Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنانة أمل عرفة بمسلسل رفة عين.. دراما غنية تحاكي ألاعيب القدر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنانة أمل عرفة بمسلسل رفة عين.. دراما غنية تحاكي ألاعيب القدر


    دمشق - سانا
    تحاكي الفنانة أمل عرفة في مسلسل (رفة عين) الذي كتبته بمساعدة بلال شحادات حياة المهمشين والمسحوقين الذين ينطلقون بحثاً عن وسائل وأساليب تنقذهم من حالتهم المزرية لكن الأقدار لا تلبث أن تلعب دورها في حرف مسارات حيواتهم باتجاهات أخرى تدخلهم ضمن مزيد من التجارب وترقب مستمر لألاعيب القدر.
    وتعمل عرفة على الغوص في تفاصيل حياة كل شخصية تكتبها لدرجة نستشعر من خلالها أن الكاتبة برصدها لأدق التفاصيل الجوهرية والشكلية في سياقات الشخصيات الدرامية إنما تحاول أن تخفف من أثر الأقدار عبر احتفائها الدائم بالتغيير الذي يعترض سيرورة الناس المهمشين الذين تحكي عنهم ويضعهم أمام تجارب جديدة ومستويات اجتماعية أفضل وهو ما يجعل المشاهدين أمام تفاصيل غنية لكل شخصية يفرضها وضعه الثقافي والاجتماعي والنفسي ورغبته في تحقيق نقلات نوعية على كل الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية عموماً.
    من هنا تبرز المفارقات التي خطتها عرفة محققة نوعاً من السخرية اللاذعة يقترب من التراجيكوميدي كنوع درامي يحتفي بمصائر البشر وتقلبات الحياة وآثارها على تركيبتهم النفسية وتصرفاتهم وطرائق سلوكهم تجاه التجارب التي يمرون بها بغض النظر عن كون تلك التجارب جاءت بإرادتهم أم خارجة عنها فحرية البشر هنا مرتبطة بقدرتهم على استيعاب تقلبات القدر أكثر منها التحكم بمصائرهم وتغيير احتمالاتها.

    يرصد (رفة عين) أحلام الناس البسطاء من خلال حكاية هدية تؤدي دورها الفنانة أمل عرفة المولودة في السجن من أب سكير و أم مغلوب على أمرها وتعيش مع أخيها مهدي..عبد المنعم عمايري في صراع للوصول إلى حياة أفضل ضمن ظروف حياتية صعبة لتدخل كل من شخصيتهما في تحولات كبيرة فهدية تنتقل من سجينة إلى سارقة وبالمصادقة تصبح راقصة ثم سمسارة عند طبيب أسنان فاشل ومنها إلى فتاة قهوة وشاي في محل تجميل شهير ثم مسؤولة أظافر وسكر بنات في المحل ذاته إلى أن تسوقها الأقدار إلى أبي نورس الثري الذي يتغمدها بعطفه وحنانه.
    في موازاة ذلك يدخل مهدي في صراع حقيقي وشرس مع قدره ويتعامل كالمقامر مع وضعه وضمن هذا الخط الدرامي ينتقل من ميكانيكي في ورشة للسيارات ثم يتورط بالزواج مرتين الأولى من امرأة يعتبرها حب حياته أما الثانية فهي جزء من قدره الذي فرض عليه لينشأ في داخله صراع آخر بين الحب والواجب دون أن تحسم خياراته.
    وضمن الحارة العشوائية التي يقطنها كل من هدية ومهدي تتشعب الخيوط الدرامية عبر أسلوب معالجة يمزج بين الألم والسخرية معاً طارحاً مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية كالحب والزواج والشرف والأمانة ومثبتاً في الوقت ذاته هشاشتها عند امتحانها في الواقع كما يقدم طرحا لأشكال مختلفة من الفساد الاجتماعي والاقتصادي وعلاقتها الوثيقة بالقانون وأساليب التلاعب به.
    وتلعب الفنانة ضحى الدبس دور أم مهدي ربة المنزل التي تربي أولادها على البساطة والبداهة لكن مفارقات الحياة تحملها مسؤولية حل مشكلاتهم الاجتماعية والعائلية ثم تتحول إلى قاض عليه أن يحقق العدل بين ابن وابنة ويفض الخصامات بينهما رغم أن المشكلات التي تدور بينهما قد تكون أكبر من قدرتها على حلها وهذا ما وضع الدبس ضمن مواقف درامية صعبة تصدت لها بحرفية عالية وقدرة على الانتقال بين الهدوء التام للشخصية إلى العصف الداخلي لمشاعرها وذلك بحرفية عالية.

    في حين أطلت الفنانة وفاء موصلي ضمن (رفة عين) ضمن شخصية جديدة المدام فردوس وهي صاحبة مركز التجميل الذي تعمل به هدية ورغم بساطة الدور إلا أن موصللي استطاعت أن تؤديه بعيداً عن أي تكلف زائد بحيث بدت على الدوام ربة العمل الأنيقة التي تهتم بتفاصيل زبائنها الخاصة بصالونها.
    وتشارك الفنانة ميسون أبو أسعد من خلال شخصية نورا الرومانسية ببساطة ملفتة والتي تتزوج من مهدي الذي يفرض عليه عمله ألا يستطيع أن يكون دائماً بمزاج رومانسي لكنها تصر عليه ليسمعها كلام الغزل والتحبب لكن تطغى مهنته ومصطلحاتها عليه فيؤدي ذلك إلى حدوث مواقف تبعث على الضحك وتخرج العمل نحو اتجاهات أكثر مرحاً.
    كل تلك التفاصيل وغيرها استطاعت كاميرا المخرج المثنى صبح التقاطها بحرفية عالية بحيث أنه استطاع أن يرصد الكثير من المواقف والمفارقات الغنية بدراميتها والتي يدعو بعضها للضحك وبعضها الآخر للبكاء ومواقف أخرى تجعل المشاهد في حيرة من أمره بين الفرح والحزن وكأنه يضحك من شدة البكاء أو يبكي من شدة الضحك.
    كما أن صبح نجح في توليد مشاهد شفافة من خلال اعتماده على رصد المفارقات بتلقائية حققها ممثلوه وكادر العمل معه ولاسيما على صعيد إدارة التصوير والإضاءة بحيث ظهرت الشخصيات حية وقادرة على التعاطي مع القدر بأقصى درجات الحساسية والتلقائية لدرجة أن المخرج حقق بالاتكاء على النص الذكي للفنانة عرفة توءمة ناجحة استطاعت أن تعالج درامياً الكثير من حيوات البشر عبر عدد محدود من الشخصيات.
    يذكر أن (رفة عين) من بطولة الفنانة أمل عرفة.. عبد المنعم عمايري.. جهاد سعد.. سلمى المصري.. ضحى الدبس.. روعة ياسين.. جلال شموط.. ميسون أبو أسعد.. والعديد من نجوم الدراما السورية ويعتبر هذا العمل ثالث تجربة في مجال التأليف الدرامي للفنانة أمل عرفة بعد مسلسلي (دنيا) و(عشتار) اللذين نالا شهرة واسعة وصدى طيباً لدى جمهور الدراما السورية.
    بديع صنيج
Working...
X