أخبار عمالقة المطربين والملحنين والتوثيق لهم بل إن علاقاته الشخصية مع معظمهم جعلته قادراً على اقتناص الكثير من النوادر الموسيقية ليوثقها في مكتبته التي تضم أكثر من ألفي تسجيل صوتي نادر.
    نشأ الباحث الموسيقي في طفولته ضمن جو فني في حي الجلوم الشعبي ضمن مدينة حلب وكان والداه من محبي الموسيقا إلى أبعد الحدود وكانت أمسياتهما لا تخلو من الاستماع إلى أجمل الألحان والأصوات يقول حناوي: منذ صغري كنت ميالاً للأصوات العظيمة منذ أيام أسطوانات الزفت والبكر وكان عند والدي مسجلات الكرونتك والفيليبس والبكر سرعة 5ر7 و15 حيث عشت في بيت عربي فيه الليوان والمربعات والبحرة ولفت انتباهي أن والدي كانا يستمعان لأم كلثوم ويدعوننا أنا وإخوتي إلى النوم ليستمتعا بسهرتهم حول البحرة فكنا نصغي من الشباك ومنذ ذاك الوقت تربت أذني على الطرب الأصيل وتعلقت بجمع التحف الموسيقية
    ويضيف حناوي: كنت آخذ مصروفي الأسبوعي من والدي وأستثمره كله بشراء الأغاني القديمة لكارم محمود أو جلسة طربية لزكية حمدان أو تسجيلات لمطربين قدامى أمثال صالح عبد الحي وأسمهان وفريد الأطرش وعادل مأمون وغيرهم أحصل عليها من محلات البستاني أبو وحيد ومحل القشاش بالمنشية ومحل أبو دان وكل تلك المحلات كانت تسجل من إذاعة صوت العرب والشرق الأوسط الحفلات التي تبث على الهواء ثم ينظفونها ويبيعونها ومن حينها تعشقت بالكنوز الطربية.
    وعن كيفية تعرفه على عمالقة الألحان في سورية ومصر يوضح الباحث الموسيقي السوري بأنه شاءت الأقدار أن عائلة حناوي قدمت صوتين مميزين هما فاتن وميادة وكاد أن يكون ثالثهم لولا الظروف التي فرضت عليه أن يكون رفيق درب أختيه فمنذ كان في الثالثة عشرة من عمره رافق فاتن في مسيرتها التي استمرت خمس سنوات بين عامي 1975 و1980 وبعد اعتزالها بدأ مشوار ميادة الفني وسفرها للقاهرة إثر تبني محمد عبد الوهاب لصوتها وكان آنذاك في الرابعة والعشرين وعمل كمدير أعمالها وحينها بدأت معرفته الحقيقية بالموسيقيين العمالقة من رياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من عظماء الفن إلى جانب معرفته السابقة بأمين خياط وصبحي فرحات في سورية.
    20120913-141544.jpg
    يقول حناوي: لم يتجاوز عمري أربعة عشر عاماً عندما كنت أستمع لكارم محمود ومحمد قنديل وصالح عبد الحي.. وكان لذلك بالغ الأهمية في مشواري البحثي الذي ساعدني فيه إقامتي بجانب منزل محمد عبد الوهاب أثناء مرافقتي لأختي ميادة إضافة إلى أن بليغ حمدي جاء إلى دمشق ومكث فيها أربع سنوات بدأت في عام 1980 وكنت ظله حينها كما رافقت محمد الموجي أيضاً.. في ذلك الوقت أكرمني الله بالعمالقة رغم أنني كنت أحلم بأن ألتقي بواحد منهم.
    ويردف حناوي.. جلساتي مع بليغ الذي قدم لميادة سبعة عشر لحناً كانت بشكل شبه يومي تبدأ من التاسعة مساء حتى ساعات الصباح الأولى وكان يحكي لي عن عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهم من المطربين ما الذي يحبه فيهم وما الذي يكرهه وكان يجيبني عن أسئلتي جميعها وأنا كنت أصطاد صوته بحب وأسجل جلساتنا حتى بات عندي مجموعة كاملة بصوته وما يقارب الـ 40 كاسيتاً من مسامراتي معه كما استفدت كثيراً من الموجي الذي قدم لميادة أربعة ألحان هي "جبت قلبي منين" "اسمع عتابي" وموشح "يا غائباً" و"زي الربيع" هذا جزء من مسيرتي الموسيقية التي أعتز بها وجعلت مكتبتي تحوي ما يقارب 2000 ساعة نادرة.
    ويبين حناوي أنه بعد وفاة الكثير من الامبراطوريات الفنية كالسنباطي والسيد مكاوي وغيرهم تابع علاقته مع عمالقة آخرين هم محمد سلطان- خالد الأمير- وعمار الشريعي إضافة إلى الكاتب وجدي الحكيم صاحب أكبر مكتبة موسيقية وأول من افتتح إذاعة صوت العرب وبرنامج أضواء المدينة الذي فتح لـ عثمان مكتبته العظيمة حيث قدم له حياة أم كلثوم بصوتها وكذلك لقاءات تجمع مع عبد الوهاب وعبد الحليم يكون فيها عبد الحليم هو المذيع إضافة إلى أحاديث بين عبد الوهاب وأنيس منصور وغيرها ما جعل عندي نفائس من التسجيلات الصوتية أفتخر بها.
    ولا يدعي الفنان حناوي أنه ناقد فالنقد الموسيقي بحاجة إلى دراسات معمقة وله منهجيته وأسلوبه لكنه بعد 40 عاماً من البحث في الموسيقا وخفايا الملحنين والمطربين بات يعتبر نفسه باحثاً موسيقياً مثله مثل الكثيرين ممن يهتمون بالبحث عن مطرب معين ويدفعون الكثير من عمرهم ومالهم في التقاط نوادره ومعرفة علاقاته الشخصية مع أقرانه ومع الملحنين والشعراء وما إلى هنالك بغض النظر سواء أكان نمطه الغنائي ينتمي إلى الشعبي أم الطربي أم الصوفي والفارق الوحيد مع أولئك المهتمين أنه لم يتخصص بالبحث عن مطرب ما أو ملحن معين.
    ويعتبر الباحث الموسيقي السوري أن أخته المطربة فاتن حناوي ظلمت بالملحنين فكانت مثل رباع يستطيع أن يحمل 300 كيلوغرام ويطلبون منه المشاركة في بطولة لحمل 30 كيلوغراما لافتا الى أن المناخ الموسيقي الذي تواجدت فيه لم يكن جيداً ولم تهيئ لها وزارة الإعلام آنذاك ملحنين يقدمون لها ألحاناً جيدة وليس دون المستوى كما حصل معها عندما اعتزلت مع العلم أن كبار الملحنين كانوا متوفرين وعلى رأسهم السيد مكاوي لأن دمشق وإذاعتها خاصة كانت ملتقى الأدباء والمفكرين والملحنين والعظماء.
    واستفاد حناوي من تجربته مع أخته فاتن في إدارة أعمال الفنانة ميادة حناوي فعندما سمع محمد عبد الوهاب صوت ميادة وهي تغني في بلودان وقع معها عقداً مفتتحاً مشوارها الفني في مصر ليأتي بعده عمالقة من أمثال السنباطي- السيد مكاوي- الموجي- بليغ حمدي- عمار الشريعي- محمد سلطان- وخالد الأمير ليقدموا لها أجمل الألحان.
    أما عن حال الأغنية السورية فيقول: ليس هناك هوية للأغنية السورية بعكس الأغنية اللبنانية والمصرية والسودانية والجزائرية لأنه لا وجود لشركات إنتاج مؤمنة بتلك الأغنية ومضمونها العلمي والأستوديو الجيد كما أنه لا يتم إعطاء الشعراء والملحنين والمغنين حقهم المادي والمعنوي إضافة إلى عدم الاهتمام بالتوعية الإعلامية بخصوصية تلك الأغنية ففي منتصف الستينيات كان هناك رفيق شكري ومها الجابري وكروان وكلهم نتباهى بهم أما الآن فلا وجود لأغنية سورية صرف بحيث انه من الممكن أن تجد أغنية شعبية من التراث ولكن أغنية كلاسيك أو أغنية فيها رسالة حب قيمة فهي غير موجودة.
    وفيما يتعلق بتقديمه لبرنامج "ذهب من نثرات الزمان" الذي يقدمه على أثير إذاعة شام إف إم بمشاركة الإعلامية هيام الحموي يوضح حناوي أنه حظي بشرف اللقاء مع الصوت الإذاعي المميز الحموي عندما عادت من باريس وتحدث معها كثيراً عن أرشيفه الموسيقي الغني فقررا التشارك في إعداد وتقديم برنامج له طابع خاص وفعلاً تم ذلك من خلال تجربة لثلاثة أشهر لكنها استمرت للسنة الخامسة على التوالي.
    يقول الباحث الموسيقي: تيقنت أنه ينبغي لي مشاركة الآخرين بتسجيلاتي النادرة وكنت متخوفاً في البداية من نجاح البرنامج ولاسيما في ظل الرداءة السمعية التي نعيش فيها لكن التجربة نجحت وجمهورنا يزداد يوماً بعد يوم وخاصة أنني أحدد سمة كل حلقة بناء على معرفتي بأذواق الناس باختلاف مستوياتهم العمرية محاولاً أن أقدم ساعة لطيفة يتذكرها الناس لذلك أنوع في الأنماط الغنائية مراعياً عصر السرعة الذي نعيش فيه ونمط الحياة الاستهلاكية وطبيعة أعمال الناس المختلفة.
    بديع صنيج
Working...
X